في 17 آذار 1988
كانت الفجيعة
كانت المأساة
كان هدير الطائرات يملأ الأجواء
حمولتها أطنان من سموم الكيمياء
يلقيها بشر يتباهون بدقة الرمي
يتساقط بشر
تحصدها أرياح مسمومة
يتساقط بشر في أعمار الأزهار
وتذوي أحلام كانت تنبض
يتساقط بشر.. تحت أثقال الزمن الممتد
تصارع أنفاس لاهثة تحتد
مع ألسنة نار تشتد
يتساقط أطفال يحلمون.. بحياة ... فيها آمال وردية
وبراءة نقية
تتساقط نساء حبلى ببذور حياة تتجدد
يصبحن رمادا تذروه الرياح في عيون المجرمين تحترق الأشجار تتفحم
يفسد الهواء يتسمم
تفسد المياه
يزحف الموت لكل الأنحاء
يحترق الكل .. كل الأشياء
يحترق الجامد تحترق الأحياء
تحترق خلايا نابضة
يحترق النماء
و يحترق التجدد والحياة
ويشهد الحريق و الفناء
رجال يتباهون بدقة رمي
لماذا؟ لمن؟
لا يعلمون..!
تأتيهم أوامر فينفّذون..!
يا ويل العقل..
ويل الخُلق.
.ويل الإنسان القابع في الأعماق.!
ويل رماة لا يعلمون ماذا يفعلون؟
ما انتم؟ بشر؟ هل تعلمون ما تفعلون ؟
كيف تصرفون؟
من وحي العقل أم ضمير مجنون؟
أ صخور أنتم أم آلات؟
تديرها أصابع صمّاء..!
كيف تفكرون؟
كيف تنظرون للحياه؟
إلى أنفسكم؟
إلى وجودكم ومعناه؟!
ما تعنيه عندكم مفاهيم نقية؟
الحق العدل الحياة الحرية..!
السلم .. الحرب.. الموت.. الديمقراطية..!
كيف تستنشق أنوفكم الهواء؟
كيف تشمون؟
كيف تسمعون أنغام الحياة؟
كيف- ويلكم – يكون؟
تفكيركم؟
حديثكم؟
نظرتكم؟
كيف تفلسفون؟ حياتكم؟
أعمالكم؟
نتائج الحرق المشين..!
قتلتم كل شيئ
حتى الإنسان في اعماقكم..!
لصالح التنين
لصالح الثعبان ينفث السموم
يا حسرة على الآمال المبذورة في حياتكم.!
ذبلت فيكم
يا حسرة على ضياعكم
ضاع الإنسان فيكم
يا حسرة يا حسرة..!!