كورونا بين التهويل والتهوين ...
من دون شك أن فيروس كورونا ، نوع من أنواع الإنفلونزا ( الزكام ) المعروف ، والذي رافق البشرية منذ بداية الخليقة ، وهذا النوع من الأمراض ، يسببه عادة فيروس يدخل الجسم عن طريق جهازه التنفسي ؛ مترافقا مع بعض الأعراض الخفيفة ، التي تتلاشى تلقائيا في غضون أيام معدودات ، فيخرج الإنسان منه سليما معافى ، حتى وإن لم يتعاطى أدوية ، وصل الأمر ببعض الأطباء ، حد توصيفه بأنه من جملة الأمراض(المفيدة) ، التي تنعكس إيجابا على الجسم ، لأنه يقوي الجهاز المناعي فيه ، فما الجديد فيه هذه المرة ، حتى نراه يسرح ويمرح ، في طول الكرة الأرضية وعرضها ، يضرب يمينا وشمالا ، غير آبه بين دولة غربية متطورة ، أو أخرى في عالمنا الثالث ، والبشرية واقفة عاجزة أمامه ، وهي في أوج قوتها ، وتطورها العلمي والإقتصادي ؟
تتعدد التحليلات ، وتتضارب الروايات ، ومعظمها يحمل في طياته جزءا من الحقيقة ، وإن لم تكن كاملة ، لكن ماثبت حتى الآن ، أن فيروس كورونا تجتمع فيه أبعاد كثيرة مختلفة ، نذكر منها :
١ - فيروس كورونا يحمل في طياته بعدا (تأمريا) ، حيث جرى الحديث عن تجارب أمريكية في أسيا (أفغانستان) ، وحضور جنود أمريكيين مصابين بالفيروس ، لعرض عسكري أقيم في (الصين) ، أديا لخروج هذا الفيروس عن السيطرة وإنتشاره ، رغم أن هذا الفيروس موجود منذ عقود ، فلماذا نشط الآن ؟ ...
٢ - فيروس كورونا يحمل أيضا بعدا (إقتصاديا) ، فهو يتناغم مع رغبة الحكومات الأوربية ، بالتخلص من النسبة العالية للشيخوخة في تركيبتها السكانية ، حيث يزداد فيها معدل عمر الفرد ، وهذه الفئة العمرية -المستهلكة- التي تقدر بالملايين ، تثقل كاهل حكوماتها ، بما ينفق عليها من مليارات الدولارات سنويا ، كرواتب وتأمين صحي ودور رعاية و.... وكلما تأخر إيجاد العلاج كان أفضل لها ، على المدى القريب يبدو إقتصادها مشلولا وراكدا ، لكنه على المدى البعيد سيعود أقوى مما كان .
٣ - ثم أن هناك بعدا (صحيا) في فيروس كورونا ، فهذا الوباء سيقوم في مدة وجيزة ، بالقضاء على مكامن الضعف لدى الجنس البشري ، من حيث فتكه بفئة عمرية معينة، والمرضى الأخرين ، الذين يعانون من مشاكل صحية مختلفة ، كمرضى القلب ، والجهاز التنفسي ، وغيرهم ...وصولا لخلق مجتمع بشري قوي متعافى ، تشبه لحد ما الطريقة الأسبرطية ، حيث (البقاء للأقوى) ، فكان يتم التخلص من الولادات الجديدة ، التي يعتريها خطب ما ...
٤ - البعد الأخير في مقالي هو الذي أسميه البعد (الطبيعي) ، أو (الإلهي) كما يحب البعض ان يسميه ، فالطبيعة دائما تحافظ على التوازن فيها ، ولعل كوارثا مثل الزلازل والبراكين والفيضانات والأعاصير وحرائق الغابات والطاعون عدا عن تلك المأسي والحروب التي يسببها البشر ... كلها كفيلة بالحد من التضخم البشري ، الذي فاق قدرة الأرض على الإستيعاب، وأرهق مواردها ، فيتم تلقائيا التخلص من أعداد هائلة من البشر ، في كل فترة بأسباب كثيرة ، وحاليا كورونا يتسيد المشهد بلا منازع .