مدينتي بينَ رُكام حرب لم تنتهِ ، حزينة لمْ تعُد تَبكي سَمائها ، جفت دُموعها كِثر ما بكت على شُهدائها ، شوقاً لأصحابها ، المنازل تدمرت ، رضخت للأمر الواقع ووقعت معهُ ، مكسورة هي شوقاً لِمن كانوا ساكنيها ، الأزهار هُناك ذَبُلت وتيبست رُغم اقتراب الربيع ، إلّا أنَّ ألف ربيع قادِم لا يُزهرها فهي تشبعت بالحقد مِن مُحتليها ، والزُهور لا تُزهِر إلا حُباً وجَمالاً ،حِقدهم أسكت طيور السماء أيضاً ولم تعُد تُزقزِق إلا بُكاءً ونِداء شوق لِمن كانوا فرحاً لهم ، السماء في مدينتي حزينة ، الغُيوم لم تعُد تزورها كثيراً كَكلّ شتاء فجفت الأعيُن وانتهى وقت الدُموع ، ذَبُلّ زيتون مَدينتي شوقاً ، وزهرة مَنزلي ماتت تحتَ الرُكام .."
🌹مظلوم درويش 💐