(لو عثرت دابة في العراق ، لرأيتني مسؤولا عنها يوم القيامة ) ...الخليفة عمر بن الخطاب .
إذا سلمنا جدلا بأن موضوع إرتفاع سعر صرف الدولار ، وما يرافقه من إرتفاع جنوني ، لأسعار المواد الغذائية و الإستهلاكية ، التي يضطر المواطن المسكين لتعاطيها مرغما ، ليستطيع الإستمرار في عيشة ، بدأت تفتقر لأبسط مقومات الكرامة ، بأن هذا الأمر أكبر من حجم الإدارة الذاتية ، كونها إدارة أمر واقع ، فرضتها ظروف الحرب ، و لم تنل بعد إعترافا إقليميا أو دوليا بها ، فلا تملك مرافئ أو معابر أو مطارات دولية ، تخفف من وطأة الأمر على كاهل مواطنيها ، و كونها جزءا من هذا البلد ، تتأثر بالحصار ، والعقوبات المفروضة عليه ، أسوة بباقي الأجزاء ، لكن هذا التسليم من قبلنا ليس صكا للغفران ، يعفيها من المسؤولية القانونية والأخلاقية ، المترتبتان عليها ، فنحن -كمواطنين- قمنا بتنفيذ واجباتنا تجاهها ، وعليها أيضا أن تنبري ، للمهام الموكلة بها تجاهنا ...
- ألم نقم نحن -كمواطنين- بإحترام العقد الإجتماعي ، الذي فرضته علينا ، دون إستشارة أحد ؟
- ألم نقم بواجبنا ، بتقديم أبنائنا دفاعا عن أرضنا وعرضنا ، والذي يصب بنهاية المطاف ، في خدمة الدفاع عن مشروع الإدارة ؟
- ألم نقم بواجبنا ، بدفع الضرائب والرسوم المختلفة ، التي تغلغلت في جميع مفاصل الحياة ، وتثقل كاهل المواطن ؟
- ألم نقم بواجبنا ، عندما إلتصقنا بتراب وطننا ، رافضين أن نكون جزءا من مخططات الأعداء ، التي كان أبسطها ، تغيير ديموغرافية مناطقنا ، وتوطين الأغراب فيها ؟
- هل تكون مكافأتنا بوقوفها عاجزة ، دون إيجاد حلول ناجعة لنا ؟
- أهكذا يرد الجميل للشهداء ، الذين قدموا أرواحهم في سبيل أن نحيا بكرامة ، فتعيش عوائلهم تحت خط الفقر ، عيشة أقل مايقال عنها ، أنها غير كريمة ؟
وليت الأمر توقف عند هذا الحد ، بل على العكس تماما ، فبدل البحث عن حلول ، قامت هذه الإدارة العصماء ، بإتخاذ قرارات قراقوشية ، لتزيد الطين بلة ، حيث رفعت أسعار المحروقات ، رغم أن مناطقنا تطفو على بحر منها ، وقامت بتصدير الماشية دون دراسة ، وغضت الطرف عن عمليات تهريبها ، ليتحول اللحم لحلم صعب المنال لدى البعض ، عدا عن رفع تسعيرة الكهرباء و الطبابة والحلاقة ... إلخ... بعملية مثيرة للإستغراب ، لتدفع القلة الباقية من شعبنا ، الذي تمسك بتراب الوطن إلى الهجرة ، أو التفكير بها على أقل تقدير ، ولسان حاله اليائس ، يكفر بكل ما له علاقة بالقضية الكردية ...