عذرا كردستان : كلنا خذلناك ! ...
مع بزوغ شمس تأسيس أول تنظيم كردي في سوريا ، منذ خمسينيات القرن المنصرم ، وحتى هذه اللحظة ، لم تستطع الحركة السياسية الكردية ، متمثلة بأحزابها المختلفة ، أن تلبي مطامح جماهيرها أبدا ، في تجسيد أمالهم وتمثيل معاناتهم ، وذلك لأسباب كثيرة ، بدءا من هيكلية معظم الأحزاب ، وطريقة تأسيسها ، المرتكزة أساسا على العشائرية ، والمناطقية ، إلى أسلوب عملها ، الذي إعتمد صيغة الكم على حساب النوع ، وغياب ألية للرقابة ، ومحاسبة المقصرين ، عدا عن إختراقها من قبل الأجهزة الأمنية ، ونفوذ الأحزاب الكردستانية الكبرى ، من خارج سوريا المتعاظم ، ضمن مركز قرارها وصولا للتحكم بها ، ومصادرة قرارها ، وجعلها ألعوبة تستخدمها لمصالحها الذاتية ...
كل هذا أفقد ثقة الجماهير بها ، وخلق حاجزا بينهما ، وجعلها تجتر مشاكلها الكثيرة وحيدة ، في قوقعة عزلتها ، بعد أن أورثت سلسلة لامتناهية من الخيبات والخذلان بحق شعبها ، من إستهتار بطبيعة المرحلة الحساسة ، إلى الإنشقاقات التي لا تكاد تنتهي ، وغياب الحس الوطني ، المرتكز على المصلحة العامة ، وتفضيله على المصلحة الحزبية الضيقة ، والزهد بالمناصب ...إلخ .
كل هذا خلق حالة من اليأس لدى المواطن تجاه هذه الأحزاب ، فأثر الإبتعاد عنها ، والإلتفات نحو توفير لقمة العيش لأطفاله ، حاملا حب قضيته في قلبه ...