عنف المرأة ليست ظاهرة في مجتمعاتنا.
بقلم :
آيسل حاجي.
صمتوا دهرا على عنف الرجل ضد المرأة، ونطقوا شرا لمجرد حالة عنف من قبلها.
أولا وقبل كل شيء، أنا ضد العنف بجميع أنواعه، ومن كلا الجنسين. وهنا عندما أتكلم عن حالة العنف هذه ضد الرجل، فليس معناه أنني اتفق مع هذه الزوجة، بإستعمالها العنف ضد زوجها لا ابدا.
أنا لا اقبل ما قامت به بتاتا، وكان من الأفضل أن تنفصل عنه وتطلب الطلاق منه. او تشكتيه لدى السلطات المختصة، ليعاقب على أفعاله، هذا أن وجدت القوانين العادلة، لا أن تعاقبه هي بطريقتها.
ولكن من ناحية أخرى، القانون في مجتمعاتنا، دائما يكون لصالح الرجل، مهما بلغ حدة إساءته للمرأة، وفي مختلف المجالات.
وكما يجب إلا ننسى بإننا لم نعتاد على رؤية مثل هذه الحالات العنفية من الإنثى إتجاه الذكر.
وهنا لنكون واقعين ونسأل من أوصل هذه الأم الرقيقة إلى هذه الدرجة من العنف الجسدي. وكيف أصابها الهستيريا وفقدت أعصابها.
فهي من المؤكد لم تكون في وعيها الكامل وذلك لشدة شعورها بخيبة أمل كبيرة. وكان فعلها هذا خارجا عن إرادتها، في مقاومة الظلم الواقع عليها.
أننا جميعا مدركين بإن عنف المرأة ليست ظاهرة موجودة في مجتمعاتنا، فقساوة الرجل فرض على البعض منهن ودفعهن لإستعمال نوعا ما العنف اللفظي منه، حينما وصل حدة الظلم عليهن إلى أوجه.
المرأة رزينة وإرادتها قوية، تحترم الرجل مع كثرة أخطائه لحد كبير جدا. ونادرا ما نجد قلة قليلة من الحالات المحدودة والفردية، الناتجة عن الأسباب النفسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية. فالمرأة لها قدرة هائلة على التحمل. تكاد تكون مضاعفة لقدرة الرجل.
وعنف المرأة ضد الرجل لا يتعدى العنف اللفظي فقط. نادرا جدا ما يتحول إلى العنف الجسدي. كما حصل في حالة هذا الرجل من هولير بكوردستان. الذي رمته زوجته وإبنه من السطح.
إذا قلنا ضمنا أن هذه المرأة ظالمة لإنها أستعملت العنف ضد زوجها. فعلينا أن نبحث عن الأسباب بنفس الوقت. والإنثى رقيقة وناعمة والرجل هو الذي أوصلها إلى إستعمال العنف بقساوته وظلمه لها ولكل العائلة.
ومن المؤكد إنه لم يكن يحترم زوجته ولم يعامل أفراد أسرته بشكل جيد. وأساء إليهم وجرم بحقهم، وإلا لمنع الإبن والدته ولم يشاركها برمي والده من السطح ؟!
والمرأة نادرا ما تستعمل العنف، إلا إذا وصل بالرجل إلى جرح كرامتها تكرارا ومرارا. كما هي في هذه الحالة الفريدة من نوعها.
وإستمرار الزوج بإهانة زوجته أمام الأولاد والناس، ما أسقطه من نظرهم، ودفع بالشاب أيضا إلى إرتكابه لهذا العنف ضده.
المرأة لا تمارس العنف إذا أحببتها وأحترمتها. كما أن عنف المرأة مرده إلى عنف الرجل.
وتعترف النساء عادة بأن قسوة أزواجهن هي ما يدفعهن إلى التعنيف اللفظي أو الأنفصال والطلاق.
وعانت المراة على مر التاريخ من عنف الرجل وبجميع أشكاله وصمتت أجيالا وأجيال. وتربى العدد الأكبر من بناتنا في بيئة خانقة، يشاهدن بأم أعينهن مدى الظلم الواقع على أمهاتن وكم أنهن مجردات من جميع حقوقهن.
وهذا ما أثر ويؤثر على البعض منهن ردا عكسيا. فالبعض يردن بالعنف بسبب الكبت النفسي الناشئ عن مدى المعاناة القاسية، التي تلقينها على أيادي آبائهن وأخوانهن سنين طويلة.
ويعتبر التميز وعدم المساواة بين الجنسين من الأسباب الجزرية للعنف. بالإضافة إلى تغاضي المجتمع عن الإساءة إلى المرأة. والدور السيء الذي يلعبه الإعلام من هذه الناحية. فالرجل يفرض القيود على حريات المرأة وخياراتها وفرصها. الأمر الذي يزيد من مخاطر كرهها للرجل.
وكما حصل هنا في الدانمارك قبل ثلاثة أسابيع، حيث أن أب طعن إبنته سبعة عشر طعنة، لإنها دافعت عن والدتها التي تهان أمامها ولعدة سنين، حتى كبرت فلم تتحمل الفتاة.
وعلى مر القرون هناك سيطرة للذكور وبشكل واضح على صنع القرار.
كما ويمارس على الإتثى شتى أنواع العنف والظلم والقمع والإستبداد، ولم نسمع يوما أصواتا تنكر وتدين، كما نسمعه الآن، ومن فترة أسبوع مضى على قضية الزوج المرمي من قبل زوجته وإبنه.
عجبا حتى بعض النساء يرفعن أصواتهن ضد هذه المراة. فمنهن من تطالب بأقصى العقوبات لها. ومن تطالب بضربها بالعصا كل يوم. وهناك من يطعن بكرامتها وهكذا كلا يدلو بدلوه لمعاقبتها بأشد العقوبات.
وكما قلت سابقا، أنا لست مع العنف، ضد أي كائن كان، ومن كلا الطرفين.
ومن يطالب بمعاقبة المرأة ! لماذا لا يفكر بمحاكمة الطرفين !! لنكتشف السبب الذي دفع هذه المرأة لرمي زوجها !! أو معالجة الإثنين نفسيا.
لأننا كما نعرف جميعا الإنثى بحكم طبيعتها إنسانة رقيقة وحنونة، ومخلوق ملىء بالحب والحياة والحنين، لا تستخدم العنف، إلا إذا الرجل جرح كرامتها بأفعال شنيعة يفوق قدرتها على التحمل.
فهي كالبحر مطيعة لمن يقدرها، ويحترمها كإنسانة لها كيانها، لا كمتعة وشهوة عند الحاجة فقط.
ولكنها جبارة ولا تقبل الضيم لمن يسئ إليها.
وللاسف الشديد حتى القوانين في بلادنا ليست بصف المرأة وفي جميع مجالات الحياة. سواء من ناحية الميراث وحق حضانة الأطفال والطلاق والكثير الكثير ووالخ.. من القوانين الجارية في حقها.
المرأة هي الرقة والحنان، هي الحياة ولا حياة دون المرأة.
مع تحياتي أنا آيسل حاجي.