إلى حسن خيري في العالم الأخر ! ...
هل لا زلت خجلا من فعلتك ، بعد كل هذه السنين ؟
هل لا زلت تطلب منا ، أن نظل نبصق على قبرك ؟
هل لا زال تأنيب الضمير ، رفيق رحلتك في العالم الآخر ؟
هل لا زلت تحمل نفسك ، وزر عدم حصولنا على دولتنا ؟
هل لا زالت عظامك قلقة في قبرك ، بفعل جريرتك ؟
هون عليك ياصاحبي ، وهدئ من روعك ، فأنت فعلتها لأنك كنت مجرد فلاح ، لايعرف تبعات فعلته ، فعلتها لأنك خدعت ببساطة ، كما خدع أسلافك ، فعلتها لأنك لم تتخرج من جامعات راقية ، فعلتها لأنك كنت فقط عبدا ، تنفذ مشيئة أسيادك ، الذين جثموا قرونا على صدرك ، فعلتها لأن شعبك لم يقف وراءك ، فقد كان الجهل المستفحل مقصيهم عن حركة الحياة ، فعلتها لأنك كنت وحيدا ، إستفرد بك أعداؤك ، فعلتها ولم تقبض عليها أجرا ...
آن الأوان أن تهدئ من روعك ، وتسمح للسكينة أن تتغلغل بين مسام روحك ، آن الأوان أن ترتاح في قبرك ، فقد دفعت ثمن جريرتك غاليا ، طوال هذه السنين ...أتعلم لماذا ؟
لأننا ببساطة مازلنا نفعلها ، بصورة أشنع مما قمت به ، مرارا عن سابق إصرار وتصميم
مازلنا نفعلها ونحن واعون ، بل وحاصلون على أرفع الشهادات
مازلنا نفعلها ونقبض ثمنها من الأعداء ، ولو كان الثمن التفريط بكرامتنا
مازلنا نفعلها و نخدع شعبنا النبيل ، الواقف وراءنا هذه المرة
مازلنا نفعلها مع أننا لم نعد وحدنا ، كما كنا في سابق عهدنا
مازلنا نفعلها حتى ونحن بعيدون عن براثن الأعداء
مازلنا نفعلها لأنه الامر الوحيد الذي نجيده ، ولازمنا ...
يكفيك فخرا حسن خيري ، أنك أبديت ندمك ، وأبدعت في تحديد عقوبتك ، ونحن نفعلها متبجحين بكل وقاحة ، دون أن يرف لنا جفن ....