منذ عدة ساعات وقع الحزبان الرئيسيان في إقليم كردستان العراق ،مذكرة تفاهم بخصوص تشكيل حكومة للإقليم، حيث تضمنت مذكرة التفاهم هذه السير في إتجاهين: فمن جهة تم الإتفاق على توزيع المناصب الحكومية في الإقليم بينهما، وبمشاركة الأحزاب الأخرى، ومن جهة أخرى ،وجه الحزبان خطابا موحدا إلى الحكومة الإتحادية، بخصوص العديد من القضايا العالقة ،لعل موضوع مدينة كركوك الكردستانية، في رأس أولوياتها ...
ومع مباركتنا للإقليم بهذه الخطوة الإيجابية، إلا أن هذا لايمنعنا من الشك بمدى قوة هذا التقارب، فتجربة الإستفتاء علمتنا أن الوحدة كانت اسمية و هشة، رغم مرور عقود عليها، لأنها بالأساس بنيت دون إستيفاء لشروط نجاحها، فلازال كل من زار الإقليم يردد :أن في الإقليم إدارتين وقوتين منفصلتين، لذلك فما الضامن ألا تتكرر حوادث كركوك، في غيرها من المدن، كماحدث قبل عام، حين قامت قوة تتلقى أوامرها من الخارج ،بالإنسحاب دون قتال ،تاركة كركوك (قلب كردستان) لقطعان الحشد الشيعي المقيتة، لتقتل وتهجر وتعيث فسادا ؟...
نتمنى النجاح لحكومة الإقليم الجديدة في عملها ،وأن تنجح في تحقيق أهدافها، بتلبية تطلعات شعبها ،وأن تغلب المصلحة القومية العليا ،على المصالح الحزبية الضيقة ...
