1 قراءة دقيقة
دروس وعبر

المصداقية تبدو قضية منسية او مهملة
  من قبل كثيرين. فيبالغون، سلبا او ايجابا .

__________________


تتوارد الخواطر وتغري بالتعبير عنها للتشارك مع الآخرين ،لكن خشية من اعباء الغزارة وعدم تقبلها نضطر إلى الاحجام. لكن بعض الخواطر تلح على أن تخرج، ففيها عناصر لها صلة بمنهجية الفهم ، وجلاء التعبير . منها مثلا:
 المعاني وكلمات تعبر عنها ،موجودة منذ زمن قديم ، وقد تشكلت في ظروف ثقافة لها ملامحها وخصوصيتها وظروفها..... وهذا يوفر سيكولوجية خاصة بها.تساهم في طبيعة الفهم والتداول.!
 تطرح هذه الحقيقة تساؤلات:
 ترى هل  نتوقع من أجيال تغيرت عناصر ثقافتها،نتيجة تغيرات ومستجدات، أن تستطيع السيكولوجية ذاتها -بعد قرون طوال -،
في فهم المعاني وحاملاتها من الألفاظ( الكلمات)...؟
في تقديري هذا الاختلاف، يشفع للتفاوت في الفهم والتعبير. من جيل لأخر،
وبالتالي، يحفز على استيعاب الحاجة إلى المرونة في التعامل والحوار..،، !
ويلاء الاهتمام لذوي العلم والمقدرة في فهم يغطي الفجوة بين الماضي والحاضر.

________________

من بعض مشكلات سوء الإدراك ربما:
 - الخطأ في فهم الحياة وتصورها في رؤية عامة من جهة، وفي مفرداتها من جهة ثانية.
 - التفاوت في هذا الفهم من شخصية لاخرى
فاذا لعبت انفعالات وميول نفسية ايضا دورها دون انضباط بتوجيه العقل، تصبح " شوربة."

___________________

نعرف ، أن المعرفة نوعان بشكل عام:
 - معرفة نظرية تأتي عن طريق القراءة والسماع ...
 معرفة، هي خلاصة المعرفة النظرية ،واستخلاصات  من تجارب "خبرة"
 يبدو ان معظمنا -لاسيما الشباب - يعتمد المعرفة النظرية أساسا ،
 ولا ينتبه لاحتمالات نقص فيها ، تجعل  حالة الادراك الصحيح للأفكار . غير مكتملة ودقيقة.!
من هنا كان القدماء يقولون : "
اكبر منك بيوم أعلم منك بسنة".
القراءة توفر الكثير من المعارف ،لكن تحويلها الى معرفة ملقحة بالتجربة"خبرة" يحتاج تفاعلا مستمرا مع الواقع .


_______________


تفسير أحداث الماضي؛ من خلال اسقاط   فهم وتفسير أحداث معاصرة  عليه ... تحت تأثر حالة ثقافية  ذات طبيعة نفسية؛  مشكلة منهجية في الفهم والتفكير والتعبير.!
  منهجية ، يتبعها كثيرون ...
  فيؤذون انفسهم، ومنهجهم، ومشروعا يعملون عليه. 
 والمشكلة ان هذا الأذى ينعكس على من لا ذنب لهم في هذا الخطأ المنهجي وما يترتب عليه.  وللكورد حظ كبير في المعاناة من امثال هؤلاء.
 سيكولوجية تطرح نفسها كحاملة لمشروع عام ( قضية عامة) 
لكنها تتعامل معها ، من منطلقات ذاتية خاصة (لا مسؤولة ،ولا محسوبة النتائج وارتداداتها ، وحتى لا مراعاة لحقوق آخرين ومشاعر هم . فيطلقون احكاما تعميمية ، وتفسيرات تمليه الأهواء ...)

___________________________


من المفهوم أن شخصيات وجهات - ذات خلفية وغايات سياسية -
 تنشر اخبارا، دون التحقق من مصداقيتها، لأنها تخدم اهواءهم واجندات سياسية لديهم . 
لكن من الغرابة أن يفعلها مثقفون مستقلون، يفترض انهم متوازنون ويهدفون لما هو صواب فوق حزبي وشخصي...!


____________________


الأصل في تكوين الانسان الفطري -سواء لدى المؤمنين -ام بحسب ما يتجه اليه المختلفون معهم - هو :
 توازن بين "الأنا " التي تمثل فردية الانسان، وبين "النحن " التي تمثل المجتع (ويدخل في ذلك أنت وانتم وهم وهن ...الخز. والجميع يختصر بمعنى "المجتمع" الذي يقابل الفرد-وهو ايضا جزء منه-.
 نحن نسر بنعم ومباركات ونجاحات تخصّنا كافراد ، لكننا لا ننسى أن هذا الفرح الفردي لاقيمة له إلا إذا كان له صدى في اعماق المجتمع  الذي نحن افراد فيه -اولا واخير- .
 وقد تكون من مشكلاتنا، أن الفردية باتت طاغية في جانب من ثقافتنا ، وان المجتمع طاغ في جانب آخر منه...احيانا نعيش حالة ثقافية فيها تناقض مما يغلب النفس  وهواها لدينا . ويضعف دور النظام والضوابط والمعايير والقيم ..
.فنعيش حالة مرتبكة توفر الفرص للمنحرفين -داخل المجتمعات او خارجها - لأن يعيثوا فسادا يخدم مصالهم.
فرحت لأن ابني "ريزان" يحتفل بمناسبة تخرجه من الجامعة في هولير(الاقتصاد) .لكن فرحي لم يكتمل -ولا يكتمل - إلا بمشاهدة هذا التناغم بينه وبين زملائه ، يمثل دفقة امل لخطوة مستقبلية تعود بالفائدة عليهم وعلى مجتمعهم
نفرح لهم جميعا، ولأسرهم، وللمجتمع الذين ينتمون اليه. (انه مجتمع الكورد وعلى ارض وطنهم كوردستان...).
أبارك جميع المتخرجين واولياء أمورهم ومحبيهم وشعبهم الذي سيرفدونه بكوادر قد تفعل شيئا -ولو يسيرا -من اجل التقدم به .!

_________________________


قد يكون أكثر جدوى :
  أن نتحرر من تضخيم الشخصيات وتقديسها ، وننتقل إلى جعل قضايا الأمم والأوطان والانجازات فيها
معيارا .

____________________


قد يكون من أسباب تقدم شعوب او تأخرها
  منهج في التفكير وسيكولوجية مترافقة معها (ثقافة) 
 وقد يعتبر ذذلك "السر" أيضا وهو:
 عندما تواجه مشكلة ، شعوبا في حالة تخلف؛ لا تبحث عن معالجتها من طرقها المفترضة، بل تلجأ إلى أٍهل الطرق للهروب منها . أو لحل مؤقت وغير متكامل ولا جوهري لها .
 في شعوب ارتقى فيها التفكير ، وتعمقت فيها المعرفة (والعلم) -لا فقط تبحث في معالجة جذرية للمشكلة ، بل وتستثمر نتائج ما اكتسبته من خبرة وآفاق إبداع خلال البحث مما يسهل معالجة المشكلة ومشكلات ذات صلة أيضا.
نأخذ مثلا بسيطا جدا ، البناء .
لا يتجاوز التفكير لدى شعوب بسيطة عقودا في بناء دار او منشأة ،فتضطر إلى :
1- عدم توفير الشروط السكنية التي تخدم الحياة بكفاءة وفي جوانبها المختلفة ...
2 عدم تحقيق الشروط الهندسية ،والبيئية ، والصحية ..تحت ـاثير ااطمع مالي لا يربطه بشروط الحياة ومحفزراتها الحيوية.
3- عدم ارتباط المتعهدين بالمكان، او يشعرون بمسؤوليتهم عنه
بينما بيوت الطور والحيوانات ... في الغرب مثلا مدروسة دراسات متكاملة هندسيا وحياتياتيا ومدى أثرها وانعكاسها على الحياة البشرية وراحتهم ...و...الخ.
فمنهج التفكير يختلف:
أحدهما يتبنى التعمق والعلم وتصور المستقبل(سعة الأفق)
وآخر (ضيّق الأفق) ويفتقر الى العلم ورصانة نظرياته وخلاصاته ،أقرب الى توصيف "هوائي غير مستقر".

________________


بعض المهاجرين - ومنهم كورد-
  كل جهودهم  موجهة لإقناع الغربيين- الأوربيين أو الامريكيين-، بأنهم تفرنحوا( أو تغربوا) ،
  ولالثبات ذلك، يبالغون في التهجم على الثقافة في بلدانهم - والشرق كله- وفي مقدمتها ثقافة وتراث الاباء والاجداد والاسلاف عموما.... كما يقال في مثل هذه الحال: " ياحسافة" او " يا حيف!"
 ان إثبات الولاء ممكن بطرق  نتجنب فيها الإساءة إلى بلدان ولدنا وترعرعنا  فيها ،،وتعلمنا .... ولا يزال اهلنا واقرباؤنا  وبنوا قومنا - فيها، وهي موطن الاسلاف، ومواطن آمال بني قومنا - بغض النظر عن قناعاتهم ومناهج التفكير لديهم ، وهي حق بموجب ديموقراطية يلوكها متفرنجون دوما.-
ولا نعني أولئك الذين يتبعون منهجا نقديا واضحا وفق قواعده، ويضيئون على ما يرونه خللا في جوانب بقصد المعالجة- اصابوا ام اخطاوا-. . فلو انصرف هؤلاء إلى حياتهم وبنوها بطرق بعيدة عن الإساءة ، كان خيرا لهم ولبني قومهم...!

_______________


النقد منهج تقييم ومفاضلة لتعزيز الأفضل
لكنه عند كورد (وغير كورد) معبر، ووسيلة لتفريغ شحنات من انحرافات تربوية ، وحياتية .باسم النقد يصبح التجاوز على الآخرين هواية وشهوة أيضا ، لدى بعضهم.

______________


أحيانا يتصاعد التسآل إلى رأسي (ذهني) :
 من -او ماذا- أنا؟
 ماذا أريد ؟
 كيف أحقق ما أهدف إليه ( منهج التفكير والعمل ).؟
 تتزاحم  الأفكار التي تحاول الاجابة . لكن الحصاد دوما ليس كما اريد...!
تبدو الحياة أشد تعقيدا مما نظن ونعتقد...!


_________________


التوتر النفسي الذي يعيشه كثيرون نتيجة حساسية "أنوية" متضخمة ، يجعل الحوار كانه مشي بين الألغام مع بعضهم.
 التعبير عن الرأي حق ومحاولة مصادرته ظلم واجحاف 
 فليكتف كل واحد منا ، بعرض ما لديه من افكار وآراء ورؤى ... دون التجاوز على من يختلف  معه في  الرأي  والرؤية . 
 لندع كل واحد يفكر كما هو عليه ، وبحسب قدراته  ...
 (ولنتعاون جميعا  للتأسيس لمنهج  يعتمد لغة حوارية   تعرض أفكارا، وتحترم الاختلاف ، ولا تتورط في الاساءة الى المختلفين !.
بعض الذين يخرجون عن هذا المنهج قد يكونون عاجزين (وهم معروفون من صياغات منشوراتهم لغويا ).
لكن بعضهم يمارس عملية تفتين "فتنجية" لمصلحة معينة ،وقد يكونون منتفعين من جهات مستفيدة من التوتر والصراع والتشتت
للقيام بهذا النوع من الأداء
(في هذه الحالة على المرء ان يكون نبيها، فيميز بين من يمتهن هذه المهنة "فتنجية"، وبين من يعجز عن التعبير ، وبين من لا يزال يفتقر الى النضج والقدرة على تعبير متوازن ...!
 القارئ يحتاج مهارة للتمييز، كما يحتاج الكاتب ذلك. (الحياة والفعالية فيها تحتاج وعيا وخبرة).

تم عمل هذا الموقع بواسطة