يوم الكتاب
"ليوم العالمي للكتاب هو احتفال يقام كل عام في 23 أبريل بعد أن قررت اليونسكو منذ عام 1995 الاحتفال بالكتاب.[1]-ويكيبيديا".
أذكر أنني قرات في مرحلة الدراسة الإعدادية، أو ربما الصفوف الأخيرة من المرحلة الابتدائية. (فالذاكرة أحيانا لا تسعف كما نتمنى). المهم أذكر أنني قرات نصا يتحدث عن القراءة الحرة (المطالعة) يقول ما معناه: على المرء قراءة أي كتاب يقع بين يديه. فالذي ينتقي الكتب يشبه المريض في معدته، ينتقي الأطعمة التي تلائمها فحسب.
هذه الفكرة لا تزال عالقة في ذهني –او ذاكرتي-ولا تزال تفعل فعلها في نفسي. وقد تأثرت بها، وانتفعت منها كثيرا. فقرات كتبا مختلفة تراوحت بين القصة والرواية وقواعد اللغة والشريعة والتاريخ وعلم النفس والفلسفة والبحوث المختلفة...الخ. باختصار: كل ما وقع تحت يدي.
إضافة لما قرأته في المنهاج المدرسي.
ربما لم انتفع ماليا من ذلك، بل ربما تركت خلاصات المطالعة تأثيرا على تكوين حالي النفسية، وتكوين قناعات متشربة لقيم أخلاقية وتعاليم دينية... فدفعتني لأكون من "ذوي القلوب الرقيقة" كما تصفهم رؤى أيديولوجية ذات صلة بالمادية (والماركسية خاصة). لكنني لا أنكر انني تشربت روح هذه الخلاصات، فأكسبتني قدرة أفضل على حسن القراءة والفهم والتعبير ... واعانتني على اكتساب مودة وتقدير كثيرين من الذين قرأوا لي نصوصا؛ أدبية خاصة. وفكرية، ومنشورات فيسبوكية عموما. بل إن بعضهم –فضلا عن تعليقات ومداخلات-ابدى اعجابه بما اكتب، عبر رسائل خاصة، ودردشة على الماسينجر. فورطني ذلك في توليد حماسة لكتابة نصوص ذات طبيعة شعرية في المنتديات خاصة. وكنت عضوا في عدد منها. اذكر منها، اول منتدى له الفضل علي في تنمية الاتجاه نحو كتابة نصوص أدبية" وهو "بيت الجود" واني اشكر صاحبه والأعضاء فيه. تعرفت فيه على الشاعرة " أسماء القاسمي" التي أعتبرها معلمتي في المساعدة على كتابة نصوص ذات طبيعة شعرية وقد أنشأت منتدى "صدانا" ودعتني مشكورة للانتساب اليه وكان. أرجو ان الجميع بخير.
ومنتدى "الكلمة نغم" حيث المكان الذي تبلورت فيه انطلاقتي في التفاعل، و"منتديات المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية" وقد نشطت فيه، فقد كان منتدى شاملا وفيه تنوع المواضيع، ومساحة حرية واسعة استوعبت صخب الحوارات والمناقشات السياسية بأفق ممتد، نحو قبول الاختلافات. وفرصة متاحة للاهتمام بالبحوث الكوردية، واقترح صاحبه الشيخ عبد الرحمن آل ثاني ان أكون، مشرفا بصلاحيات تامة على القسم الخاص بالبحوث والدراسات الكوردية –وهذا اعتراف لروحه السمحة –لكنني اعتذرت لعدم توفر ظروف خاصة تؤهلني لتحمل مسؤولية كبيرة كهذه. وقد تعرفت على صديق اسمه "مصطفى الدوقاري". مع ان كثيرين لهم مكانة عزيزة في النفس لكن هذا الرجل بقيت له ذكرى خاصة. والمرحومة "فتاة الأتاسي" التي كانت تعرف في المنتدى بـ "أوفيليا هاملت" فقد استطاعت ان تكون "كريستالة المعهد" بتعبير أحد الأعضاء واسمه "قيس النزال" المشاكس الطيب القلب. وشخصية جمعتنا حوارات حول قضايا ذات خلفية دينية اسمه "عبود الخالدي" وابنه ...فقد وجدتهما –على الرغم من اختلاف أحيانا –انهما رجلان جادان فيما يخص قناعاتهما، وانني اتوسم فيهما الخير كما غيرهما. وآخرون لهم في القلب مكانة طيبة وستبقى ان شاء الله. مثل ماسة موصللي وشاكر ود. عبد الحق ... وصديقتاي ولادة والفيروز وجينا شوكت...الخ.
لقد تعرفت على عدد من الكتاب والشعراء والمهتمين بالثقافة وتشعباتها الفكرية والأدبية والفنية .... وتم الالتقاء عبر الأثير بيني وبين عدد منهم –منهن- وقد تأثرت بجوانب كثيرة في هذه الشخصيات ،منها التفاعل المفيد، واكتساب الخبرة، ومنها الايحاءات الملهمة والمحرضة لكتابة نصوص اعتدت ان اسميها "نصوص شعرية مبتدئة" لكن بعضهم يصر على تسميتها شعرا و على توصيفي شاعرا، ومنهم من وصفني بالكاتب او الاديب او جمع بينهما او وصفني بالمفكر... كل ذلك كان يشجعني على المضي في الكتابة والتفاعل، فضلا عن تفاعل طال الأفكار والآراء الاجتماعية والسياسية...ولم تخل من مماحكات احتدت أحيانا لكنها غالبا كانت تنتهي الى خير وتسامح وإعادة العلاقات الى ما كانت عليها...وهذا هو المناخ الصحي للتفاعل.
لا اريد الدخول في استعراض الأسماء التي التقيت بأصحابها، لكنني فقط وددت الإشارة الى ان القراءة دفعتني الى مواطن عديدة التقيت فيها بمن احتفظ لهم ذكرى طيبة وأتمنى ان اعود مرة أخرى الى اللقاء بهم في تلك المواطن. وقد دعيت الى منتديات عديدة دوما كنتت التقي بمن نتبادل التفاعل المفيد وأحيانا الودود أيضا كمنتدى "سعد مهدي" ومنتدى " الملتقى الثقافي العربي" وقد التقيت نخبة طيبة فيها ومنهم الأستاذ عبد القادر ... لكن ما ترك اثرا اليما في نفسي انني فقدت أثر صديقة شاعرة لطيفة اسمها سارة. اذ انقطعت اخبارها وأخشى ان يكون ذلك نتيجة موقفها من النظام فقد كانت تجاهر بذلك.
وغير ذلك مكن منتديات ومنها كوردية كنت عضو شرف فيها ومشاركا طبعا: منتدى ولاتي مه-منتدى .... منتدى... الخ. وقد جرت مناقشات ومقابلات فيها كانت مثيرة ومفيدة فقد كانت العادة ان يختار أحدهم ليجيب على أسئلة او مداخلات الأعضاء...أذكر منهم مثلا: الأستاذ هوشنك اوسي.
واضافة الى المنتديات فقد تواصلت مع عدد من المواقع نشرت فيها مقالات كثيرة أحيانا تحت اسم "ابن الجزيرة" ثم "محمد قاسم" ثم (محمد قاسم "ابن الجزيرة") وفي حالات قليلة الاسم باللغة الكوردية "M.Qasim" او "M.qasim kure cezire " ومن هذه المواقع ولاتي مه-باخرة الكورد-كوردستانا بنختي...الخ. اما العربية فمنها "الحوار نت" و "الركن الخضر" الذي أنشأ مشكورا، موقعا فرعيا تحت اسم (م.قاسم ابن الجزيرة) ضم كل ما نشرته فيه.
لم تمنعني مشاركاتي في المنتديات ان أبقي على علاقة مع الكتب لكنني لم أكن بالحماس السابق إذ أصبحت اختار –كمريض المعدة غالبا-كتبا معينة بحسب الموضوع او ظروف فرضتها.
والى اللقاء ...