1 قراءة دقيقة
عدم عسكرة الثقافة( تغليب الثقافة العسكرية في الحياة المدنية)


ذات يوم نبّهت هنا الى عدم عسكرة الثقافة( تغليب الثقافة العسكرية في الحياة المدنية). لكن يبدو أن هذا حصل.

فالصغار والكبار ينخرطون في سيكولوجيا عسكرية تميل الى عنف لفظي ، وربما بدني ايضا.

كنت اظنها ظاهرة تتعلق بمناطقنا ، لكن مشاهدات قنوات وفيديوهات، وقراءة مقابلات او مقالات او ... الخ، جميعا يشير إلى أن الظاهرة تتفاقم ، لاسيما في مناطق ساخنة.

الملاحظة الأولى فيما يخصني، هي :

إن "لغة المبالغة" هيمنت على الثقافة( التعبير خاصة).

في الأحاديث والكتابات والتصوير الفوتوغرافي أو الفيديو...( فضلا عن الفوتوشوب والتزييف ونسبة مشاهد كاذبة الى خصوم واعداء...).

جميعا يتجه نحو المبالغة في العرض . لماذا؟

يبدو لي أن ذلك نتيجة لعسكرة الثقافة الاجتماعية ( المدنية) كل طرف يظن أن المبالغة وتضخيم الاحداث و... الخ.

يخدم تشويه سمعة الخصم والعدو....( وكثيرا ما يكون هذا الخصم او العدو المفترض ، ليس سوى معارض لنظام وسلطة ، او مختلف حول رؤى - وهذا في الظروف الديموقراطية طبيعي).

تذكرت اذاعة " ايزكه" ده نكي كوردستاني عراق. والتي كانت تمثل الصوت الناطق لثورة أيلول ١٩٦١ بقيادة المرحوم ملا مصطفى بارزاني.

كنت حينها في عمر المراهقة ، لكنني كنت أفهم ما يخص الأمور الثقافية ،جيدا. فقد كنت مواظبا على مطالعة الكتب والجرائد والمجلات ...حينها. و أتابع الاذاعات ،لاسيما التي تناول قضايا الكورد - وهي قليلة وشحيحة -.

كانت الإذاعة" ايزكه" تحرص على المصداقية ، والالتزام بضوابط اخلاقية في عرض الاخبار والاحداث...احيانا ، الى درجة الملل من السرد الطويل لضمان المصداقية، وقد كسبت - بذلك- الرهان مقابل الإعلام العراقي المضلل والمطبل ...!

لماذا لا نعود جميعا الى شيء من هذا النهج الذي يخدم البشرية أكثر؟!.

على الاقل نظل أقرب الى ثقافة تحترم الحقيقة !



تم عمل هذا الموقع بواسطة