مع هبوب نسائم الربيع العربي ، على جمهورية مصر العربية ، للإطاحة بحكم فرعونها محمد حسني مبارك ، لم تجد الجماهير المصرية ، المنتفضة المغلوبة على أمرها ، بدا من وضع يدها ، بيد حركة الإخوان المسلمين المنظمة تنظيما جيدا منذ قرن ، والتي بدورها سرعان ما إنبرت للتغلغل في صفوفها ، فتولت قيادة دفة الحراك الشبابي ، في مدة وجيزة ، مستغلة خبرتها في تسويق الخطاب الديني ، وشيطنة نظام الحكم القائم ، فنجحت خلال أيام قليلة ، في إجبار رأس النظام على التنحي ذليلا ...
لكن تنظيم الإخوان لم يكتف بإسقاط الرئيس ، بل أثر الحلول محله ، خاصة مع غياب أي تنظيم منافس له ، في صفوف الحركات الشبابية الحديثة النشأة ، وغياب شخصية تمتلك كاريزما ، تلتف حولها جماهير الشعب العريضة ، فكان أن إكتسح نتائج الإنتخابات ، في أول عملية تصويت بعد الثورة ، حاصدا معظم الأصوات ، فبادر لتشكيل الحكومة ، وإستلام مقاليد الحكم ، على غفلة من الزمن ، وليقوم بعدها بأخطر عملية على الإطلاق ، ألا وهي ( أخونة الدولة ) ، فأجرى تغييرات كبيرة في هيكلة الإدارات والمؤسسات المدنية والعسكرية ، مما أدى لإندلاع المظاهرات المناوئة له ، في طول البلاد وعرضها ، وجميعنا يتذكر مظاهرات الشباب في ميدان التحرير ، والتي قابلتها جماعة الإخوان ، بمظاهرات مؤيدة لها ، في ساحة رابعة العدوية ، ليتدخل الجيش المصري البطل ، وينهي تلك المهزلة ، بعد أن أدرك حجم الأخطار المحدقة بالبلاد ، إن بقي مكتوف الأيدي ...
معظمكم قد يسأل : ما سر هذا السرد الطويل ، لأحداث معروفة من قبل الجميع ، فقد حدثت في الأمس القريب ؟ سأقول لكم : مناسبة هذا الكلام ، هو صورة لا تنفك ترفض أن تغادر مخيلتي ، لأحد الشبان المنتفضين ، في وجه الإخوان حينها ، الذي تصدر شاشات التلفزة ، راكبا دراجته الهوائية ، وقد تأبط لافتة كتب عليها : ( أسفييييين يا ريس ) ...
لسان حال الكثيرين هذه الأيام ...