1 قراءة دقيقة
احتراق لفصل الشتاء....

كريم عمران المزدغي


احتراق لفصل الشتاء....

بين حين وحين يصنعان موعدا....في حديقة...حيث تتزاحم فيها كل أنواع الجمال....كان الجموح يغلب على أكثرهن. ...لكن وجدت فيه مبتغاها....تتزين له وحده بشتى أنواع الزهور. ...تثمر له وحده ....حين يشعر باليأس يستظل بخصلاتها المتدلية. ...كلما رأته من بعيد قادما تتمايل من غنجها استعدادا للقاء. ...كم كان جمالها يعلن ثورة والعصافير على أكتافها تغرد وتعزف موسيقاها محاكاة لهبوب النسيم. ...من شدة وجدها تصرخ له وحده حتى وكأن كل من في الحديقة يغار من هذا الولع. ...كلما إقترب من إحداهن أو جلس في كنفها كانت تجن تعصف بأوراق زينتها. ...حيث يكون الاصفرار والذبول غايتها. ....اقترب منها تلمسها كم كانت شغوفة بذلك... كم كانت تود لو أن الربيع حل ....حتى تستعيد زينتها. ...لكن الخريف كان قد أزف وكانت يد الغدر تعلن الاجتثات....كلما نبض المنشار الكهربائي وزمجر مصطرخا. ...لا طاقة له ولا حول  للعدول عن قرار الحطاب....متذرعا بقرب الشتاء. .....وكان احتراقها غدرا كعاطفة ذات يوم قربانا للوفاء. ...

 بقلم : كريم عمران المزدغي

تم عمل هذا الموقع بواسطة