1 قراءة دقيقة
وأطمئنُّ على موتي

وأطمئنُّ على موتي
حين أراه يغني..
فالحياة ملح في أفواه الجياع
والمدينة لوحة معلقة على جدران كثيرة في جهتها اليمنى شريط أسود رفيع
غدا حينما يعود الكوردي إلى أرض الزيتون الحزين
ويقف على عتبة داره
سيرى أطفالا غرباء يلعبون في الفناء بكرة ابنه الذي كسر حصالته السنوية واشتراها من المحل المجاور لبيت جده
يستقبله مالك البيت الجديد
يعرفه بلكنته
يسأله عدتَ لتسترجع بيتك؟
ويرد الكوردي:
ذاك بحد ذاته يحتاج إلى حرب

لاتزال بقعة الدم الداكنة متسمرة في إحدى زوايا المنزل
هل تعلم أيها الغاصب
إنها دماء أبي الذي كان مقيداً الى كرسي
وأبرحوه ضرباً أولئك الذين وهبوك بيتنا حياتنا ذكرياتنا
ليخرج من بيته
تاركاً كل تفاصيلنا هنا
هل نظرت إلى الفناء الخلفي لايزال وشاح امي يلف ساق الشجرة حتى لاتكسرها الريح ..
ولكن أريد أن أسالك
أين رميتم بألبوم صورنا
وتلك اللوحة الجدارية التي كانت تحمل صورة لأخي الشهيد
الذي قُتِل من أجلكم
حينما مرّ الاوغاد من دياركم
لن أسالك عن رائحة بيتنا
ولكني سأشرح لك كيف هي رائحة المخيمات
حينما يغتسل الكوردي بدمه وهزائمه..
وهو يمد ذراعيه ليحضن عودة بلون التراب..

تم عمل هذا الموقع بواسطة