( لو أمطرت السماء حرية ، لرأيت بعض العبيد ، يحملون المظلات ) ... أفلاطون .
تشكل كردستان تركيا (باكور) ، نصف كردستان الكبرى التاريخية ، بمساحة تقدر بنحو مئتي ألف كيلو متر مربع ، وهي أكبر من مساحة سوريا ولبنان مجتمعتين ، وبمجموع سكان يقدرون بين خمسة وعشرين ، إلى ثلاثين مليون نسمة ، أيضا أكثر من سكان سوريا ولبنان مجتمعين ، يشكلون الغالبية في أكثر من عشرين محافظة تركية ، عدا عن الأكراد المتواجدين في المدن الكبرى ، كأنقرة وإسطنبول وأزمير ، الذين يقدرون بالملايين ، إذا فما الذي يؤخر قضيتهم ، التي تعتبر العمود الفقري للقضية الكردية ؟..
إستنادا إلى معطيات إنتخابات الأمس ، يبدو أن العدو قد صقلته تجاربه الكثيرة ، من ناحية خبرته في تشكيل الدول وقيادتها ، وإدارته للمجتمعات المختلفة ، فإذا إستثنينا أسلوب الحديد والنار ، لخرجنا بنتيجة أنه حتى في سياسته فإنه يمارسها بخبث ولؤم ، و يظهر أذكى منا بكثير تاريخيا ، و متقدم علينا بخطوة دائما ، و قد حلل نفسية ذلك الشعب في (باكور) ، منذ القدم بإتقان ، وعرف كيف يعزف على أوتاره الحساسة ، ليبعده عن قضيته الجوهرية ، التي هي بالأساس قضية قومية ، مستغلا المتلازمتين : ( الدين والمال ) سياسيا في أقبح صوره و أشكاله ، وصولا لسهولة إنقياده ...
جدير بالذكر ، أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بزعامة أردوغان ، قد عوض خسارته لبعض المدن التركية ، بفوزه في مدن كردية ، حيث لا يزال أحفاد حسن خيري ، يعبرون عن عبوديتهم ...