سجل يا تاريخ ...
الدارس والقارئ الفطن لعلم التاريخ ،يخرج بنتيجة واحدة، أن التاريخ معلم عظيم، بدروسه الواقعية التي تتكرر دوما، وإن في زمان ومكان مختلفين ،ولعل أهم هذه الدروس ،هي تلك المحطات الكبرى ،التي غيرت وجه التاريخ للأبد، ولاتزال إرتداداتها ماضية في تأثيراتها حتى الأن، كمعركة حطين التي أنهت الوجود الصليبي في القدس ،الذي استمر زهاء قرنين، ومعركة عين جالوت التي قلمت أظافر جبروت جيوش هولاكو المغولية ،بعد حرقها للحرث والنسل، وزوال الوجود الإسلامي في الأندلس على يد الإسبان، الذي إستمر ثمانية قرون، وسقوط القسطنطينية على يد الفاتح العثماني، بعد فشل الجيوش الإسلامية لفتحها قرونا عديدة ...
لكن هذا التاريخ سيذكر أيضا، أن جيشين كرديين صغيرين، على طرفي الحدود بين العراق وسوريا، وبمعداتهم المتواضعة ،وبمساعدة بسيطة من الأصدقاء، قد حاربوا تنظيما إرهابيا عالميا عابرا للحدود، ومدعوما من كثير من الدول، ليهزموه في عقر داره، وأن ينهوا خلافته الظلامية المزعومة ،بعد عبثه وإستهتاره بأرواح الناس، فيما كانت جيوش دول المنطقة العرمرمة ترتعد فرائصها عند ذكر هذا التنظيم، فتؤثر الإنسحاب من المواجهة معه ،مخلفة أسلحتها وراءها ،وتاركة الشعب المسكين، ليواجه مصيره الأسود...