في بلادي أينما يممت شطر وجهك ، ستصطدم بعمليات حفر لخنادق وأنفاق لاتنتهي ، ملحقة الأذى بجمال مدينتنا الوادعة، وبنيتها التحتية المهلهلة أصلا من جهة ، ومن جهة أخرى تثقل هذه العملية كاهل الإدارة الذاتية ، عبر صرف المليارات من الليرات ، كان الشعب المسكين أولى بالحصول عليها ، والتمتع بما يمكن أن توفره له هكذا مبالغ طائلة من خدمات ، كبناء المشافي والمدارس والجسور والحدائق ، وتطوير شبكة الكهرباء ، وتعبيد الطرق ، وزيادة رواتب العاملين ، وغيرها من المسائل ...
و قد يقول قائل : أن موضوع الخنادق والأنفاق عسكري بحت ، ونحن كمدنيين لا نعي ضرورة الأمر ، وقد يكون مصيبا حتى درجة معينة ، لكننا أيضا قرأنا في التاريخ عن حالات وظروف مشابهة ، ونعلم أن هذا الأسلوب البدائي دفاعي ، تلجأ إليه الجيوش الضعيفة ، في مواجهة الأعداء المتفوقين في الحروب القديمة ، أما في العصر الحالي حيث الأسلحة المتطورة والذكية ، فإن هكذا أساليب لم تعد ناجعة ، سيما وأن القوى العظمى تحسم نتيجة المعركة سلفا ، عبر عقد صفقات ومساومات ، ورأينا هذا الأمر في عفرين و الباغوز ، حيث قامت الأنفاق والخنادق بتأخير النتيجة قليلا فقط ، وليس بتغييرها ...