لماذا فشلت المعارضة السورية ؟
منذ مدة كنت أحضر ندوة على التلفاز ، حول موضوع يخص الأزمة السورية ، فإستوقفتني فيه عبارة جميلة ، جاءت على لسان ممثل الإئتلاف في باريس السيد : منذر ماخوس ، حيث قال في معرض توصيفه للحالة السورية :(الثورة السورية : بدأت في ٢٠١١ ، وإنتهت في ٢٠١٢) . وطبعا المعنى واضح جلي ، فعندما إنتقلت الثورة من المطالبة بالإصلاحات ، عبر التظاهر السلمي ، إلى المطالبة بالقضاء على السلطة ، والحلول محلها ، معتمدة طريق العنف والدم ، ومفسحة المجال لتدخل اليد الأجنبية بأجنداتها المشبوهة ، لتجر البلد إلى مصير مجهول ، عندها لم تعد ثورة ، بقدر ما أصبحت محرقة ، يكتوي بنارها الجميع ...
ومن جهة أخرى ، عدا عن العامل الخارجي ، الذي أتبع أسلوب تمييع الثورة ، عبر عدم السماح لها بجني ثمارها ، وإطالة أمد الصراع ، لوأد ظاهرة الربيع العربي إلى الأبد ، عبر توجيه ضربة قاضية له على أرض سوريا ، منعا من تمدده لدول أخرى ، فإن قوى المعارضة نفسها فشلت فشلا ذريعا في تمثيلها للشعب ، عندما صبغت نفسها صبغة دينية مقيتة ، فكانت أن تعددت المنصات نتيجة إنقسامها وتشرذمها ، وتعدد ولاءاتها بإختلاف داعميها ، وعدم وضوح أهدافها ، وفقدانها لمعايير جديدة يلتف حولها الشعب ، كالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحماية حقوق الأقليات ، وعدم التنسيق بين الجهات السياسية والعسكرية ، الذين تحولوا لأمراء حرب يمتهنون الإرتزاق منذرين بصوملة سوريا ...