1 قراءة دقيقة
يوم الكتاب .

محمد قاسم


يوم الكتاب .
تخصيص يوم لما يفترض ان يكون دوما- على مدار العام-او الحياة- كيوم الأم ويوم الطفل ويوم الكتاب...الخ. هو نوع من تشويش على المعنى العميق لهذه المعاني .ولا أدري من يقف وراء ذلك. !
مع ذلك، فان التذكير ليوم واحد قد يدفع بعضهم الى تذكر ربما ارتقى ودام طويلا. ومن هذه المناسبات "يوم الكتاب العالمي "
فنلاحظ تزيين المساحات بالاعلانات والكلمات الطنانة في هذا اليوم، ولا أعلم ان تغييرا للاهتمام بالكتاب يترتب على ذلك.!
يبدو لي ان هناك من يعزز معنى "الشعارات " في حياة الشعوب ، كما نلاحظ في الاتجاهات ذات الاتجاهات السياسية اليسارية بشكل خاص -تحت اي عنوان كان- واتباطها بجذور ترتد الى الماركسية.
فتتخذ من جدران البيوت والحدائق والأماكن العامة لوحات -وكانها لوحات اعلان للمتنفذين (السلطات خاصة) وتستهلك اموالا طائلة في ذلك ، وكان تلك الكتابات "الشعارات" واللوحات ستعالج المشكلات ولا تزيدها تعقيدا .!
لقد احسن المتنبي قبل قرون في الدعاية للكتاب بأقل الأثمان عندما قال :
أعز مكان في الدنا سرج سابح= وخير جليس في الأنام كتاب .ولازال الإعلان يتردد على السنة قراء الكتب والمهتمين بها .
ووصفه الجاحظ قبله ايضا :
"- والكتاب وعاءٌ مُلِئَ علماً، وَظَرْفٌ حُشِي ظَرْفاً، وإناءٌ شُحِن مُزَاحاً وجِدّاً؛ إن شئت كان أعيا من باقِل، و إِنْ شئتَ كان أبيَنَ من سَحْبانِ وائل، وإن شئتَ ضَحِكْتَ مِنْ نوادِرِهِ، وإن شئتَ عَجِبتَ من غرائبِ فرائِده، وإن شئتَ ألهتْك طرائفُه، وإن شئتَ أشجَتْك مواعِظُه، وَمَنْ لَكَ بِوَاعِظٍ مُلْهٍ، وبزاجرٍ مُغرٍ، وبناسكٍ فاتِك، وبناطقٍ أخرسَ، وبباردِ حارّ،
- ومَنْ لكَ بطبيب أَعرابيّ، وَمَنْ لَكَ برُوميٍّ هِنْدِيّ، وبفارسي يُونَانيّ، وبقَدِيمٍ مولَّد، وبميِّتٍ ممتَّع، وَمَنْ لَكَ بشيءٍ يَجْمَعُ لَكَ الأَوَّلَ والآخِر، والناقص والوافر، والخفيَّ والظاهر، والشاهدََ والغائبَ، والرفيعَ والوضيع، والغَثَّ والسمين، والشِّكْلَ وخِلافَه، والجِنسَ وضدَّه.":
وكانت هذه المقولات -ولاتزال -تقرأ من عشاق الكتب ، ويصطحبون الكتب في حلهم وترحالهم .فضلا عن مكتبات تزيّن دورهم صغيرة كانت ام كبيرة.
وان حكاية الغزالي مع قاطع الطريق الذي استولى على "مخلاة" فيها كتبه معروفة . اذ قال له: معي مال -لم ينتبه اليه قاطع الطريق - فخذه ، واعد لي مخلاتي ،فقال : وما فيها ؟ قال : هي كتبي اقرأ فيها ، فسخر منه وقال : فإذا منعناك يعني انك فقدت علمك ، فصمم الغزالي مذ ذاك ان يحفظ كلما يتعلمه ...!
قال المرحوم الدكتور رشيد احمد (عفريني المولد وديركي الهوى والمقام والزواج) : كنت في قطار الى موسكو مع عمي .كان الجميع يحملون كتبا سوانا -رحمه الله. وكان يطرح الحكاية على شكل احجية فيقول كان الجميع يحمل كتابا او جريدة او مجلة الا اثنان فهل عرفتم من هما ؟ (ويعني نفسه وعمه بهما ).
وهكذا كنت الاحظ ان الملا -اي ملا -الزائر لأبي لا يكاد يجلس وينتهي من الترحاب والسؤال عن الحال والحوال حتى يمد يده الى كمتاب -او يسأله عن كتاب إذا كان موجودا لديه ، وتمضي الصحبة بينهما -او بينهم- حول قضايا ،احيانا تضطرهم الى البحث في الكتاب عن صضواب ما قيل ويقال ...
فهل نرتقي نحن -بالثرثرة وقول ما تجود به الستنا من آراء وافكار وصيغ التعبير في الفراغ ...الى ان نجعل ما في الكتب من علوم ومعلومات ومعايير وضوابط ...حكما بيننا -على الأقل في يوم الكتاب- فنكون اكثر تحملا للمؤولية عما نعبر عنه ؟!

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏جلوس‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏لا يتوفر وصف للصورة.لا يتوفر وصف للصورة.ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏‏‏أشخاص يجلسون‏، و‏لحية‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏‏



تم عمل هذا الموقع بواسطة