لنأمل بأن اانتخاب الرئيس نيجرفان بارزاني محطة (مؤشر محتمل) لانطلاقات في اتجاه معالجة القلق في المنطقة ،وتوفير شيء من الاستقرار ...طبعا في نوع من التناسق مع المخططات الدولية في الشرق الأوسط. وهذا هو المأمول .
ولا نقول "مبروك" -بل نقول : انها مسؤولية ننتظر ممارستها بكفاءة ومصداقية.
______________
في أغلب ما أقرأ -هنا- الاحظ: نغمة -او نبرة - توصيفية او اتهامية دون دليل، او شتائمية مزاجيا...الخ.
ألم نبلغ سن الرشد -بعد- ؟
لنحاول أن نفعّل عقلنا (تفكيرنا) ابداعيا ، فنقدم افكارا جديدة ومنتجة (قابلة للتنفيذ ايجابيا) كاقتراحات مثلا، او تحليلات مبنية على معلومات وحقائق ، او ابداعات فكرية وادبية وفنية ...وعلمية...الخ.؟!
ألم نبلغ -بعد- سن النضج، لنتصرف بحس المسؤولية ؟
وبدلا من التباكي والتحسر وتحميل الآخرين المسؤولية دون ضوابط ووثائق... أليس الأفضل ان ننظر الى انفسنا - فننظر - ماذا زاد في تركيبة شخصيتنا ، في ثقافتها ، في سلوك ايجابي فيها ، ماذا حققنا وانتجنا خلال الفترات السابقة...ماذا سنفعل في المستقبل ...
ما هو البرنامج الذي يفترض ان نضعه لأنفسنا ، لاسيما اولئك الذين يعيشون في المهجر ..وهم يرون بانفسهم كيف ان النظام في حياة ابناء الدول التي هاجروا اليها؟
Heger tû nezanî bi nêre li cîranî
الشخصية الناضجة والمتوازنة والمثقفة...هي التي تمثل المنطلق الانتاجي والابداعي ...!
_______________
يزرع أعداء الأمم والشعوب خصائص تصب في منهج تفكير يضلل
لكن أبناءها يتحملون مسؤولية الوقوع في الضلال، بحكم كونهم عقلاء، ويفترض، انهم أحرار في التفكير...!
متابعة المشهد التعبيري هنا( الفيسبوك) تكشف عن منهجية فيها اختلال، في نشر أخبار أو التفاعل معها ومع الأحداث عموما....
فمعظمهم يتفاعل و يعلق على الأحداث بإبداء مواقف تجاهها، دون التاكد من صوابها، من جهة،
ومن جهة اخرى : معظمهم ، يعلق على الأحداث بتوصيفات وأحكام، هي من اختصاص مختصين و القضاء والمحاكم،
ودون تحري الأسباب والمتسببين.
قد يكون مهما ،معرفة أسباب الأحداث- ، قبل التسرع في اطلاقتوصيفات و احكام ، تجنبا للوقوع في فخاخ تصطاد الحدث، وتصطاد الذين يتفاعلون معه معا. فيخسرون مصداقيتهم، فضلا عن ظلم قد يقعون فيه. و " الظلم ظلمات".
الكلام والمواقف والسلوك..... مسؤولية وأي مسؤولية...!
_____________
للجهالة ألوان،وتجليات كثيرة ،
قد يكون أهمّها سوء تقدير المرء لذاته
وعدم الشعور بقيمة نفسه كانسان له خصوصيته واستقلاله
والرضا بان يكون تابعا دائما .
______________
في أيام التدريس في الثانوية كان المدرس يضع أسئلته ولا يطلع عليها أحد ، لكن اضطرار ه الى طباعتها من قبل خبير طباعة على الآلة الكاتبة ورئيس لجنة الامتحانات "المدير" كان يوفر فرصة اطلاع خبير الطباعة والمدير عليها .
وبعد الطباعة تحفظ لدى الإدارة (وبحسب ما عليه المدير كان يمكنه تسريب أسئلة بطرق يختارها )
-وقد نواقش الأمر كثيرا لكن لم نجد له علاجا .
ليس هذا المقصد من الحديث هنا ،
المقصد أن الأوراق عندما توزع على الطلاب ، ويصدف ان كلمة غير مطبوعة بشكل واضح، او يكون المدرس أخفق في صياغة صحيحة للسؤال ... فيطلبه الطلاب للتوضيح. (عادة يوجد رئيس قاعة ومراقب او اكثر في الامتحانات العامة )
وقد يكون احدهم من مدرسي الاختصاص ...لكنه لا يتدخل في الاجابة،
ويصر على ان يأتي مدرس المادة. الذي وضع الأسئلة (بعض المراقبين كانوا يتجاوزون على مهمتهم فيحاولون ان يشرحوا -وقد يخطئون - لكنه فضول نفسي لا يستطيع بعضهم ضبطه).
يبدو ان شيئا من سلوك هؤلاء المراقبين موجود في مساحة الفيسبوك.
.بعضهم يتناول امورا ليست من اختصاصه . او يقحم نفسه في قضية لا يفهم فيها ، او يحشر حاله فيما لا يعنيه...او يثير اشكاليات ...!
نعذر الجميع في محاولاتهم -مادام احساس بالقصور موجود لديهم ويوفر لديهم الاستعداد لمعالجة الأخطاء المحتملة اذا انتبه اليها ...
اما اتخاذ الموقف بصرامة والاصرار على الخطأ، فتلك مشكلة لا يبدو لها علاجا ... وكم تؤذي البسطاء -صغارا ام جاهلين-.!
إنها رسالة سيئة .
____________-
٢٧ مايو ٢٠١٦، الساعة ١١:١٨ م ·(ذكرى)- فقه مصطفى
(لا أدري ما حاله ، فقد شاهدت فيديو صممه "فدنك" عنه .إذا التقاه وطرح عليه أسئلة ،وصور نمط الحياة التي يعيشها منفردا .هل لا زال قادرا على ان يتحرك ويخدم نفسه على طريقته أم قعد به الحيل عن ذلك. يتفطر قلبي عليه كلما أتذكره :
كيف كان وكيف صار.نسأل الله التسهيل عليه وعلينا . وليت الاطلاع على حياته وامثاله كان حافزا للتفكير بوسائل توفر رعياة لأمثاله .وللسلطات -طبعا -دورها ومسؤوليتها .25 أيار 2019).
.....................................
أول معرفتي به كان مذ كنت في الصف الثاني الابتدائي، حوالي العام 1960 حيث كنت ادرس في ديرك –كنا ندرس في غرف مستأجرة قريبة من مستشفى الدكتور يعقوب، وكان يدرسنا معلمون من مصر، معلم شعبتنا كان اسمه أحمد نصار، قبل ان ننتقل الى مدرسة المأمون الريفية في الصف الثالث حيث كان معلمنا الأستاذ صاموئيل قرياقس وكالة، حوالي ثلاثة أشهر ثم الأستاذ محمود محمد علي من قامشلي-والذي أنهي معنا العام الدراسي.
تعرفت على فقه مصطفى عبر صداقة تجمعه مع اخي المرحوم محمد حسين، كان شابا وسيما أنيقا مهذبا -كعادة معظم "الفقهاء" الذين يدرسون العلوم الشرعية. كان مهتما بتحصيل العلم، وصدف انني درست بعض دروس الشريعة في ديرك خلال صيف (1961) وكنت أنام في غرفة الفقهاء (حجركا فقها) التابعة للجامع الكائن بجانب مبنى البريد، وكان يؤمه المرحوم الملا أحمد بافيي ، ويدرس الفقهاء -إضافة إلى مهمة خطيب الجمعة- وهي شخصية معروفة بعلمها ودورها الاجتماعي / الديني معا .
كان عدد من الفقهاء في حجركا فقها هذه: فقه صالح –فقه محمد وكلاهما من أبناء ملا حسن امام قرية عنديور. وفقه عبد الرحمن من قرية حلاق. وفقه مصطفى من ديرك... هذا الأخير الذي نحن بصدد الحديث عنه كان متميزا بهدوئه، واناقة في الهيئة والتعامل،
وكبر الرجل، وكبرت معه الآمال والاحلام، لكنه يتعرض لمحنة على يد أجهزة امنية حدودية تلتقطه وتعذبه عذابا شديدا. (بحسب ما سمعت). ليس لذنب ارتكبه، وان كان مخالفا ربما في اجتياز الحدود، لكن لأنه كان شابا كورديا ذا حس سياسي قومي/وطني نبيل وصادق.
ومن المؤسف أن الرجل ساءت حاله، نفسيا –لا عقليا-فأصبح يعيش حالة تبدو جنونا يهمل فيها نفسه واناقته ونظافته على خلاف ما كان عليه. وطبعا بقي بلا زواج، ويتسكع هنا وهناك، وقد علمت انه يسكن في احدى القرى. والى فترة ليست بعيدة كان يشتري الكتب من مال يتصدق به عليه بعض اهل الخير.
وبالمناسبة فانه لم يكن يقبل التصدق عليه من أي واحد. كان عددا معينا يأنس إليهم، ويتقبل منهم الصدقات. حاولت أكثر من مرة ان اعطيه ملابس بدلا مما يلبسه لكنه لم يقبل.لكنه في مرحلة متأخرة تقبل مني بعض المال عندما كنا نلتقي .وكان هذا مؤشر بأنه في ظروف حاجة ومعاناة .
في خضم التنافس على حضانة الأطفال المعاقين –وهذا طيب-وافتتاح صفوف للتدريس المجاني –وهذا طيب. وغير ذلك من المبادرات الطيبة على الرغم من الخلفية السياسية فيها، والتي نتمنى ان تخف يوما بعد يوما... أتساءل:
لماذا لا يفكر بعضهم في إيجاد مركز يأوي العاجزين، والذين لديهم ظروف مثل ظروف فقه مصطفى؛ ليعيشوا فيه حياة كريمة...
ولا اظن ان الخيّرين سيقصرون في المساهمة بمثل هذا المركز ان وجد.
بريق السياسة وصخبها ،غلب في حياتنا الاجتماعية ،الى درجة اننا لا نفكر بمصائر قد ينتهي اليها أي واحد منا . فمن يدري ما هي النهاية التي قد ينتهي اليهاالمرء؟- لقد كان فقه مصطفى شابا يتمثل فيه كل الخصال الايجابية، وسامة، حيوية، معرفة،... لكنه انتهى الى ما تشاهدون في الفيديو المرفق .
الحياة الاجتماعية أصل ، والحباة السياسية جزء منها -وجزء قيادي - لكن الانشغال بها على حساب الحياة الاجتماعية يعني خللا سيجعل الحياة الاجتماعية في أسوأ احوالها وظروفها على المدى البعيد.
فقه مصطفى -كما ستلاحظون في حديثه في الفيديو - ليس مجنون عقل ، وانما مختل الحالة النفسية ...وهي مشكلة صعبة لمن يبتلى بها ،وتحتاج رعاية لم تتوفر له فإخوته الاثنان "عبد الله " و"خلف" ماتا منذ زمن. وقد مات لكل منهما -فيما علما أولاد أضا ..شبابا أحدهما "محمد عبد الله" كان مصابا بمرض السكر ولم يعرف مداراة مرضه -وقد نصحته اكثر من مرة -.ما يبدو ان سيكولوجية التربية الاجتماعية في حياتنا ليست على ما يرام.
كان عبد الله خياطا ماهرا -يخيط الفرو (Kurk ) في قيصرية في سوق الخضرة .
من غرائب ما شاهدته لديه، أننا في طريق عودتنا من زيارة قبر المرحومة عمتي فاطمة حسين -وكانت توفيت حديثا حينها - ملنا الى زيارته -فقد كان مريضا . وقد ظننت أنه سيتوفى بين اللحظة والأخرى . وكلما كان يعلن الجامع عن ميت أسأل هل هو عبد الله -فقد كان كريف خالي الحاج محمد عمر وارتبطنا بمعرفة قوية.
وبعد فترة من الزمن فيما كنت امر بجانب القيصرية التي يعمل فيها ،فاجأني وهو يتجه نحو الدكان ليعمل .كدت ابهت ...سبحان الله ، لا يعرف المرء متى وكيف سيموت ؟!
____________
فيما فهمت:
أوروبا تقدمت بعد أن أصبح المنهج العلمي /والمنطقي، والحقائق والمعلومات ...أساسا في أسلوب التفكير والتعبير والعمل...
لا بالاراء ذات الطبيعة الذاتية ، والجدالية. !
للاراء قيمتها، واهميتها ، اذا كانت تستند إلى معلومات حقائق ومعايير ...
لا إلى الهوى ، وإثارة إشكاليات وشبهات وأفكار ملتبسة ... مثيرة لجدل ذي طبيعة بيزنطية( غايتها الانتصار للنفس).!
لا يسهل الخروج من اسار النفس القلقة ، التي تغلب فيها أنانية مرتبكة، إلا بزيادة المعرفة ، والعلوم....والانتاج الملموس ....!
______________
"الجهالة" تدفع نحو "غرور" يولّد جهالة ...
مشكلة جدلية ومعقدة الى حدّ المصيبة
كم من غرور، يُلاحظ في تعبيرات بعضهم.
___________
- السياسة (والفطنة فيها ) هي:قراءة ما بين السطور و وما خلفها، وما تحت الطاولة لا فوقها فقط.
كورد كثيرون يبنون قراءاتهم واستنتاجاتهم -بل وربما قراراتهم بناء على ما يعلنه فالاعلام. ،(وقد يكون هذا احد أسباب سوء فهمنا للسياسة وفشلنا فيها غالبا ).
- السياسة (والمهارة فيها ) هي :تخصص ومؤهلات ومتطلبات متلازمة وضرورية.
كورد كثيرون ، يمارسون السياسة كهواية وتسلية، وعندما يلعبونها مصلحة ، يلعبونها مصلحة شخصية على حساب قومهم ووطنهم... فينحرفون، ويسقطون ... وتسقط قضيتهم -او تتعثر على الأقل- مع سقوطهم .
- السياسة معرفة وعلم (وقراءة مستمرة "متابعة") -يقال كان لينين يصطحب معه حمالة فيها كتب ؛ عندما كان يزور خنادق القتال ...
كورد كثيرون يتعاملون مع السياسة من موقع الأمي أو الجاهل أو المثقف الاستعراضي (نصف مثقف) -ولا يطوّرون انفسهم ، او يرتقون بها ...
(محنة ابتليت بها حالة(ثقافة) السياسة الكوردية ، ولا يبدو ما يشير الى تجاوزها.!).
__________
بلا حساب
ينسبون اوصافا وألقابا الى بعضهم ، ليقولوا بعد ذلك- انه صديق، او بتصوروا معه ويعرضوها.
.فليس التوصيف والألقاب لهء ، وانما ليتخذوا ذلك وسيلة الى توصيف ذواتهم من خلال ذلك
سيكولوجية بائسة أتاحت لها وسائل التواصل ان تحاول ان تتضخم وتتعملق وهي في واقعها لا تزال قزما. نحن لا يهمنا شأنهم فيما يخص الموقف الخاص منهم. لكن المؤسف ان كثيرا منهم يمثلون أدوارا يصفونها "قيادية" .هنا تكمن المشكلة ،وربما المأساة أيضا.
____________
هؤلاء الذين ينصحون -ليس فردا او جماعة فحسب-
بل يمارسون نصحا بنبرة آمرة للكورد جميعا
وليس فقط الكورد الأحياء - بل الأموات في التاريخ أيضا ..
أليس الأقرب للمنطق أن يعرضوا انجازات حققوها في الواقع تدعم القبول بما هم عليه من حكمة وأداء يميزهم عقلا وعملا،
ام ينطبق عليهم المثل الكوردي : "لا توجد تضاريس امام اللسان" -
Ti kaş û kendal li pêşya ziman de nînin
يشعر المرء بالحرج إذ ينصح من هو أصغر منه واقل علما ، ويحاول ما وسعه ان يجعل صيغة النصح خفيفة مهذبة ...
فكيف يستسهل هؤلاء، ممارسة النصيحة لأجيال من البشر بينهم علماء وكبار ومتميزين و.. ؟!- بطرية فوقية متعالية ؟!
كيف ينظر هؤلاء لأنفسهم ، وأي غرور يسكنهم؟!
أحيانا احاول ان أفهم سيكولوجيتهم فأشعر بالحيرة وربما الخجل أيضا ..!
__________
العاقل، يخفّف العبء على نفسه بتحييد بعض أعدائه.
الأحمق ، يزيد أعباء نفسه، فيجرّ الى عداوته من ليس عدوا له ( يزيد أعداءه)
___________
غلبة الثقافة الاعلامية الممتزجة بالثقافة السياسية...( التي لا ضواط فيها ، أخلاقيا على الخصوص..).
خدمت ثقافة جعلت الموازين والمقاييس (المعايير) مزاجية / هوائية .
فضاعت الحقائق وسط الرغبات، وشهوة الانتصار دون انضباط بقواعد ومعايير ( ثقافة انفلتت من معايير وضوابط، والتقطها " انصاف العلماء" الذين لا يملكون علوما ومعارف منظمة ومتكاملة).
نحن نسبح في بحر من الانفلات عن المعايير والضوابط ، وتنشط فيه الأمزجة والرغبات والانفعالات ...!
البشرية الى اين ؟!
__________
الثقافة الايديولوجية ( الشمولية)
تُمثّل مشكلة سيكولوجية في منهج التفكير والفهم ، والتصوّر(التخيّل)...!
ربما اسوأ جانب فيها هو :
شعور امرئ بامتلاك الحقيقة كاملة ، وتصنيف الاخرين-على أساس هذا الشعور- في خانة الضلال والاعداء.
فإذا أضيف إلى هذا الشعور ، قناعة تُبرّر استخدام العنف-لفظيا أو سلوكيا- من موقه مبادر (هجومي) تصبح القضية أكثر خطورة . ! إذ تتحول الحياة إلى صراع مشروع ( أشارت اليه الماركسية من خلال نظرية "صراع الأضداد").
تتجه الأيديولوجيا هذه (او جاملوا النظرية الأيديولوجية) ، إلى الشباب عن تخطيط منظم زمنهجي لعلمها أنهم يفتقرون إلى حالة نضج كاف، ومستوى فهم فاعل... فيشربون هذه الأفكار،بحماس وانفعال ....-من طبيعة عمر الشباب ).
ويعتادون عليها مع مرور الزمن - حتى ان كبروا-
لاسيما ، اولئك الذين لم يتقدموا في المعرفة والعلم .... -أيا كان السبب -
ولم يتحرروا، في منهج تفكيرهم ، من التباسات دسها لهم منظروا الايديولوجيا في سيكولوجيتهم.(وهذا يحصل في التحزب والسياسة أيضا بشكل عام).
إن فهم الحياة على طبيعتها، وحقيقتها، (والعناصر الجوهرية فيها... والمحركة لنشاطها،...) هو : مُهمّة ليست سهلة. !
هنا، وفي هذه المساحة يقع الشباب في فخاخ منصوبة لهم، لاسيما أولئك الذي لم تتور لهم فرص التعلم ومعرفة الحقيقة ( أو الملامح العامة لها).
فقد تكون معرفتها بحاجة لما لا يستطيعونه، او ليست لديهم ظروف تعينهم على معرفتها .
____________
من منهجية مشوشة
اجتزاء احداث، او أفكار... من السياق العام لها.
ناخذ مثالا، حماسة بعضهم لنقد التاريخ الاسلامي مجتزأ من سياق التاريخ العام.
فتختلط المعايير لديه في الحكم عل احداث، وأفكار.
لزيادة التوضيح، في كل عصر، او مرحلة زمنية من الحياة ، ثقافتها التي تتميز بها- بغض النظر عن ما فيها من سلبيات او ايجابيات-
فعندما نحكم على حدث أو فكرة.... من المفروض أن ننتبه- ونراعي- السياق العام للمنظومة الثقافية التي حدث فيها الحدث، او برزت فيها الافكار....
محزن، أن بعضهم لا يهتم بمنهجية قراءة التاريخ،- والواقع- بقدر ما يهمه، التقاط امور تخدم موقفه المسبق.....( توصف الحركة في المنطق ب: مصادرة على المطلوب). اي طرح الموقف، ثم البحث عن تبريره بأسلوب يبدو منطقيا. (منهج أقرب إلى تزوير الحقيقة عن عمد بدوافع الهوى .!).
_________
شعور بالمعاناة، والغيرة، والحرص على الاصلاح...
يدفع الشباب للتعبير عما في انفسهم من صرخات الاحتجاج على واقع مرهق لحياتهم وامالهم.... وهذا حق لهم. وواجب عليهم.!
ما لا يحق لهم أن يترجموا هذه المعاناة ، ومحاولات الإصلاح... إلى ثرثرة لا مسؤولة تزيد الحالة سوءا.
انهم كالظامئ الذي يشرب ماء مالحا، يظن أنه يروي ظمأه، لكنه يزداد عطشا اذ يشربه.
"لكل داء دواء يستطب به."
وعلينا أن نحسن معرفة الدواء لمعالجة الادواء بشكل صحيح ومؤثر ومفيد.
___________
ثقافة فقدت توازن شقٌين اساسيٌين فيها:
ذهنية وسيكولوجية
فتراجعت الذهنية وارتبكت، وتقدمت السيكولوجيةوارتبكت
فماذا يكون المصير؟!
__________
شيء من ذكريات الطفولة( 5)
حسين مراد كان مختار المسلمين في المدينة، وكان المسيحيون لهم مختار، أتذكر منهم حنا اصطيفو، موسى ملكي ...
بعد وفاة حسين مراد أصبح صالح محمد عيشي مختارا –رحمهما الله-ثم تخلى عن المخترة على نية السفر الى خارج سوريا، بحسب ما علمت، لكنه لم يوفق لأسباب لا أعرفها. فجاء بعده مزكين قدري ...
كان لحسين مراد مضافة يجتمع فيها معارف وأقارب وضيوف (فقد كانت داره مقصد كثيرين) حتى اشتهر باسم حسيني عالمي. وكان الوالد أحد ضيوفه عندما يأتي الى المدينة، وهذا جعلني اتردد على المضافة أحيانا -لا زال يذكرني بذلك الصديق عبد الملك بن حسين مراد، -هذا الذي تأخر في الولادة عن اخوات سبقنه، فكان مجيئه مترافقا بنذور منها اطالة شعره.
وفي السابعة –فيما أقدّر – قُصّ شعره، ثم وُوزن بالنقود، وزعت على الفقراء –ولا أدرى ما أصل هذا التقليد بالضبط.
ومن المواظبين على المضافة –كما أتذكر، المرحون: حيران، موسى سعدون، اناس من قرية شكر خاج، وملا مرس وعنديور...، فقد كان هو ايضا من عنديور –كما اظن -وكذلك المرحومة زوجته حليمة والتي كانت امرأة فاضلة حنون وكريمة لا تملّ من خدمة الضيوف ولا تتأفف.
وتسهيلا لخدمة الضيوف، وتخفيفا للعبء على العائلة، كانت طاقة بين غرفة الضيوف وغرفة اخرى تنقل المرحومة سعاد سفرة الطعام، كنت أسمع المرحوم يناديها "سعو" فلم أكن أعرف لا الاسم ولا المسمى، سوى أنها أحد أفراد العائلة. وفيما بعد عرفت كل شيء. وقرى أخرى. كانت ظروف الحاجة والفقر اغلب في المدينة حينها فكان الناس متقاربون في الحياة ما عدا بعضهم الذين يعملون في التجارة (لهم محلات بيع أقمشة هم الأشهر، وبيع الخردوات –كما يسمى –اقل غنى. ما عدا حالات خاصة).
الأقمشة "كِرت" كما يسميها ابناء المنطقة، ولا أدرى من اين جاءت اللفظة، كان باعتها قلة حينها، اتذكر منهم:
حسين مراد نفسه-عمر عزير – احمد لعلي (او لا لي) وكان الثلاثة دكاكينهم متجاورة في مجمع البلدية وسط المدينة قبل ازالتها، وتخصيصها لتمثال الرئيس، ثم ساحة شهداء فيما بعد.
عيسى شيريني وشريكه –نسيت اسمه – ومحمد رمو، واحمد ملا ابراهيم وأخوه محمد (شراكة)
حاج محمد عمر(زليخة)، حاج محمد عمر وحاج حامد (شراكة) ثم انفكت شراكتهم وبقي الحاج محمد. حاج اسماعيل... جميعا كانوا قريبين من بعضهم. فسوق المدينة كان صغيرا ...طبعا -فيما بعد-زاد عددهم ...وكان هؤلاء يسافرون معا الى حلب في باصات الهوب هوب التي تنطلق من قامشلي (كراج التاكسي السابق بجانب الجسر). وكانت تتأخر في الطريق طويلا لأكثر من اربعة عشر ساعة غالبا –وأحيانا أكثر –.
وللخوف من قطاع الطريق -خاصة في نقطة تسمى (47) قرب الرقة - حيث صحراء خالية من السكان غالبا , فكانوا يخيطون ما يسمى "قولان" يضعون فيه اموالهم التي يحرصون ان تكون من القطع الكبير الورقي طبعا، ويشدونه في وسطهم تحت اللباس غالبا . وربما يخيطونه ايضا. وينزلون معا في حلب غالبا، في فندق دمشق الذي كان يعود الى الحاج عبد الكريم-ان لم تخني الذاكرة-من اهالي عامودة. كان في وسط باب الفرج –حيث الساعة الشهيرة حينها-.
وكان هذا يسهّل عليهم اداء شعائرهم الدينية، والنوم مطمئنين لثقتهم بصاحب الفندق. وقد زرت الفندق ونمت فيه أكثر من مرة. في السبعينات عندما كنت أذهب إلى دمشق لأداء الامتحانات واعود. فقد كنت آخذ استراحة في حلب في مشوار الذهاب والاياب. وبالمناسبة كان الايجار من قامشلي إلى حلب حوالي 11 أحد عشر ليرة سورية، وللطلاب حسم فكان حوالي تسعة ليرات فيما اظن –او قريبا من ذلك-.
كانوا يفتحون محلاتهم باكرا حوالي السادسة صباحا لأن سكان القرى يصلون المدينة باكرا يسوقون بضاعتهم من الخضر والفواكه والبيض واللبن ومشتقاته ...الخ. يبيعون بضاعتهم ويشترون ما يحتاجونه او ما يقدرون عليه ليعودوا قبل ان يشتد الحر صيفا، وفي الشتاء كانت الحركة تختلف طبعا. فالمواصلات كانت صعبة وعلى ظهور الدواب او مشيا.
حاج محمد عمر كان يختلف، يتأخر عنهم. كان يفطر على مهل –وغالبا مع ضيوف موجودين دائما الا ما ندر-وكان ويقول: الرزق عند الله. عندما يعاتبه بعضهم على التأخير.
كان الدكان في الشارع الضيق المتفرع عن شارع عنديور. مقابل دار "كبرو ستو –كما كان يعرف، والد الأستاذ بهنان كبرو –الذي كان رجلا طيبا ودودا عاجله الموت أثر عملية مجازات (تبديل شرايين). وكان يدرس اللغة الانكليزية على اساس المعهد –كم ترك أثرا طيبا بين طلابه الذين التقيتهم، وكانوا يشكرونه كثيرا. فضلا عن اننا عملنا معا في التدريس أيضا.
الى جانب الدكان من الغرب دار ابو سعيد واسمه شمعون، رجل لطيف ودود. عمّر فرنا ثم باع الجميع –على ما اظن – ولا يزال ابنه سعيد يسكن دارا قريبة من مسبح حداد.
وخلف الدكان كانت دار حاج تيجر، وزوجته الماس -لم يرزقا بأولاد-لكن حالتهم المالية كانت حسنة ،ويعد من لأغنيا حينها ، يفصل بين جداره ودار المفتي الملا عبد الرحمن ؛ زقاق ضيق يبدا بعيادة الدكتور موسى صوفي وينتهي بمحلات ميخائيل بيطار المطلة على شارع فيه صيدلية انس صالح.
دكان صالح ورمضان عبد الحميد في الزاوية الشرقية بجانب دكان احمد ملا ابراهيم ثم دكان حاج محمد رمو ثم دكان صليبا صولكرين على الزواية الجنوبية متقاطعا مع الشارع العريض (طريق الزهيرية) وكان دكان صليبا هذا معروف بانه دكانه مخزن يحوي كل ما يحتاجه المرء من خردوات (حاجات) وكان يعمل فيها صليبا ومعه بعض بناته –وكانت خطوة غير مألوفة. ومن التميز ان بناته جميعا درسن وحصلن على شهادا ت اعرف اثنتين حصلن على اجازات جامعية. ومارسن التدريس والادارة. (فهيمة وسعاد) وقد عملت مع كليهما. فهيمة تزوجت من مدرس من حمص ربما اسمه ميبخائيل كاترين –ان لكم اكن مخطئا. وسعاد لا تزال عزباء تقيم في دمشق كما قيل لي. ولهم اخ يسكن في اوروبا على حد علمي.
____________
كانت السيارة تتجه نحو سوق الغرب(لبنان) للدخول في حرب -وكنت اظنها جزءا من بيروت. فتداعت ذكريات حياتي مذ كنت طفلا ، ومراحل نموي ودراستي وحياتي عموما ...وتساءلت وسط شعور بأنني قد اواجه الموت :
ترى ماذا فعلت في حياتي يخلفني كتراث يمثلني ؟
وما هي الممارسات السيئة التي تضع سمعتي وشعوري في موقع مخجل ومخيف...؟
لم اجد -حينها امرا كبيرا يثقل على نفسي ويؤلمها
لكن شعوري بوالدتي -التي قد تثكل - جعلت دموعا تترقرق في عيني وحرقة في نفسي..!
من الجميل في حياة المرء عندما يواجه لحظات الموت ان يشعر بنوع من الراحة لأنه ذا سلوك مقبول ومتوازن تقل فيه الأخطاء والخطيئات.
لكن كيف سيواجه ذلك الذي في تاريخه موبقات، لحظات موته؟
لست أدري...!
وهذه صورتي وانا بزي الحرب مع أصدقاء.