غرباء حتى ونحن في بلدنا ...
بين هرج ومرج كثيرين ، يتداول موضوع تحديد هيئة الزراعة في الإدارة الذاتية ، أسعار الحبوب للموسم الحالي ، بغية إستلامها من الفلاحين ، كحديث الساعة ، ولعل الذي صبغ هذا التداول ، هو مزيج من عدم الرضا والغضب والصدمة ، من قبل الجميع ، أنصارا و خصوما ، فتحول هذا القرار في مدة وجيزة ، لمادة دسمة إستعمل حتى سياسيا ، لغرض النيل من الإدارة ، والطعن فيها من طرف خصومها ، مع التأكيد على إعترافنا الضمني ، بعدالة الشكوى والتذمر و المظلومية ، التي لحقت الناس ، كيف لا والقرار مجحف ، يحارب الناس في لقمة عيشهم ، وهنا ، أستذكر بعضا من المحطات :
ألم نعش في الظلام نحن وأولادنا ثماني سنوات ، مع أنه كان تحت أيدينا ، أقوى السدود في البلد ؟ ألم نكن نضع سكاكر الأطفال ، في إبريق الشاي ، في وقت من الأوقات ؟ ألم نكن نضع خرق القماش والأحذية المهترئة ، في مدافئنا شتاء ليتدفأ أطفالنا ، رغم أن منطقتنا تطفو على بحيرة من النفط ؟
وغيرها وغيرها الكثير ...
هي خيبة أخرى تضاف لسلسلة خيبات الإدارة ، بحق أبنائها فهي لم تستطع أبدا ، أن تخلصنا من ذلك الشعور ، الذي ينتابنا دائما ، ألا وهو شعور الغربة ونحن في بلدنا ، ربما هو قدرنا فقط لاغير ...