أهديها الى جميع الأصدقاء
في مدينتي
حيث كان يهطل المطر
سحب بنفسجية
تحتضن الآفاف
وواحات تمتلىء
بالمياه بالسيول
وهناك كان نهر
تنتصب على حوافيه
أشجار الزيزفون
نباتات وعشب
وشلالات
من ضوء القمر
في مدينتي
حيث كان يهطل المطر
تنسج الفراشات
لليل قيثارة
تعزف للعشاق
لحناً مليئاً
بالحب
تخيط للسماء
سحباً مطرزة بالأنغام
وأغنية غجرية
تطرب النجوم بها
في مدينتي حيث
كان يهطل المطر
كانت الصبية في
الطرقات تعبث
وتلهو، تركض
تلعب بالحجر
وابتسامات الأمهات
كندى الورود
على شفاه الليل
تدفء القلوب
تنتظر الصباح
بفارغ الصبر
في مدينتي ،مدينة
العشق والسلام
كان الظلام
دائماً مضيئاَ
ينير للعشاق
أرصفة الطريق
وزوايا مخفية
للغزل
وأولاد حارتنا
يمرحون
في الأزقة دوماً
ومعهم كان
يمرح القمر
في مدينتي
كانت تلك الناعورة
تدورمع الأطفال
تغني لهم
تلاعبهم على
تغسل وجوههم
برذاذها
تسقي العشب
بمائها
مدينتي
نجوم سمائها
تشع دوماً
كاللآلىء
كيف أنساك مدينتي
وأنت تسكنينني
العمر كله
فيك تصلب عودي
كتبت اسمي
بنيت كلماتي
وعلى جدرانك
رسمت أحلامي
لأجابه الأيام بحذر
مدينتي
مدينة الرحمة والسلام
لاتغفري لي
ان لم أكن قد هجرتك
يوماً عن قسر
واعذريني ان لم اكن
قد غازلتك
في القرب
ففي الغربة تروق
المناجاة ويهتاج
الشوق والحنين
أتوق اليك
أعشقك مدينتي
فمن عنفوانك
استمد قوتي
استمد العزيمة
فيك بكيت ,ضحكت
صرخت
تجولت في الشوارع
فهل مازلت مدينتي
كما كنت
وهل مازالت أشجار
الزيزفون
على جنبيك
وعلى صدرك
مازال ينساب
ذاك النهر
أما زال الأطفال
يلعبون في شوارعك
بالحبلة,بالخطة
بالغميضة
أما زال القمر
يلعب معهم
كما كان يفعل
كل ليلة
أ ما زالت الحدائق
مملوءة بالورود
والرياحين
بالأطفال والزهر
يقولون اليوم في
مدينتي حيث
كان يهطل المطر
تختفي الأسماء
وتصمت الأفواه
تحتضر النجوم
ويحرق القمر
مدينتي
لاحياة فيها
لاسحب لا هواء
لا حب ولا سمر
توارت الأشجار
نضبت الأنهار
انتحرت الورود
وتصلب الحجر
مدينتي اليوم
دروبها معتمة
شوارعها خالية
أبوابها مغلقة
لايوجد فيها
لا شمس ولا قمر
ولايرى المرء في
أزقتها سوى الألم والضجر
اذن قولوا لي
بالله عليكم
هل صحيح ماتت
مدينتي من القهر