مضى عام اخر.
أدخله بجسدي وحيدا مجددا. كما حدث في الأعوام العشرين التي سرقت مني . لا أحمل معي شيئا على الإطلاق من العام الذي رحل سوى ملابسي وجسدي وذكريات تكوي الكبد.
لا أحمل معي سوى قلبا مكسورا وروحا لم تعد تطيق الاستمرار بهذا الجسد الهزيل. وعقلاً أصابه الخدر. وعلبة من الدموع على وجهي.
لن يكون هذا العام أسوأ من الذي قبله. فأنا بالفعل في القاع منذ عشرين عام. أتحسس أرضيته بأقدام عارية. كل شيء في حياتي مدمر كما لو أنه قد أصابتها شظاية قذيفة. علاقاتي مع الآخرين مفككة وغير مستقرة ومسمومة. لا أطيق أحدا ولا يطيقني أحد هنا . لا أثق بأحد ابداً . ولم أمنح نفسي يوما لأحد. دائما ما كنت أشعر بالوحدة القصوى كلما التقيت شخصا جديدا ، اصافحهم نعم لكن لا أشعر انهم حقيقيون . أين يجد الإنسان أصدقاءا يشبهونه في كل هذا الزحام ؟
لم أحمل معي الأصدقاء إلى هذا العام. تركت مبادئي وشغفي بكل شيء على عتبات هذا العام الذي مضى من شهر ،
لن يحدث لي شيء سيء اكثر من ما حصل فقد نزعت قلبي ووضعته على عتبة الباب بجوار حذائي المثقوب
أدخل هذا العام بطريقة لا آدمية وغير اخلاقية. مجروحا في أماكن عدة من كياني حاملا كل عيوبي على كف يدي اعرضه عليكم . أدخل غاضبا وجديدا دون تصنع . مقصوصا ومأكولا ومغتالا وكئيبا ومشقوقا من فؤادي ومسروقا من ذاتي وضحية بنصف خطيئة وقاتلا وحزيناً ونائما .