يوم الصحافة الكوردية
قرية علي بدران، بتاريخ 21/4/2006م
إن تحديد يوم يكون مناسبة لتذكر امر يهم الشعب، ويثير لديهم الذكرى بها لجهة تأسيسها والغاية منها ومدى تطورحصل فيما يخصها... لا ريب انه عمل مفيد على ان تكون المناسبة فرصة لتجديدها واستعراض تاريخها وتقييم المرحلة والنتاج فيها.
من هنا كان تذكر يوم الثاني والعشرين من نيسان كيوم إصدار العدد الأول لأول صحيفة كوردية باسم كوردستان عام 1898 على يد سليل امراء العائلة البدرخانية، مناسبة تستحق التقدير والكورد يفعلون خيرا إذ يحتفلون بها سنويا. ما نرجوه من العاملين في الاعلام الكوردي ان يتحرروا من ذهنية الانحياز المسبق او الخضوع المطلق لأصحاب الاعلام، فـ"الصحافي مؤرخ اللحظة"–كما يقول ألبير كامو الإيطالي. وهذا يرتب عليه مسؤولية كبرى كمهنة عرفت بـ"السلطة الرابعة". ولعل المسؤولية الكبر تقع على عاتق صحفيي الكورد التوصل الى توحيد اللغة الإعلامية، بمعنى إيجاد لجان تهتم باللغة الكوردية والمصطلحات المتداولة في الاعلام وتوحيدها وتبسيط الحديث فيها، لتصل الرسالة الى أكثر الشعب.
هنا لا بد من الإشارة الى مبادرة متميزة كان يقوم بها، حزب الوحدة الديموقراطي الكوردي (الوحدة) في سوريا، بقيادة المرحوم الأستاذ إسماعيل عمر. قبل ان تمنعه السلطات السورية. فكان الاحتفال الأول في قرية (علي بدران) في منطقة آليان، التقى فيه –بدعوة من هذا الحزب جمع طيب من الحزبيين والمثقفين والفرق الفنية ... في مشهد كرنفالي جميل، تحتفل الفرق فيه غناء ورقصا وفولكلورا من جهة، وتلتقي فيه شخصيات مختلفة تحت الخيم المنصوبة تتعارف وتتبادل الأفكار والآراء، وتستمتع بمشاهدة الاحتفالات. مع تناول الطعام وفره الحزب المضيف. كانت مبادرة مفيدة. وقد تعرفت إلى عدد من الحاضرين مثل الأستاذ دهام، وزهير البوش رحمه الله، واحمد حسين، وغيرهم.
أدناه متابعة قام بها كروب ديرك للثقافة الكردية بعدة مقابلات ندرج التالية :
متابعة للقاءات التي أجراه كروب ديرك الثقافي مع الكتاب المشاركين في الاحتفال الذي نظمته فرقة ميديا في قرية علي بدران، بتاريخ 21/4/2006م, بمناسبة يوم الصحافة الكردية, لأخذ آرائهم حول الصحافة الكردية, ننشر لكم فيما يلي رأي كل من السادة :
الأستاذ محمد قاسم ملا عبد الكريم
إجابة:
من حسنات القدر بالنسبة للكرد أن جعل الآلام والمسرات جلها في فصل الربيع، ولعل ذلك له مغزى ريما! ...
فما أن يطل هذا الفصل، حتى ينشط الخيال والذكريات، بل والتأمل أيضا، لدى أبناء هذه الأمة المنكوبة، وتتوالى الاحتفالات والمهرجانات، وبما أننا في مجال احتفالية علي بدران، بمناسبة عيد الصحافة الكردية، والمشير إلى ذلك الجهد المبكر والفردي أيضا؛ لصاحب هذه الذكرى السيد (مدحت قاسم بدرخان) الأمير المنحدر من العائلة البدرخانية التي أسست للصحافة الكردية، واللغة الكردية المتميزة عبر اعتماد الحروف اللاتينية، بل وأسست للثقافة الكردية وفق نهج يسعى ليتوافق مع معطيات العصر...؛ والتي دعا إليها فرقة ميديا للفلكلور الكردي، ويبدو أنها بإشراف من حزب الوحدة الديمقراطي الكردي، فلي ما أقوله أولا، وقبل الحديث عن الصحافة والتي كانت سببا في هذه الاحتفالية:
- الشكر والتقدير لها على دعوتنا- الكروب الثقافي الكردي في ديرك- والقيام بتنظيم يشكرون عليه؛ في ظل دعوة في الهواء الطلق بالنسبة للضيوف خاصة.
- والشكر والتقدير لها على إدارة نشاطاتها ونشاطات الفرق المشاركة؛ على جهود نقدرها، ونتمنى التقدم في كل الخطوات الشبيهة والمستقبلية.
وأما ما يتعلق بالصحافة الكردية وما أثير حولها من أسئلة مشروعة ومعبرة، فرأيي هو كالتالي:
1- هل توجد صحافة كردية بالمعنى المتعارف عليه لمفهوم الصحافة؟!.
2- إذا كنا نعني بالصحافة هذا، الجهد الفردي الذي يبذله بعض الغيورين على قضايا وطنهم وشعوبهم – وشعبهم الكردي المحروم بشكل خاص-فلا شك أنهم يبذلون ما يستطيعون في ظل ظروف بالغة التعقيد، بسبب غياب الحرية، وعدم توفر الأدوات الكافية لمثل هذا العمل، فضلا عما يرافقها من تجاذبات؛ تؤثر سلبا على الأداء، وإن كان التوتر قد يكون محرضا للنشاط- أحيانا.
3- أما إن كان المقصود هو الصحافة الحزبية، فلا يخفى على احد أنها لا ترتقي إلى مستوى (المطلوب النضالي (لشعب يعاني من حرمان متعمد من سلطات تديره، وبالتالي فهي تتحمل مسؤولية تاريخية وأخلاقية...الخ.
ولا نعني تحاملا عليها، ولكنه من باب تشخيص الواقع، كما لا يعني ذلك أن محاولات جادة غير موجودة من قبل البعض، فمثلا فرق بين صحافة تخرج أكثر من ثلاثين صفحة شهريا وبين صحافة تخرج ما بين 8 و16 صفحة، ولكن لا نسى أن هذا مقابل صحف يومية تتمتع بطاقات كبيرة تخاصمها، إن لم نقل تعاديها.
4- هذا لا يعني أن الفائدة التي حققتها الصحافة الكردية- تسمية متجاوزة- تظل كبيرة في ظل ظروف تعيسة للصحافة العربية كلها بسبب غياب الجدية أو الكفاءة أو بسبب الفكر المؤدلج ... و السورية خاصة، بسبب احتكار الدولة المعروف للصحافة، وتقييدها المفرط للحريات على مدى طويل من الزمن، وما يرافق ذلك من إجراءات، كلها ضاغطة على أي عمل فكري وإعلامي وسياسي وغيرها، إضافة لما تشترك به مع حال التخلف التي تعيشها أنظمة وشعوب المنطقة لأسباب باتت معروفة للجميع..
ولعل الأيام القادمة ستكون أفضل على مستوى الخصوصية الكردية وعلى مستوى شعوب الوطن كلها...فإن اتجاها نحو انعتاق النشاط من عقاله بدأ يتبلور -كما أرى –ويلوح انه آت واعد. وأخيرا كل الشكر لكم، وللمهتمين بالحياة البشرية في جميع تجلياتها.
...................................
21 نيسان- ديرك – قرية علي بدران- إعداد كروب ديرك للثقافة الكردية