تتداعى خواطر دون أن نقصد تذكرها، فهي آلية نفسية غير شعورية ، ولا رابط منطقيا بين الصور والأخيلة والأفكار التي تتداعى، سوى تشابه بين جوانب أو جانب فيها...
لم يكن القصد تعريفا بالتداعي، لكنه فرض نفسه بالتداعي ايضا . لكن تعريف التداعي فعل شعوري واع.
فيما كنت أتابع التلفزيون د سمعت نبأ استثار دهشتي. " السفارة الامريكية في العراق: ثروة خامنئي ٢٠٠ مليار دولار". قد يكون مبالغا في الامر ،لكن مع ذلك تداعى الى ذاكرتي ما يلي: في العالم حوالي ١٨٠ دولة .لكل دولة رئيس او ملك...فلو سرق كل منهم مليارا فقط، فهذا يعني ١٨٠ مليار مسروقا، ولرؤساء الوزراء والوزراء والمدراء العامين والمحافظين ومدراء المناطق او..،.الخ.
مسكينة شعوب تستقتل لتوصل هذا أو ذاك إلى الحكم والسلطة فتكون النتيجة سرقات مهولة....إضافة إلى فظائع في الممارسة السلطوية.
وتذكرت الجيوش، والميزانية الضخمة التي ترصد لها وكيف تهدر، وقد لاحظت شيئا من هذا خلال خدمتي الجيش....وتساءلت:
ترى ،اذا تجاوزنا سرقات ضباط وقيادات.... وتاملنا لحظات ، نفكر فيها بالسلاح الذي تنتجه مصانع الأسلحة وتصدر إلى ١٨٠ دولة فضلا عن الجهات خارج الدول ...باصنافه المختلفة،،،،،فالعالم إلى اين؟
وهل الإنسان- في هذه الحالة - سوى وحش يميزه عقل يبدع المشكلات والماسي ؟
فاكاد أرى أن تلك النظرية في علم الاجتماع صحيحة ،والتي تقول : المجتمع البشري مجتمع حيواني يتميز بقدرة تميزه هي العقل، والذي يوازي قدرات الجماعات أو المجتمعات الحيوانية الأخرى.فالاسد يملك القوة ،والنسر، الطيران وهكذا...
نرجو الله سترك.
__________________
يبدو لي -من خلال التعمق في سيكولوجية منشورات - أن أصحابها يبنون رؤاهم ، على ما في أنفسهم من من شعور ومشاعر (ينطلقون من احوالهم النفسية الخاصة)
ثم يصوغون رؤيتهم تجاه الأشياء والأحوال والظروف والمواقف ...الخ. وللأسف يصوغونها كأحكام -ومطلقة غالبا- فيقعون في مشكلة سوء المنهج في الفهم وما يبنى عليه .!
مشكلة تحتاج الى مراجعة النفس بشكل عام ، وباستمرار (ومراجعة ما يكتبون قبل النشر بشكل خاص) تجنبا للوقوع خطأ اطلاق احكام خاطئة وجائرة ، والاساءة الى قضايا ، يظنون انهم يصححونها، فيتحملون مسؤولية مواقفهم هذه "الكلمة مسؤولية"
التسرع في الحديث (والسلوك) واطلاق الأحكام دون تمحيص، مشكلة تخص أصحابها اولا ، ثم تنعكس سلبيا عليهم وعلى المواضيع التي يعالجونها او يتطرقون اليها ...
قد لا يوافقني بعضهم -وهذا حقهم طبعا -. اتمنى عليهم مساعدتي في بيان ما أخطأت فيه لأصححه ، واشكرهم على ذلك.
ينسب الى عمر بن الخطاب انه كان يقول : " رحم الله من اهدى الي عيوبي".
________________
من تعريفات جوهرية لمفهوم الحكيم و" الحكمة" هي :
" القدرة على وضع الشيء في موضعه "
وهذا يتضمن :
المعرفة ، والخبرة، والصبر ، والتأمل ، والمقارنة، والتاكد ، والشعور بالمسؤولية، (وادراك المرء ما هو عليه من قدرات وامكانيات فيما يخص الموضوع ...الخ).
لذا رُبطت الحكمة (والحكيم) بالعمُر ، و والنضج ، والقدرة على تجاوز المؤثرات النفسية والتسرع...وتلبية رغبات وأهواء غير ملائمة ... عند اتخاذ موقف، او قرار ...
(وإذا كانت هذه لحالة قليلة فذلك طبيعي ، لأن الذين يحققونها قلة، لكن السعي اليها يبقى حاجة ومطلب ).
باختصار : حسن التفكير ، وحسن التدبير ( التصرف والسلوك).
______________
في مقال قرأته منذ سنوات خلَت، ان في ثقافة العرب ميل نحو المبالغة في توصيف او تسمية شخصيات او سلوكيات : "كوكب الشرق" -"مطرب الجيل" -" عملاق الشاشة" ...الخ. ومثل هذا في ميادين اخرى "البطل "- المناضل الفذ" -" القائد الضرورة"...الخ.
ولا تأتي هذه التوصيفات والتسميات من مجامع اللغة او مجالس أعيان وحكماء ...الخ.
انها توصيفات وتسميات تستند الى أساس وركيزة سيكولوجية "أنوية" تمثل حالة اعجاب او انبهار. وقد يكون طبيعيا ان يعبّر احدهم عن مشاعره وحالته النفسية تجاه حدث او فكرة او شخصية ...الخ.-بغض النظر عن صوابها فهي تبقى شخصية.!
اما اعتبار ذلك ظاهرة ثقافية عامة (منهج عام) ،فيمثل مشكلة وخللا في معايير الحكم .
يتّبع كورد -سياسيون خاصة - المنهج نفسه.
فيصفون كل من انتمى الى حزب "مناضل" ولا يكتفون بذلك . بل يضيفون توصيفات مبالغ فيها وذات طبيعة ذاتية .
وغالبا ما ، يصف كل حزب اعضاءه ،لاسيما المسؤولين فيه- وكل عائلة تصف اقرباءها ،او أصدقاء يصفون اصدقاءهم...!
لدى ارسطو تعبير " الوجود بالقوة والفعل " مثل كمون النار في الصخر "وجود بالقوة" ولا يصبح "وجود بالفعل" الا بعد قدحها .
. ويمكننا ان نستفيد من هذا المعنى :
الانتماء الى حزب (او اي تجمع) في ظروف صعبة منها:احتمال السجن ، والفصل من الوظيفة ، والتعذيب وضغوطات مختلفة ... يمثل " معنى النضال بالقوة " . لكن معنى النضال بالفعل ، يعني مرور المرء فعلا ، بظروف قاسية والثبات امامها، والحفاظ على نفسه فيها ، والاستعداد للتضحية ،والتضحية فعلا في مواقف وظروف، وعدم استغلال فعله النضالي لمكاسب رخيصة ...الخ.
فلنحاول ان نعطي للمعاني استحقاقاتها ، ولا نلوّنها بمشاعر نا الخاصة وميولنا ورغبة التسلق عليها .
وهذه مقالة أخرى حول المعنى بصيغة مختلفة