(دروشي عفدي) من جديد ...
في روج أفا تتكرر ملحمة (درويشي عفدي) مرة أخرى ؛ لكن هذه المرة بلبوس جديد ، فمع أن فصول الملحمة هي ذاتها ، إلا أن تبدلا طفيفا طرأ عليها ، فسلطان الأتراك المغول الدخيل على المنطقة ، لازال متربصا بكل حلم كردي ، مهددا بتحويله لكابوس ، لأن يقظة الكردي تعني إرجاع الحق لأصحابه ، وعودتهم لسهول منغوليا التي جاؤوا منها ، ولا زالت وسيلة السلطان في إجرامه هي نفسها ، ذلك التحالف المشين بينه ، و بين بعض المغرر بهم أمثال : (عفر الجيسي) ، وجماعات من اللصوص وشذاذ الأفاق ، ممن إمتهنوا الإرتزاق ، والولاء لصرر الدنانير ...
وحده فارسنا (درويشي عفدي) ، الذي أبى أن يظل هذه المرة ، ضحية لدروس التاريخ المكررة الأليمة ، فمع أنه لازال ذلك الشجاع المقدام ، الذي ترتعد أوصال أعدائه أمامه ، إلا أنه لم يعد يقبل ، أن يكون التهور سمة لتلك الشجاعة ، بل أصبحت الحكمة والإعتبار من قصص الأجداد ، دروسا ملهمة له ، فمع إشتعال أوار الحرب ، قرر فارسنا ألا يخوض غمارها وحده ، وإحتكار مجدها ، بل كان قراره هو الأخذ بأسباب النصر هذه المرة ، فجمع حوله جيشا عرمرما ، أحسن تجهيزه عدة وعتادا ، والعدو هذه المرة لن يستطيع مخادعته ، بإنتقاء أرض المعركة ، وجره للبقعة التي يكثر فيها جحور الفئران ، بل أن الفارس المقدام ، هو من سيجر الأعداء لمستنقعه ، ليبيدهم عن بكرة أبيهم ، ولعل الأهم في هذه الحرب هي الغاية منها ، فهي ليست للظفر ب(عدولة) ، الحسناء ابنة أمير القبيلة ، بل الحبيبة اليوم هي (روج أفا) ، زهرة كردستان ، الأجمل والأنبل...