كي لا ننسى مجازر الأرمن ...
في مثل هذا اليوم ، منذ مئة وأربعة أعوام ، وقف التاريخ شاهدا خجولا عاجزا ، على جريمة يندى لها جبين الإنسانية ، إرتكبت بيد مغول العصر من الدولة العثمانية ، التي إمتهنت سفك الدماء ، لتضاف لسجل جرائمها الحافل ، حيث إتخذ قرار إبادة شعب كامل ، ومكون رئيس من مكوناتها ، هو الشعب الأرمني الشقيق ، مع بدايات إندلاع الحرب العالمية الأولى ، بحجة تعاطفهم ومساعدتهم للجيش الروسي ، المتوغل في شرق البلاد ، فإنطلقت عمليات إبادة منظمة ، وتطهير عرقي ممنهج ، مارسه الجيش العثماني النظامي ، و من تحالف معه من الأغوات بميليشياتهم المقيتة ، ضد المدنيين العزل ، فيما سميت ب(مجازر الأرمن) أو (محرقة الأرمن) ، التي صنفت كثاني أكبر جريمة في العصر الحديث ، بعد الهولوكوست ...
مليوني أرمني قتلوا ، وهجروا من مناطقهم ، و رحل البعض في طوابير الموت ، إلى عمق الصحراء السورية ، ليلقوا حتفهم جوعا وعطشا ، الألاف من النساء أغتصبن ، ألاف من الأطفال قتلوا ، أو أجبروا على تغيير دينهم ، مئات القرى أزيلت من الخارطة ، ومدن كثيرة أفرغت من ساكنيها الأرمن ، ولا زالت الدولة التركية حتى الآن ، تنكر وقوع هذه المذابح ، وتقلل من أهمية الحدث ، وتفند المزاعم حول حصيلة القتلى ، رغم إعتراف الأمم المتحدة ، وأكثر من عشرين دولة بها ...