قصة للعبرة ...
في فترة تأديتي للخدمة العسكرية ، حدثني صديق عزيز من محافظة السويداء ، ذات الغالبية الدرزية القصة التالية ، التي جرت أحداثها عندهم ، فقال : ( أنت تعلم أن أبناء محافظتنا ، يدمنون شرب المتة ، كإدمانكم لشرب الشاي ، وكان سعر علبة المتة وقتها : (٣٥) ليرة سورية ، فقام التجار بسبب جشعهم ، بإضافة ثلاث ليرات على العلبة الواحدة ، ليصبح سعرها (٣٨) ليرة ، فساد التذمر بين الناس ، وإشتكوا لمرجعيتهم الدينية ، المؤلفة من شيوخ طائفتهم ، الذين قرروا بعد تشاور ، مقاطعة هذا المنتج وعدم شرائه ، فإمتثلت المحافظة للقرار عن بكرة أبيها ، مما تسبب لتكديس البضاعة في الأسواق ، وبالتالي خسارة التجار لمبالغ طائلة ، أجبرتهم للجوء إلى المرجعية ، للتراجع عن قرارها ، فوافقت بشرط تنزيل سعر علبة المتة ، لأقل من السعر القديم ، ليصبح (٣٠ ) ليرة فقط . ) ....
نحتاج لمرجعية يمتثل لقراراتها الجميع أحزابا وكيانات وأفرادا ، مرجعية ليست بالضرورة أن تكون دينية ، بل قد تكون خليطا ، من رجال دين وسياسيين ومثقفين وفنانين... يجمعهم حب الشعب ، والإخلاص لقضيته ، مرجعية تضع مصلحة هذا الجزء في مقدمة أولوياته ، مرجعية تنهي خلافاتنا ، حول المشروع الأمثل لنا ، والعلم الذي يمثلنا ، بل حتى خلافنا حول تسمية هذا الجزء ، الذي نعيش فيه ، مرجعية لاتتبع الأجزاء الأخرى ، ولاتتلقى قراراتها منها ، مرجعية تبارك للمخلص ، وتحتفي بالشريف ، وفي الوقت ذاته تشير للخائن بالبنان ، لتلعنه الأجيال القادمة ، مرجعية لا تجعل من الخيانة وجهة نظر ...