بالطبع: الحيوية الفكرية شيء جميل ،ومن نتائج الشعور بالحرية والأمان -بشكل ما - أي نتيجة حالة ديموقراطية ،تتفاعل الأفكار فيها -أيا كانت ومهما كانت متطرفة في مداها ، مادامت تحمل الاحترام في لغة العرض واسلوب الخطاب.! لكن ما زالت نبرة تحكيم الفكر الشخصي / الأناني... وفرضه على الآخرين. موجودة بوضوح ،واحيانا بقوة -. هذه النبرة -إذا تحجّمت في حدودها الطبيعية والمستحقة- توفر الفرصة للتحاور على قاعدة" اختلاف الرأي والرؤى". وتسهل بلورة أفكار على "قاعدة مشتركة في الحوار". دون اتهام - إلا إذا ثبت الدليل او الأدلة، ودون تجاوز على حق وحرية الآخرين بأي اسلوب وطريقة.. .فاتصورات تكون على أساس عناصر تشكل ثقافة الانسان.ويحق له التعبير عنها ، اما تجسيدها واقعيا فيضبطه القانون عادة.
_________________
هل ملاحظتي في محلها ؟ أشعر كأن الميل الى البكائيات والرثاء والتأبين واستذكار الموتى ... يغلب في ثقافتنا هنا . أهو انطباع ام تشخيص لواقع ؟ ولماذا هذه الثقافة المحبطة للهمم ، والانشغال بالماضي الذي انتهى ولن يعود؟! ماذا تخدم هذه الثقافة ، ونحن امة (شعب) نتجه الى آمال نظنها تلوح في الأفق بجرعات -وان كانت لا تزال ضعيفة-.؟! أحيانا أشعر انها ثقافة زرعت فينا- ولا تزال تزرع - عبر مؤثرين -ومنهم أحزاب - لدفع الكورد الى الاحباط واضعاف العزائم. ومن جهة اخرى ، فان استثمار الموت سياسيا -تحت اي عنوان- اسلوب آخر في الدفع نحو النتيجة نفسها ...! ارجو ان اكون مخطئا في تقديري...!
_______________________
محمد قاسم_·٦ يونيو ٢٠١٨، الساعة ١٢:٤٣ م (ذكرى)
كثيرا ما يراودني تساؤل : ان يعتقل نظام المختلفين معه سياسيا -بغض النظر عن مشروعيته او عدمه- قد اعتاد الناس عليه في شعوب متخلفة . لكن التساؤل-او التساؤلات-: - هل فكر المُعتقِلون بذوي المعتقَلين"الأبوين، والزوج والاولاد... والآثار النفسية عليهم. وما يفرزه من كراهية للنظام ...؟! - أليس اعتقال شخصية -بريئة خاصة، والتي تعتقل استانادا للتوجس والظنون -والشبهات قبل التأكد منها- او الغطرسة حتى( ممارسة قدرة سلطوية)...- يؤدي الى ترسيخ ثقافة الاعتقال ؟! ويمكن ان يطال الاعتقال -يوما ما-هؤلاء الذين هم في السلطة-او ابناءهم او اقرباءهم... وقد يسقطون يوما ما-لأي سبب كان ...؟!(التاريخ مليء بمثل هذه الأحداث).لذا أليس من الحكمة ايجاد معايير واضحة وذات بعد انساني لعمليات الاعتقال ؟! - إذا كان الاعتقال بطريقة غير واضحة ،اختطافا مثلا، او اعتقالا دون تقديم الى محاكم سنوات طويلة ... فهل فكّر المُعتقِلون -مرة اخرى -بذوي المعتقلين (الزوجة خاصة والأولاد الصغار)؟ والنتائج الاجتماعية المترتبة-بل والاقتصادية وغيرها على الوطن والشعب... على ذلك؟ ! - اما الاعتقال الذي يتم استنادا الى وشايات -دون التحقق منها - ألا ينبغي ايجاد آلية للتاكد من التهم الموجهة الى أصحابها؟ عمليات الاعتقالات التعسفية ...تسيء الى الثقافة الاجتماعية وتزرع الكراهية والأحقاد... فضلا عن النتائج الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية و... الخ. وفي هذا المر نوع من تدمير المجتمع ( الشعب) والوطن، على المدى البعيد. فهلا انتبه الجميع الى هذه الحقائق وآثارها السيئة ؟!
________________
المنظومة الثقافية لكل شعب تتكون خلال زمن طويل من قناعات وتعاليم ذات صلة بالعقيدة الدينية ،وتفاعلات اجتماعية داخلية ومع الخارج،ومن عناصرها عادات حياتية مختلفة... بحكم ما يطرأ من تطور في التعليم والوعي واكتساب خبرات ...من مصادر مختلفة -ربما التكنولوجيا وآثارها - من أهمها .فانها تحتاج مراجعة مستمرة لتغييرها بحسب المستجدات. فالطبيعة البشرية القابلة للتغير -سلبا ام ايجابا - تفرض دوما ،البحث عما هو أفضل في كل جانب: روحي ونفسي ومادي ...لذا يحاول المتميزون من العلماء والحكماء والمفكرون والفلاسفة والمبدعون عموما ...ان يبحثوا في هذه العادات ويتحروا مدى ملاءمتها للواقع .هذا في المجتمعات الحيوية والحية... اما المجتمعات الراكدة في تفكيرها وفي اسلوب حياتها ،فتبقى تجتر ما كان ، وتقدس الماضي دون فهم عميق ،بل بانسياق نفسي -أحيانا يكون فجا -. وهذا ما يبدو لي في مجتعاتنا الشرق اوسطية عامة -والكوردية خاصة-. نحاول تسليط الضوء على واحدة منها من خلال سرد ما جرى معي اليوم.! باعتبار هذا العيد هو اول عيد يمر بعد وفاة عمي محمد بشير رحمه الله، جرت العادة أن يحضر الأقربون الى بيت المتوفى، يؤنسون أهله ويسرون عنهم ، ويقرأون الفاتحة على قبره قبل ذلك. ذهبت مع اهلي واستأجرنا سيارة لنقطع مسافة حوالي خمسة وعشرون كيلو مترا ، تاركين الدار في يوم العيد ،مع ما يخالف ذلك من اصول البقاء في الدار لاستقبال المهنئين بالمناسبة .(اضطرارا). واصطحب الأهل معهم شيئا من سكاكر او حلوى -لم اتحقق من ذلك فهي عادة نسائية اكثر - لتوزيعها على اطفال اعتادوا أن يتقاطروا على المقابر في مناسبات كهذه، ويلتقطوا (يتلقوا) من زائري (والأدق زائرات ) القبور بما تجود به نفوسهن (هم) (وقد تحصل فوضى في أثناء ذلك، له انعكاس سلبي على نمو الأطفال التربوي ، واعتياد حركات غير محبذة. يمكن تلافيها اذا اتبعت اساليب مسؤولة ). يبقى هذا شيئا بسيطا قياسا لما لاحظت اليوم... اعداد كبيرة من موتيوسيكلات ، يقودها مراهقون من قرى مجاورة ، تجمعت في حرم المقبرة ، ويقوم هؤلاء المراهقون بحركة غير منضبطة ،وتجمع غير منضبط يشوّه معنى زيارة القبور وهدوء الموقف ،وتامل حدث الموت ، وتذكر العبرة والعظة منها ، فضلا عن حركات لا يمكن توصيفها باٌقل من مقرفة . لا أدري ما علاقتهم بزيارة القبور لكنني شعرت أنه اسلوب لا ينضبط بمعايير واخلاقيات زيارة القبور .
_________________
يوم العيد اولى بالتهاني والتبريكات للجميع، ولا يفترض أن يعكر صفوه شيء.بكل الاحوال: عيدا سعيدا نرجوه للجميع. لكن الاخبار وتحليلها يذكر - لاشعوريا وشعوريا- بالاسلوب الغبي لادارة السياسة في العالم الثالث عموما ، والشرق الاوسط خصوصا فيضطر المرء إلى التذكير بذلك،.عندما يدرك الابعاد والآفاق المتوقعة.! هذه الإدارة والممارسة الغبية، للسياسة في الشعوب المتخلفة، تصب في فرض مفردات الحياة والثقافة فيها من قبل قوى سياسية متنفذة عالميا ، حتى في التفاصيل اليومية للحياة، عبر أدواتها التي ارتضت أن تكون رخيصة ، والخطط تجري على يد أبناء هذه القوى السياسية المحلية طوعا- وغالبا عن طيب خاطر- فيسلمون شعوبهم واوطانهم بيسر وسهولة إلى القوى المنفذة وسياساتها الهادفة إلى الهيمنة المطلقة ثقافيا ،واقتصاديا وسياسيا ....بحسب ما يناسب مصالحها تحت مسميات وتوصيفات خادعة. وسياسيوا واداريوا البلدان المتخلفة وفي الشرق الاوسط، "ساهون وتائهون ،وفي كل واد يهيمون" تحت تاثير نزوات رخيصة تزري بهم وبشعوبهم واوطانهم.، .بل وبالقيمة الإنسانية.... وليتهم فقط أدركوا واحسوا...لاستعادة الإحساس بانسانيتهم وتميزها عن الكائنات الحية الأخرى.!
________________
شيء من ذاكرة الطفولة (العيد) ثقافة الكورد العامة هي اسلامية منذ العام الميلادي 608 او 609 تقريبا. اول كوردي معروف دخل الاسلام في العام 18 للهجرة بحسب المؤرخ محمد امين زكي بك في كتابه "خلاصة تاريخ الكرد وكردستان...". كان كابان وابنه الميمون المكنى ابو بصير نقل أحاديث عن الرسول (ص). مر على الكورد أربعة عشر قرنا دخلوا الاسلام. -ولا ندخل في جدل حول كيف دخلوا الاسلام-فالقراءة الواقعية ترصد الواقع، اما الرغبة في فهم المجريات فمن مهمة مختصين في ذلك –كمادة تاريخية-ليس لها مردود واقعي، سوى معرفة ما جرى فحسب وعلى ضوئها يمكن أخذ العبرة والعظة (التجربة والخبرة) . من لا يود ان يقبل بالإسلام دينا له هو حر "لا اكراه في الدين". لكن من الوعي والشعور بالمسؤولية ان يقأ المرء تاريخ آبائه واجداده (أسلافه عموما) برؤية مسؤولة؛ تراعي السياق التاريخي لحياتهم بكل ما فيها(تراثهم وتاريخهم). بل ويفترض احترامهم وما هم عليه. من حق المرء أن يقرر مصيره بنفسه، ويختار ما يقنعه دون تقليد أعمى او رد فعل انفعالي ... يضلل خيارات قد يندم عليها مستقبلا. لكن ليس من حقه ان يسقط رؤاه على الماضي ويحاول تطويع الواقع التاريخي لها –سواء اكانت صحيحة ام خاطئة-.(فالتاريخ مضى ولم يعد رهن مؤثرات وتغييرات). جاءت المقدمة اضطرارا لما يرافق هذا الموضوع من اثارة اشكاليات والتباسات من بعضهم خارج سياق بحث موضوعي –ديدن كثيرين للأسف من كورد لا يتبعون المنهجية في تأسيس معارفهم وعلومهم، ويملكون جرأة على اقتحام مجالات مهمة في حياة أمتهم من منطلقات ذاتية غير متوازنة ولا مسؤولة للأسف). ما دمت اتحدث عن العيد فلا بد من البداية. في قرية رميلان الشيخ –حيث ولدت في ذات اليوم الذي توفي فيه عمي المرحوم "قاسم" في مشفى الموصل فسميت باسمه .كان ذلك حوالي العام 1951 –وهو العام الذي يمثل ولادتي في السجلات الرسمية ايضا. لم تكن وسائل الاعلام سوى الراديو، وقليل الانتشار ايضا، من انواعها ذو الحجم الكبير نسبيا ويتصل بأسلاك ممدودة فوق الأسطح، وبعدها ظهر ما عرف بالترانزيستور. الذي اختلفت احجامه حتى وصل الى حجم صغير يوضع في الجيوب. فكان الأهالي يلتمسون الهلال من فوق التل، وبعضهم يذكر ان القمر فجرا ظهر او لم يظهر يستدلون من ذلك ظهور القمر، لكن الحسم النهائي كان لما يذيعه الراديو. وأحيانا كنا نسمع أن آل الشيخ الخزنوي يخالفون ما يرد في الاذاعة (وزارة الأوقاف). فان تأكد العيد هللوا وكبروا ايذانا بانتهار شهر رمضان وقدوم العيد، وليحسب الجميع حسابهم وفقا لذلك. فللعيد حساباته. لم تكن تماما كما هو الآن، لكن كان الناس ينشغلون بما ينبغي عليهم من تحضيرات. فقبل حلول العيد بفترة –وبحسب ظروف كل واحد -كانوا يسعون لشراء لباس جديد للأطفال خاصة. فحالة الفقر العامة قلما تسمح بشراء جديد للجميع – وكل بحسب مقدرته-او سماحة نفسه - وقد درج قول شعبي "Darkê îdê ( Eydê) ji xwe derxist " بمعنى تحرر من الشعور بالحرج من عدم شراء جديد. لا أدرى من اين جاءت العبارة، لكنها كانت من الفولكلور الدارج حينها. في البداية كان الشراء من المدن فقط، ديرك-قامشلي ... بحسب القرب او البعد، فالمواصلات كانت مشيا او على دواب. وهذا كان سبب مشقة. لكن في مرحلة متأخرة حوالي السبعينات وما بعد، افتتح بعضهم محلات في قرى تتوفر فيها –احيانا –حاجات العيد منذ الأقمشة ومرورا بغيرها-. اما النساء فكن يعدن العدة للعيد، فيسلقن البيض –وقد يلونّه – ولا أدرى العلاقة بين ذلك وبين اعياد مسيحية في ذلك-(لكن اختلاط الكورد والمسيحيين في قرى مشتركة ومتجاورة كان احد مصادر التأثر والتأثير ). ويسلقن الحمّص الذي كان حينها يبدو لذيذا، ويعملن "صوّك " ثم "الكليجة " فيما بعد، بحسب ظروف مالية ومهارة فنية، كانت اللواتي من أصول مدنية او على احتكاك بها أكثر تقدما في اسلوب التحضير...وتطور ذلك مع زيادة الاحتكاك بين القرية والمدينة...طبعا اضافة الى تحضير طعام فاخر قياسا للأيام العادية –وغالبا ما كان حيوان يذبح لمن يقدر. على الأقل دجاجات وديكة او العلوعلو (ديك الحبش او الديك الرومي) وربما الاوز او البط او...الخ. وكان أكثر رجال كثيرون يتناولون الطعام في دار الشيخ بعد الخروج من الجامع واداء صلاة العيد حيث كانوا يصافحون الشيخ ويقبلون يده ثم يقفون بجانب بعضهم بعضا فيصافحهم من ينتهي من تقبيل يده حتى تتم مصافحة الجميع. وأثناء ذلك ينشدون مدائح. وكان الحرص شديدا على مصالحات بين متزاعلين لأي سبب. يوصي بها الشيخ، ويسعى اليها شخصيات ذات اعتبار اجتماعيا. وفي حال الفشل في الجامع كان بعضهم يتابع مساعيه خارج المسجد. وفيما بعد –بعد ان كبرنا شكلنا فريقا (لجنة) تتولى قضايا القرية ومنها اجراء المصالحات... كما كانت زيارة المرضى او الذين فقدوا أفرادا من اسرهم وأقربائهم، نعايدهم ونخفف أثر الحزن في نفوسهم. فالإنسان يستجيب للتفاعل الاجتماعي الذي يحمل تقديرا وتنشيطا للمشاعر. وكان بعض فواكه –مجففة خاصة، كالزبيب والتين مثالا-توزع في العيد بحسب ما هو متوفر إلا أن الحدود السهلة بين العراق وسوريا وفرت الفرص لجلب سكاكر كانت من معامل انكليزية بداية، ثم استمرت بعد الاستقلال ... –وعن طريق التنقل بالدواب -وأشهرها ما كان يعرف بـ " Şekrê sor " السكاكر الحمراء اتذكر منهما نوعان. نوع طويل فيه خطوط حمراء مطعمة بخطوط بيضاء، ونوع على شبه دائرة بيضوية بنفس الألوان، وكان الاكثر دلالا يحصل على بيضة مسلوقة، اما الاخرون فيحصلون على الحمّص المسلوق، وربما الزبيب، او البطم (الكزوان). وبعد الانتهاء من الدوران على البيوت-كبارا وصغارا – وأحيانا كانت تغلب سيكولوجية طفولية على كبار أيضا. لم يكن سكان القرى العربية وحتى الكواجر يجيدون الاحتفال بالعيد كما كنا، عليه لذا كان الأطفال من القرى المحيطة بنا (رميلان الباشا-وار الضيف (خراب البوغالب) قرية السويد
_______________
اجراءات -أو سلوكيات -لم أستوعب طبيعتها والمغزى منها سوى انها تعبير عن ان غلبو السيكولوجية فاعلية التفكير 1- يتوفى احدهم، فيحتفظون بصورته(ها) في صورة غلاف الصفحة لمدد طويلة، مع ان التوجيه والعرف هو عدم اظهار الحزن اكثر من ثلاثة ايام بلياليها ودون مبالغة.فلا عن تنافس غريب في نشر الخبر عن الميت ومن خارج ذويه والذين يستحقون وحدهم اتخاذ القرار بكيفية وتوقيت النشر. 2- التذكير بالميت-ايا كان - كل سنة هنا ،ولا أفهم الغاية منها . فمن كان احد من يخصه من الموتى ، وعزيز عليه، فليتصدق عنه ، وليدعُ له في جوف الليل وعقب الصلوات و... اما التذكير المستمر به ماذا يفيد ؟ 3- التهنئة بالعيد ببطاقات جاهزة -فيدو او بطاقة- و يتكاسل ان يكتب كلمة تحمل مشاعرا وتقديرا . كانت بطاقات المعايدة عليها رسوما وتصاوير ... لكن التهنئة كانت على ظهرها بخط اليد واحيانا تكون طويلة. بقدر حالة التفاعل النفسي واقعيا . 4- حتى الفيديوهات المرسلة -بمناسبة او بدون مناسبة - لا يوجد تقديم له وتعريف به. ولا تسبقه، تحية . والمزعج ، عبارات ترافقها "انشرها" -"لا تدعها تقف عندك"- " انشرها على اوسع نطاق" او عبارات شبيهة... نقدر النية الحسنة لمرسليها . لكن النية الحسنة لا تشفع للخطأ في التصرف والتعامل . بشكل عام تطبع البساطة كثيرا من اجراءات نقوم بها او سلوكيات نتبعها ... في الغرب لا يخاطبون بعضهم منذ الرئيس وانتهاء بعامل القمامة إلا بعبارة : يا سيد. (تعبيرا عن حرية وخصوصية وضرورة احترام الآخر). . سيكولوجية الاحترام لها قواعدها . وينبغي ان ان تصبح جزء متينا في سلوكيتنا وتعاملاتنا -ولا اقصد ان نخسر ميزة السيكولوجية الشعبية ، وانما ننظمها . فلكل انسان ظروفه ، وحاجته للوقت او سيكولوجية اعتادها ... او عادات اكتسبها ... الخ. وكل عام وانتم بخير .
_______________________
سعى الفلاسفة .. وسعت الأديان.. للتوصل إلى تصور كلي يمثل منظومة ثقافية متكاملة لفهم الحياة.! بالنسبة للمقتنعين : بنتائج جهود الفلاسقة ، أو المؤمنين بالأديان، تقبلوا الفكرة- كل بحسب ما اقتنع به ، وكل على قدر وعيه- فاستقروا في فهمهم ورؤيتهم للحياة ،وانشأوا مجتمعات لها سمات واضحة المعالم في العموم،( هناك اختلافات في الاجتهادات ودرجة الفهم وممارسة السلوك، لكنها ضمن المنظومة الكلية لمنظومة ثقافية آمنوا بها فلسفيا ام دينيا). البعض من الناس - وهم يكثرون بين عمر الشباب للاسف- ، لا ينتمون " لا الى هؤلاء ، ولا الى هؤلاء" . ولنقل هذا خيارهم ، وحقهم في ذلك، وهم مسؤولون عما هم عليه،! فأين المشكلة اذن؟ ببساطة، أن كثيرا منهم لم يمتلكوا رؤية نتيجة بحث واستخلاصات تبلورت لديهم ، فهم في حال من تيه، بلا رؤية متكاملة عن الحياة، لذا تنقصهم عوامل وعي رصين، يعينهم على فهم وتفهم الاختلافات، وكونها جزء طبيعي في حياة الكائنات الحية العاقلة ( البشر). فيستسلمون لحالة نفسية قلقة و ثقافة متجزئة ، تفقدهم- او لا توفر لهم- منهج رؤية متكاملة ومتوازنة.. فيتنقلون بين الأفكار بحسب حالتهم القلقة والحائرة هذه - وليتهم ادركوا ما هم عليه من قلق وحيرة- اذن لتداركوا ذلك بالبحث . لكنهم لا يدركون ذلك، غالبا. وفي مثل هذه الحال، تغلب جهالة معرفية، وسوء نضج واكتمال، وتتضخم الانانية والمزاجية ، وسلوك يبنى على ردود فعل انفعالية ، واهواء....( وما ادراك ما الاهواء؟!) . فيتخبطون في القول، ويتعثرون في الفعل والسلوك...... إلى درجة يستحقون الشفقة فيها. لكن النزوع العدواني لديهم يجعل التعاطف معهم فيه مشقة، ! فكيف يمكن الاستمرار في التعاطف مع من شأنه دوما ، التجاوز على الآخرين وحقوقهم - تحت تاثير اهواء-بكل انواع التعبير المسف، والمؤسف، والمؤذي للمشاعر ؟!. فلا يملك الإنسان المتوازن الا ان يقول: اللهم ننسألك الهدى والرشاد.! ولا حول ولا قوة الا بالله.
_____________________
بعضهم ،لا تجد في منشوراته -غالبا- اشارة الى انتاج او ابداع لديه، او محاولة بحث او تحليل او قراءة او...! أغلب منشوراته : تعييب على هذا وتشنيع في ذاك والتماس ما يستند اليه للتعييب تخيلا -لا استنادا لوقائع- موثقة- انه يتشفى بنسبة عيوب للغير وتضخيمها ...وكانه من الملائكة.! ولو تتبعنا سيرته وتاريخه قد نجد فيه "بلاوي" . .ولعل شعوره بما هو عليه من انحطاط، يدفعه لتلمس عيوب ينسبها للآخرين وتضخيمها .(دافع نفسي مقيت متى يتحرر المرء من تأثيره؟).
_______________
في معظم ما نقرأ هنا ،نجد منهج التوصيف ، وقليلا ما نجد بحثا وتحليلا ...ومنهجا قويما في قراءة مراجع، ونسبة معلوماتها اليها ، و اجراء مقارنات و...الخ. مادمنا، نتّبع الأسهل فلن نصل الى اعماق الأشياء، ولن نكتسب معرفة وعلما يؤسس لرؤية ثاقبة، وعميقة ومتوازنة... وسنظل نختارأكل "الموز" لسهولة التقشير، ونحرم انفسنا من نكهات مختلفة اخرى قد تكون انفع وألذ.
______________
بالطبع، لكل نشاط حالة سيكولوجية مرافقة ومؤثرة فيه. هذا طبيعي له صلة بتركيبة الشخصية. فاذا زاد دور السيكولوجية على حساب دور الذهنية ( النشاط العقلي/ الفكري). يصبح مشكلة تحتاج علاجا. العصبية والانفعال ( والعنف الفظي)هنا، أحد الإشارات إلى أن دور السيكولوجية لدى بعضهم ذا مدى مبالغ فيه. فهو مشكلة تحتاج علاجا. فهل سيقبل أصحاب هذا النموذج من النشاط أن يراجعوا ما هم فيه؟!. وليتهم فعلوا...!
__________________
" ضحك على الذقون" مثل دارج يعني استغلال الآخرين بأقوال أو أفعال لها ظاهر يبدو مقنعا، لكنها في حقيقتها لا تنطوي على شيء مجز.( مفيد) واقعيا. هذا المعنى يشكل ركيزة في الاداء السياسي لبعضهم تجاه جماهيرهم، ويبدو، أن المضحوك على ذقونهم، دوما ضحايا، ويستسيغون حالتهم هذه... والأسباب مختلفة، لكنها تختصر بقلة الفهم والعجز غالبا.!
_______________
غالبا ما: العجز عن أداء منتج أو مبدع... يدفع المرء- فردا ام جماعة - الى الانشغال بتلمس ما لدى الاخرين وتزييفها تحت عناوين - هي ذاتها - فيها اسفاف . واحيانا قد يكون امرؤ ذا غرض، فيبني ما يظنه مصلحة خاصة على حساب هدم صورة الاخرين... سيكولوجية توصف بأنها سياسية، لكنها مشوهة. فالسياس عادة -و مهما كان سيئا وانانيا- لديه من الوعي ليفهم كيف يتعامل مع الواقع بفهم استشرافي( افاق)، يتمحور حول قضية تهم المؤيدين: سواء لانتخاب، ام لتأكيد مشاريع.... بعضهم ينخرط في الواقع السياسي، بأدوات ثقافية ناقصة و فجة - معرفيا وخبرة... - ينطبق عليهم توصيف مجز باللغة الكوردية هو: Firok . واظن ترجمته تعني بداية طيران الطير. او الطير المنعزل عن الرف... . او شيء من هذا المعنى الذي يشير إلى حالة ضعف أو عجز..
_______________
الناس أحرار فيما يعبرون عنه وفي شكل التعبير -ما لم يتعدوا، الحدود "القوانين المرعية والأعراف الاجتماعية والقيم الأخلاقية" المعمول بها اجتماعيا . فكل تجاوز، يُنظر اليه بحسب معايير مهيمنة في المنظومة الثقافية الاجتماعية لكل مجتمع (شعب) دولة...الخ. لكن -ولكن لاستدراك ما لم يُذكر فما سبق-: هل حريتنا ،تبيح لنا ان نسرح ونمرح كيفما نشاء في مساحة هي مساحة حرية واستحقاق الغير؟! هل حريتنا تبيح لنا أن نصف الغير بالسوء لأنهم يمارسون حريتهم في القناعة والرأي والرؤية...؟! هل حريتنا تبيح لنا ان نصول ونجول في مساحات تخص حرية الغير في التفكير والتعبير والاعتقاد و...الخ؟!. بعضهم -باسم "الدين"،وآخرون باسم التطور "التقدم" وغيرهم باسم "العلمانية" و"الديموقراطية" ...وهم جميعا انما يستغلون هذه التسميات والتوصيفات(أو أسرى نمط ثقافي متداع وهالك ) ليستمدوا من معانيها رفدا لمهاترات تسيء الى المعنى الانساني في اعمق اعماقه، ( وتمثل مستوى تربوي وثقافي ناقص-وربما- مشوّه لدى هذه النماذج البشرية...!).
________________
مثل كوردي يقول : Berû ji qalikê xwe derket got: Aew çiqas devê te mezine. والترجمة: خرجت البلوطة من قشرتها ، فقالت : ما اوسع فمك!. المغزى : انكار المرء لأصله وأهله(قومه) والتعالي على مجتمعه. لا سيما أولئك الذين هاجروا منه -ونحن لا نعتب عليهم لهجرتهم - فلكل ظروف ادت اليها ربما. ومن الأمثال الكوردية أيضا ،بهذا المعنى : Bûk hate malbavê got: Riya kaniyê di kûreye جاءت العروس الى دار الأهل ،وسألت : أين طريق العين(النبع) والمعروف ان العروسة تأتي بعد أسبوع عادة . ألا تلاحظون معي أن شيئا من هذا يحدث مع بني كورد (وغير كورد أيضا)؟!.
___________________
احد الاصدقاء تعلم على الكبر أن يسوق سيارة -اشتراها جديدا- وعندما كان يدور بعقود السيارة ، ليدير السيارة، كان يدير جسمه ايضا مع دوران المقود ، ( كان لايزال في تماه مع حالة لم تنضج نظريا للفصل بين خبرته في القيادة أو سوق، السيارة) بعضهم ، يلجأ إلى تعابير كلامية،أو رسومات ساخرة.... فيها توصيف أو شتم لآخرين ، استصغارا لهم، أو ظنا أن ذلك سيؤثر على فعاليتهم أو دورهم في الواقع ( منهم قادة دول ورؤساء و.....الخ.).وعندما أقرأ أو أشاهد ذلك، اتذكر حركة ذلك الصديق الذي تجاوز المشكلة مع زيادة الخبرة ، لكن لا يبدو أن هؤلاء يواصلون التماهي مع أحوال في الواقع دون القدرة على التحرر منه ادراكيا، فهم يظنون لو رسمنا رسما مشوها لاحدهم، فسيتشوه، ولو انهم وصفوا أحدا وصفا مخلا،استأثر بذلك.! ، في علم النفس يستخدم عالم فرنسي مشهور اسمه جان بياجيه تعبير " انصهار الذات في الموضوع" وهو توصيف للمولود في مرحلة مبكرة من حياته الادراكية. اذ يظن الطفل، انه جزء من المحيط حوله ، فلو ضربت بطانية تغطيه يبكي ظنا انها جزء منه، وأن الضرب يناله هو . هذا النموذج الذي يعيش في مستوى تأثير المحسوس ،دون الارتقاء إلى مستوى الفصل بين المحسوس والفكر النظري المنفصل عنه.... (والتعبير النظري عن الواقع المحسوس) اشبه بحال ذلك الطفل الذي لا يزال منصهرا مع الموضوع في مستوى الإدراك. وهي مشكلة تجعل الفهم مشوشا. وغير واضح ، وبطبيعة الحال، يكون التعبير المبني عليه ايضا مشوشا يفتقر الى الوضوح.
___________________
الكتابة أنواع: فكرية، فلسفية، دينية، علمية .. تنضبط جميعا بمعايير منطقية او قوانين واضحة. وادبية ( مقالات،خواطر ، أشعار ،قصص وحكايات وراويات ...) جميعا ذات طبيعة ابداعية ،يلعب الخيال دوره في اتقانها، لذا سميت -او صنفت- ابداعية. يتأثر كل مختص بطبيعة اختصاصه ، فالمفكرون والفلاسفة والعلماء ... ينضبطون بقواعد المنطق الصوري والتجريبي(وحتى هؤلاء ،يتأثرون بما هم عليه فإما "تفكير تركيبي كلي " كالفلاسفة واما "تفكير تحليلي جزئي" كالعلماء ،الاختصاصيون خاصة) والأدباء يتأثرون-غالبا- بقوة الخيال والميل الى ابداع الصور والتخيلات والظلال ( ايحاءات جمالية ) والتي توفر للنصوص جمالا خاصا يتفاعل معها القارئ فيستمتع لذا، كثيرا ما يتأثر المنهج الفكري لدى الأديب بهذه الخصائص . فعندما يعالج قضايا تحتاج الى المنطق ،قد تغلبه ظلال ادبية(خيال) لا ترتقي الى ان تنضبط بالمعايير. وتقل قيمتها التحليلية ،لاسيما عندما تكون قضايا اجتماعية تتداخل فيها المؤثرات العقلية والنفسية (تناول العلاقة الزوجية مثالا).
__________________
النقد ظاهرة صحية وايجابية ،لكن: ما هو النقد؟ وما هي شروطه، واللغة التي ينبغي أن تكون عليها الممارسة النقدية؟ هذه التساؤلات تفرض نفسها ،عندما نقرأ الصيغ التي يتبعها بعضهم في النقد، (والمؤسف، انهم في أغلب ما ينشرون يمارسون نقدا). ويتجاهلون- او ينسون - أن من أنواع النقد :" النقد الذاتي" ايضا، وهو جانب ضروري ومهم .!
___________________
زوم كورد : برنامج في قناة اورينت، يعرض موضوعا تحت عنوان رجال الدين الكورد ، باعتبارهم متعاونين مع نظام حافظ الاسد،من منطلقات مصلحية، وانتفاع شخصي. ومن المؤسف، أن العرض مبني على تصورات سياسية تفتقر إلى منهجية علمية ،ودراسة ميدانية . وهذه مشكلة ابتلي بها بعضهم، يسيئون إلى الموضوع من حيث يظنون انهم يخدمون قضية أمتهم. بل أحيانا يظن أن هناك توجيه من نوع ما لإخراج البرنامج على صورة محددة. لا سيما عندما يضعون الجميع في سلة واحدة. ودون بحث ودراسة، وإنما اعتمادا على انطباعات. منهج الكورد في عرض رجالاتهم، تنقصه المنهجية العلمية، وتغلب فيه توجه سياسي يغلب المزاج ونقص المنهجية . فهم لا يكتفون بنسبة انطباعاتهم وتصوراتهم الخاصة إلى علماء معاصرين.... بل يسقطون ترهاتهم على التاريخ ايضا ،السلطان صلاح الدين نموذجا.واتهم الاتجاه الحزبي في اكثره الشيخ محمد معشوق الخزنوي، اتهامات شتى، ولم تبيض صفحته الا بعد استشهاده فتسابقت جهات مختلفة في استثمار الحدث لمصالحها الحزبية.
_____________________
ذكرني مشهد، لاحظته على الشاشة: رؤساء دول تزعم الديموقراطية، يهنيء لكل منهم رجل كرسيه للجلوس عليه. ويتساءل المرء: اذا كان بعض أحوال قد تتطلب تدخلا لمساعدة الرؤساء أو الملوك والأمراء.... فهل هناك ضرورة لتهيئة الكرسي ايضا؟!. ذكرني المشهد بمشهد زيارة جورج بوش الابن للكويت قبل سنوات طويلة، كان يحمل مظلته بيده، بينما كان احدهم يحمل مظلة فوق رأس أمير الكويت، وهما يمشيان معا جنبا إلى جنب.... مثل هذا المشهد كثير في مجتمعات بلدان العالم الثالث. في مستوى اجتماعي، وسياسي... الا يمكن تجاوز سيكولوجية لم تعد صالحة لثقافة عصرية وإعلام الكتروني!
_____________________
نثرثر كثيرا دون أن نفكر بنتائجه على الواقع ..! مذ بدأ الفلاسفة يفكرون بعمق ، وينتجون أفكارا مهمة ، يضعونها ضمن منظومة متكاملة(مذهب فلسفي) ، تبدأ بفهم الخلق والكون والطبيعة فيه ، والبشر والعلاقات والقيم (الأخلاقية) والضوابط المعرفية (المنطق) والقوانين العلمية (رياضيات -فيزياء -ميكانيكا...) ... الخ. رأى بعضهم أنهم ينشطون نظريا دون ربطه بالتطبيق العملي(انتقاد الخاصة النظرية في الفلسفة) ، لذا اعتُبر أرسطو اكثر اليونانيين قربا من الواقعية والمنهج العلمي ، واعتبر متميزا عن أساتذته أفلاطون وسقراط ومن سبقهما ... مع ذلك كان هؤلاء الفلاسفة يتعمقون في المعرفة والفهم ويتبعون منهجا منطقيا ينضبط به كل ما يفكرون به.(يبذلون جهودا مضنية ومستمرة ). يبدو لي أن اكثرنا -هنا - يثرثر بلا منطق، ولا تعمق في التفكير، ولا ربط بين الأفكار والواقع (امكانية التطبيق)... بل إن الأغلب -ربما - ينطلق من اعتبار ذاته معيارا ومنهجا ... ويطلق أفكارا واحكاما ورؤى ملتبسة، وربما دون احساس بالمسؤولية ، وتقدير لاحتمالات تنتج عن ذلك. ! منهم -بحسن نية -( حسن النية لا يشفع للغلط ، قد يخفف من التقييم والحكم عليه) ومنهم عن جهالة ،او سوء نية وخبث أيضا -في حالات -. يعين الجميع وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة النشر دون تكلفة وتبعات ملموسة... وتجاوب أعداد ،لهذا النمط الاشكالي في التفكير والتعبير والسلوك... كل غلط نرتكبه -أفرادا او جماعات - له ارتدادات سلبية على حياتنا جميعا في صورة او أخرى.(ان لم ندفع -نحن الضريبة - فسيدفعها اولادنا واحفادنا ..!).
_______________
يُعرض خبر في مطبوع، او في فيديو (قناة تلفزيونية ) يرغب صاحبه ان يستمع اليه-او يشاهده -الناس.. فينشر رابطه هنا . معرفة أسلوب الشخص تحدد الرغبة في متابعته ام لا . فالأسلوب الذي يتبعه يحدد قيمة واهمية المتابعة.فإذا كان أسلوبا ركيكا مثلا، او منحازا مسبقا ، يتهم دون دليل ، ويشتم دون مراعاة الأذواق، و يعميم الأحكام فيخلط الحقائق ، ولا يبدي حرصا على التمييز ويصنف الآخرين بمزاج شخصي (او ميل حزبي) ...الخ. ما الذي يغري -اذن- لمتابعته -و يعرف المتابع منهجه في التعبير مسبقا ، وربما خلاصات تعبيره ايضا ؟! الجديد والجميل والجاد ...والذي يستند الى حس المسؤولية ، وشعور الاحترام للمختلفين... يستحق المتابعة فحسب.!
____________________
جهلاء، لايملكون تاريخا فيه انجاز علمي ولا اجتماعي، استدرجتهم اهواء الى العمل في منظمات واحزاب ، (او تحرروا من الخوف الذي كان يلجمهم في بلدانهم) تسلقوا مواقع ومناصب-ربما- ومن هذا الموقع الذي هم فيه، باتوا يطلقون الأحكام يمينا وشمالا ، يخطّئون هذا ، ويصنفون ذاك .., يمارسون فكرا وصائيا هزيلا ، لا رصيد ايجابي فيه ،سوى ابراز ما هم فيه من جهالة وغرور ...وكما يقول المثل: " اللهم ثبت علينا العقل والدين". امة ابتليت بما ابتليت به من أدواء يصعب ايجاد الدواء لها في ظل حالة انفلتت فيها الضوابط والمعايير، ويعززها منتفعون خارجيا وأذيلهم داخليا.!
__________________
لو جرّب أحدنا -كل واحد منا- أن يخصص دفترا لكتابة افكاره التي يعرضها هنا ، مع توسعة فيها . ربما اصبح لدينا -بعد مدة -أفكار كثيرة تستحق الاهتمام.وربما النشر بطريقة اكثر تأثيرا ، وربما طباعتها أيضا لمن يقدر. والمطبوع يخلد صاحبه بين الأجيال اللاحقة(اولادنا واحفادنا ومعاصروهم) والتي قد تنتفع بتجاربنا ( نحن السابقون) فنوفر عليهم جزءا من معاناة عشناها واوجعتنا .
___________
الحديث عن السياسة بلغة عواطف وانفعالات ومقارنات اساسها ذاتي/ نفسي وأخلاقي لا تمثل سوى منهج استثمار مشاعر، وتعبيرات تشير إلى عجز أصحابها عن نشاط فاعل ومؤثر وصادق... واسلوب مزايدة لم يعد ذا قيمة واقعية. ان لم يكن ضمن منهجية مقصود بها التضليل ايضا( شعارات للتسلق وللتشويش). بعض ذوق ضروري لقيمة الانسان الفرد او الجماعة، من الخسارة أن يبيع المرء ذاته رخيصا...! من لديه قدرة على فعل شيء ، فليفعل. ومن ليس لديه قدرة وارادة على فعل شيء مؤثر وملموس.... فكما يقول المثل الكوردي : Bile kume xwe bi serè xwede bi dewisène... ليخفي رأسه تحت طاقيته ) ويكف عن جعجعة لا جدوى منها)
_____________________
اعتدت- مذ كنت في الاعدادية أن أكتب ملاحظات - لكنني لم انظم كتابتي للأسف طيلة حياتي لظروف مررت بها زرعت شيئا من فوضى وعدم الالتزام ، في المرحلة الثانوية كنت أدون ملاحظات ومعلومات عن الكتب التي أقرؤها ،ومذ ذاك كنت ادون ما يشبه خواطر او مقالات اواخبار وتعليقات عليها ...او ما يثير اهتمامي مما أسمعه من حكايات ..الخ. اليوم كنت أقلب صفحات في دفتر ، فلاحظت الحكاية التالية وقد سردها لي أحدهم من حمص لا ادري كيف تعارفنا -على الغالب كان موظفا في رميلان- كان معروفا ب" ابو العز " ، سردها لي بتاريخ 28 /7/ 1987 في احدى زياراته القليلة لداري وقد وجدت فيها حكاية تستحق ان تنشر ويطلع عليها الآخرون. انها عبرة وعظة : (س) مراقب ذو موقع وظيفي جيد ،لكن انحرافه السلوكي في نظر والده، جعله يقارن بينه وبين ابن عمه (ابراهيم)باستمرار مما ولّد لديه غيرة وحقدا عليه. يزور (س) ابن عمه ابراهيم هذا، فيستقبله خير استقبال . وفي لحظة استدارة ابراهيم لتناول صينية اقداح الشاي ليضيّف ابن عمه ، يستغلها (س) فرصة ليهجم عليه ،ويطعنه بسكين في ظهره عدة طعنات مميتة، مفرغا حقدا تراكم لديه نتيجة مقارنات ابيه .وللتخلص منها . يسجن القاتل مدة ثمانية سنوات ،و يخرج بعدها فاقدا وظيفته واهله الذين تبرؤوا منه ما عدا اخ له سمح له ان ينام في غرفة في العلية (السقيفة). بعد صحوة في لحظة ما بدا يفكر بما هو عليه . وازداد شعوره بالمرارة، فقد قتل ابن عمه .وفقد وظيفته، وتبرأ أهله منه فباتت الحياة لا معنى لها لديه، شعر بفراغ وعزلة مخيفين. فاقدم على الانتحار شنقا . (حدثت الحكاية في الستينات وانتهت اوائل الثمانيات في احدى قرى حمص). تعليق خاص: هذه الحالة نقرؤها في قصص وحكايات وروايات وتعرض في افلام ومسلسلات ...الخ. ونتساءل : متى يفكر المرء بالانتحار ؟ بالطيع عندما يصل الى الشعور بان الحياة بالنسبة اليه لم يبق لها معنى ،ا او تسود في وجهه الدنيا لظروف ضاغطة ...! المؤمن وحده لا ينتحر. فايمانه -فضلا عن تعاليم دينه الرافضة لليأس والقنوط - يمده بقوة مقاومة تنقذه من الانتحار . و وقوة وصبر لتحمل ظروف مهما كانت صعبة ومعقدة .فالمثل يقول "ما بعد الضيق الا الفرج". وفي القرآن: "ان بعد العسر يسرا ".وفي مكان آخر : "قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56)-سورة الحجر .