وأنتَ تحملُ البندقيّةَ
تضغطُ على الزّنادِ
أكانَ مزماراً تبثّ فيهِ أنفاسَكَ
وتعزفُ الألحانَ
ألم ترَ عينيَّ الصغيرتينِ
مزروعتينِ في إحدى الغيماتِ
تركتُ مزمارَها يبكي
وزرعتُ رصاصةً في صدري
هل أخافتْك طفولتي
وعكّرتْ صفوَ الماءِ جدائلي
تركضُ جذلى مع طلوعِ الفجرِ
هل ساءَكَ أن ترى ابتسامتي
وجسدي يتكوّرُ في ألقٍ
حتى سرقتني قبل أن أكبرَ
الأجراسُ تقرعً
تبعثُ كالأكسيرِ نشوةً في النفوسِ
فتفتحُ الأرضُ فاها ترحّبُ بدمي
منّي تشبعُ
زفيرُ الريحِ
فوقَ المرجِ الأخضرِ
شجرُ البلوطِ مجلّلةٌ بالسوادِ
تلهفُ ثوبي المطرّزِ بالياسمينِ
أيها الضاري
صاحبَ اليدينِ الكبيرتينِ
تلاشى فيهما صدري
أخرجتُ من أيكهِ قلبي
وأعددْتُ على هواكَ جنازتي
تأوّهُ أبي
ونزفُ أمّي
الموتُ فقط يعزّي
يسوّي أسرّةَ الفقراءِ
يكملُ دورةَ أحلامِهمْ
(أجملُ الأطفالِ مَن لم يولدوا بعدُ)