3 قراءة دقيقة
دروس نستخلص منها العبر .....16

لا ادري بالضبط من أين اكتسبت عادة الاحتفاظ بأشيائي.حتى تلك البسيطة ، والتي قد لا تعني شيئا سوى أنها جزء في مرحلة من حياتي( ذكرى قد يلفها النسيان).
يخيّل اليّ ان لأخي الكبير محمد حسين رحمه الله ايحاءات أو لمسات في ذلك.
المهم، منذ ايام راجعت ما لدي من جرائد ومجلات وكتب...لجرد يصنف ما لم تعد اليه حاجة ، فقد أثقلت كاهلي. و لم اعد استطيع مراجعتها . ولمَ أراجعها ؟.
فكثير منها إرث ايديولوجي ، او في ظل نظام أيديولوجي...
يسخّر كل عمل و أداء لخدمة تخيلاته ( بتعبير الدكتور الكسيس كاريل).
وجدت الصفحات ملأى بكتابات ،حتى اثارت لدي سؤالا او سؤالين:
ترى كيف يستطيع هؤلاء كتابة كل هذا الكم ، ومنها المقالات ، او ما تسمى دراسات و بحوث... ؟.
هل هي فعلا نتاج تفاعل جدي و مخلص مع حركة المجتمعات ، و تهدف الى اصلاح اجتماعي ، و إحقاق حقوق؟!
لو كانت كذلك فعلا، لغيرت من واقع تظل تسجل عليه ملاحظات نقدية ، ولا تتورع عن استخدام لغة خطاب مرصعة بتوصيفات فيها تعال على المختلفين، و حشد الفاظ عدائية تبررها بأنها على حق ، و دوما ، مادام المُنظر قد قرر كل شيء ، وهم فقط ينقلون ما يقرر ، ويضيفون اليه لمسات من روح تتوخى مصلحة.!
و تتحول الكتابات والمواقف الى نوع من شعارات و تزلف في تجليات قد تختلف في شكلها ، لكن المضمون واحد ، بالنسبة لهذا الصنف او المستوى خاصة.!
على كل لم اكن أقصد هذا لكن القلم له سطوة في ايحاءات تحرف بمن يكتب عن مساره.
جرد الاشياء يفتح ابوابا لم تكن في الحسبان. فقد مِلت الى محفوظات اوراق اولادي : اوراق مدرسية منذ المرحلة الابتدائية وانتهاء بالثانوية والجامعة .فتساءلت:
هذه الاوراق ، ا وراق القبول بالمدارس والجامعات . و وثائق التخرج وايصالات دفع الرسوم...الخ. على اي اساس صمِّمت.!
لتحفظ و تؤرشف، ام هي فقط لمرحلة محددة ، ثم تتلف بعدها؟.
و هل التصميم يلائم الغرض؟
فيما يتصل بالجرائد والمطبوعات الاخرى ذات الصلة و هي سياسية /حزبية ... ، قررت ان الحاجة اليها انتهت ويفضل اعدامها و تفريغ رفوف احتاجها.
اما الاوراق ، فاختلطت الذكريات ، و الخشية من الحاجة الى بعضها في يوم ما . فقد ابقيت عليها ، وتركت اصحابها يقررون ماذا يفعلون بها، عندما تتاح لهم فرصة عودة الى البيت.! 


***********

معرفة نظرية( التعلم والمطالعة و الاستماع ...)
تساعد الانسان على فهم سريع ووعي الكثير من مفاهيم و أفكار و معلومات...الخ.لكنها لا تأخذ مدى واقعيا( خبرة) دون تجربة تغنيها و تقربها من الواقعية ، ولا نعني - طبعا ما يتعلق بالميتافيزياء- .!
فالتجربةُ ، تعين المعرفة النظرية، وتجعلها أكثر تعبيرا عن الاحداث و الواقع ( تمثل خبرة).
ربما من مشكلات الثقافة العصرية - في المجتمعات المتخلفة خاصة (و لمفهوم التخلف مستويات من التعريف والفهم )،
فهناك تخلف اقتصادي ( و هذا المقصود غالبا بمعنى التخلف ، و طبعا للتخلف الاقتصادي آثاره عل. حياة الناس سلبيا).
وهناك تخلف في مستوى العلوم والثقافة،
فقد يكون مجتمع ما متخلف اقتصاديا ، لكن سوية الثقافة ( التحصيل الدراسي، الفكر المستنير ، خلاصات ايجابية تمثل التراث و ما فيه) قد تكون جيدة نسبيا.
أو أن عادات و تقاليد اجتماعيةجيدة ، و قيم و مبادئ ...فيها ، ذات حضور ملموس.!
والعكس صحيح، ففي الدول الغربية ، الاقتصاد والقوانين متقدمة ، لكن قيما وتقاليد اجتماعية ذات نبض انساني ...تبدو في أزمة . فتنتشر فيها ظواهر ناتجة عن حالة حضارية/ ثقافية(مادية) ..كزيادة نسبة الانتحار ، ظهور الايدز ، فوران الجنس بأشكاله المختلفة والمرفوضة ،منها مثلا : زنا المحارم، زواج المثليين...الخ.
فضلا عن نزوع مصلحي يُبنى، او يتحقق على حساب شعوب فقيرة وضعيفة ، و من أدواتها حروب تفتعلها لذلك...الخ.
تواردت هذه الافكار الى خاطري فيما كنت أقوم بجرد ما لدي من جرائد و مجلات ومطبوعات مختلفة. اغلبها نتاج ثقافة أيديولوجية، اصلها الماركسية كالشيوعية او البعثية او الناصرية او اليسارية عموما ...!
لقد كانت جميعا لا تخلو من كتابات نظرية لا تمثل نتائج مستخلصة من التجارب بقدر ما هي افكار وتخيلات. و تصورات تنتظر تطبيقا، لم يفلح لا في الاتحاد السوفييتي السابق ودول تدور في فلكها( وهي تجربة يمكن ان تبحث من علماء وباحثين مستقلين ففيها ما فيها مما قد يستفاد منه في تغييرات نافعة).
و قد دفعت شعوب تلك البلدان ما دفعت من اثمان.!
لا يعني هذا ابدا ، تمجيد الامبريالية. و ما قبلها وما يحتمل بعدها اذا كانت تتصف بما هي عليها. و ما رافقها من مآس على الشعوب ( و لا تزال في صورة سياسات منها الحروب المدمرة).
انما اسلوب ديموقراطي و حرية عالية النسبة فيها ،
يبدو ملفتا ، ويغري بالمتابعة ، وفيها قابلية التغير والتطور استنادا اليها -كما ذكر مرة الاستاذ احمد البغدادي( مدرس السياسة في جامعة الكويت) في برنامج الاتجاه المعاكس يوما ما..
ربما الملاحظة الملفتة في المنهج الماركسي( او المستند اليه) ظاهرة توصيف المختلفين بما يقرب من الشتيمة و اتهامهم ،.. كجزء طبيعي في ثقافتها ، بل وجزء من ادوات نضالها . و صياغة تعبيرية شعاراتية لا تراعي الواقع.
يبدو أن المنهج يرمي الى التاثير وزرع مفاهيم خاصة من جهة ، و سلب المرء قدرات ذاتية للفعالية الفكرية والادائية بشكل عام،
لاخضاعم لتجارب تخيلات ايديولوجية.
ولو عدنا للمقارنة بين تلك المطبوعات و الواقع لوجدنا ان منهجا همه التاثير و جعل الناس تابعين هو الغالب،لذا فهو يتجه الى الاطفال( طلائع) والشباب المراهقين ( الشبيبة ) او غير ذلك من تسميات هدفها غسل الادمغة د وتجريد الانسان من خصوصيته وقدراته الخاصة، و حريته ( النفسية ).
ويطعّم المسعى باثارة غرائز وحاجات جسدية و نفسية تدفع نحو الانخراط في. مجموعات تتجرد باستمرار من خصائصها الانسانية المتميزة منها حرية اتخاذ القرارات الخاصة تحت حجج كثيرة.
و هذا لا ينسينا منهج بعضهم تحت عناوين دينية يمارس الدور ذاته .!
قد نعود الى توضيح ذلك يوما .! 


**************************

قرات كثيرا من منشورات ... يتباهى اصحابها بخدمة شعبهم، سواء فيما يتصل بالسياسة ( والنضال) أم باللغة ( و باسلوب فيه تبجح) أم بالتبرعات والمساعدات ام ...الخ
فلم املك سوى أن أهز رأسي وأقول:
هدانا الله إلى الصواب فيما نفعل،!
من حسن الحظ أن الموت يرصد كل حي ، ويضع لصخبه حدا.؟! 

************************

حياة المرء عادة، تبدأ بطفولة تحتاج رعاية ، وشباب يحتاج علما وتربية ونضجا ، و تنتهي بشيخوخة قد تكون ناضجة، لكنها ضعيفة، وتحتاج رعاية أيضا، غالبا( دورة الحياة: ضعف ، قوة ، ضعف).
خلال هذه المراحل قد يصطدم المرء بعثرات قليلة الاثر أو شديدة ...
وخلال المسيرة كلها يبدو أن لحظات البداية تستأثر باهتمام المرء أكثر مما يفكر باحتمالات النهايات ، وقد تكون موجعة.!
باختصار : الإنسان ، غالبا ما، يتصرف تحت تأثير دوافعه النفسية ، أكثر من تاثير بواعثه العقلية... ربما هنا تكمن مشكلة معاناة البشر .
خلل في تقدير الحسابات تحت تأثير رغبات النفس، و دور غير كاف للعقل و الوعي عموما .!
أليس من المفروض ، أن يحاول المرء لمعرفة طبيعة الحياة ( و حياته الشخصية) قبل الانخراط في الفعاليات المختلفة فيها؟! 


*********************

هي طبيعة الثقافة الايديولوجية
تجبر السلطة الحاكمةُ، الناسَ ، أطفالا وشبابا وشيبا... للخروج في مسيرات ( مُسيّرات)، ثم تذيع على الاعلام ، باسلوب صاخب عن تأييد الجماهير لها ، (لقد عشنا تفاصيل منهج البعثىفي اداء هذه اللعب حتى باتت جزءا من ثقافة زُرعت فينا ، و ألفناها.!).
ويطرح السؤال نفسه:
ما جدوى هذا التأييد ، اذا كان قد انتهى الى ما نراه اليوم من دمار و ضحايا و نتائج اجتماعية أفرزت اسوأ الممكن من انقسامات وصراعات و حروب داخلية ، وتدخلات خارجية ... الخ.! ، ومن المستفيد يا ترى؟!.
و ادت التجربة ذاتها ،إلى انهيار دولة عظمى كالاتحاد السوفييتي و دولا كانت في فلكها .!
التفكير البشري(و الحالة الثقافية) يبدو مأزوما .!
لماذا؟.
لأن واقع البشر في الكون معقد. ولأن محاولات فرض تصورات ايديولوجية على انها حقيقة مطلقة تصطدم بواقع يكذبها.
و لان منهج البحث والتعاون على الاكتشاف يتحول الى وأد قوى ابداعية فكرية بإخضاعها لتخيُّلات... وقد تكون وهمية،
او لمنع القوى الابداعية من حرية التفاعل والفعل ...
فتصبح القوة هي التي تحكم عبر احوال مختلفة تصب في منهجية استبداد.! 


**********************

المرء حر في اسلوبه في التعبير عن مشاعر خاصة نحو من يراه صديقا او قريبا او حتى معجبا به ...
فهو يعبر عن حالة نفسية هو فيها،
تجاه من يحبه...
و يبقى موقفه هذا خاصا به ، و في أطار انفعالي/ نفسي يخصه.
أما الذي يطلق احكاما ، ويكتب شهادات... عن شخصيات و أحداث و...
فيفترض به ان يتردّد كثيرا قبل ان يخط كلماته... فهي ان لم تكن دقيقة و منصفة ، تصبح (شهادة زور ) يتحمل مسؤوليتها تجاه الله والعباد والتاريخ.! 

**********************

ما لدينا من معلومات وأفكار ..اكتسبناها أثناء تعلمنا و مطالعاتنا لكتب و مطبوعات و متابعات ذات طبيعة تلفزيونية مختلفة... توصف ب: معارف( معرفة).وهي نظرية.
أما إذا كانت معارف منضبطة بمنهج يجعلها حقائق نتيجة تجارب اكيدة ، فتوصف ب: علوم ، وان كانت نظرية.
فإذا طبقنا المعلومات والنظريات والقوانين العلمية في الواقع. فانه تطبيقات.
واذا انتهت الى نتائج محددة و مثمرة وُصفت ب: تكنولوجيا (نتائج تطبيق العلم في الواقع).
و إن جميع الالات والأجهزة و... الخ. والتي نتعامل معها ، ونستخدمها في حياتنا اليومية ( الاضاءة ، و كل ما يعمل على الكهرباء مثلا ، تكنولوجيا المعلومات ...الخ)، هي: تكنولوجيا ( نتائج تطبيق العلم في الواقع)،
طبعا، افترض ان معظم الذين هنا يعرفون هذه المعلومات،
لكن احيانا نضطر لتكرار ما هو معلوم ، لكي نمهّد لما نريد الحديث عنه، حتى إن بدت الصلة غير و ثيقة للوهلة الاولى.
رواية " صلاح الدين" ل جرجي زيدان بين يدي . للاسف ، تعرضت لتلف الغلاف الامامي ، لكن عنوان " فذلكة تاريخية"
ص ٦ موجودة، قد تكون الصفحات التالفة، فيها المقدمة .
و آخر صفحة هي ٢٨٦. و لا ادري كم بعدها من صفحات.!
أتذكر أنني اشتريتها كاملة . لكن سوء تخزين لظروف خارجة عن الارادة ،أساء إلى كثير مما احتفظت بها من مطبوعات و أشياء... للاسف.
( أنصح من يهتم ، بتأسيس مكتبة مهما كانت الظروف قاسية منذ العمر الاول ، لئلا يفقد مقتنيات لها ذكرى عميقة في حياته . وأنصح الذي يبني دارا ، يهتم بالمنتفعات أكثر فهي كالمكتبة ، تحفظ المقتنيات ، لكن الاهم هنا ربما انها توفر النظافة و خدمات الدار ).
المهم ،لنعد الى الرواية .
لاحظت سرد روائيا يغري وفيه جاذبية ، فتساءلت:
هل الرواية تستطيع ان تكون تاريخا فعلا؟
و أجبت ذاتي: ربما، إذا التزم الروائي بنزاهة تتطلبها كتابة التاريخ ، لكن ذلك يحتاج خصوصية في شخصية الروائي ، تتضمن نية صادقة ، و خبرة في التعبير عن الحدث التاريخي في لغة روائية ، لا تخلط بين نقاء الحدث ،كما هو، واضافات انفعالية توفر جاذبية القراءة ...
شخصية جرجي زيدان اشكالية ، في الثقافة الاسلامية .
قرأت من رأى فيه مرتبطا بجهات معادية للاسلام، فهو -بحسب هؤلاء - يتّبع ما يمكنه من وسائل لتمرير أفكاره ( الهدامة) لخدمة أجندة التزم بها .
هذا يطرح سؤالا:
أليس المفترض أن لكل انسان فاعل في الحياة أجندته؟
طبعا الاجابة : بلى . لكن ذلك يستولد سؤالا آخر:
فكيف نميّز بين اجندات ذات منطلق ايجابي وهادف لخدمة البشرية ، و بين أجندات ذات منطلق سلبي تشوّش على المصالح البشرية العامة ؟
و تكثر الأسئلة ، و ترتبك الأجوبة ، الا اذا اتخذت هي أيضا، منحى اجندات خاصة .
نحن امام ان نعرف الأجندات( القضاء) من جهة، وأمام ان نعرف التمييز بينها( المنهج والمعايير) ...!
لا ريب اننا نحتاج الى معايير ، وان معرفتها ، واستخدامها ... قضية تبدو معقدة ، و تتطلب جهودا ومعرفة و خبرة و مواظبة...
هنا تذكرت كتابا عنوانه: " الحقيقة تبقى سؤالا".
و عند هذا العنوان ، تتعدد المحاولات ، والنتائج.
ندع الذي يقرأ ان يبحث فيها ،اذا اراد ، و كانت لديه عزيمة تحري الحقيقة.!
أما الذي لا يقرأ ولا يتابع ولا يتحرى الحقية ... و استسلم لهواه او اغراءات ما - كما هو الحال لدى معظم المرتبطين بالسياسة-
فلا شأن لنا به ، لا في التوجه اليه ، ولا في التوقع ، و لاىفي النتائج. فقد ارتضى ان يكون امّعة ، أو بوقا ... و نسي أنه إنسان له قيمته وكرامته. إنه أقرب إلى عالم الحيوانات التي تهتم فقط ببطنها بالدرجة الاولى...! 


************************

سلوك الحشد الشعبي في حرق مكاتب الحزب الديموقراطي الكوردستاني بزعامة مسعود بارزاني (الرمز الكوردي والكوردستاني في هذه المرحلة)...
يبدو سلوكا ، لا ينتمي الى السلوك السياسي المتوازن.
فالاحتجاج قد يكون مشروعا ، على الاقل من وجهة نظر الحشد ، لكن اسلوب الاحتجاج يعكس حالة ثقافية أقرب الى همجية و عدوانية ، و تستثير مشاعر متضادة ، وتزيد العلاقات تعقيدا.
استقواء الحشد بايران التي تزجه دوما في مواقف تصب في مصلحتها ، سلوك تابع ، لا سلوك سياسي له غايات نبيلة.
قبول فرد او جماعة ... بدور ان يكون تابعا و وقودا في مشاريع الآخرين ، ربما أعلى درجات الغباء ، و سوء التفكير والتدبير.
لا امثل الحزب الديموقراطي الكوردستاني... في ما نشرته.
لكنه موقف أملاه سلوك الحشد الشعبي المتكرر باسلوب غير سياسي .! 

***********************

زُرع الاهتمام بالسياسة في ثقافتنا ،
سواءٌ كَرَدّ فعلٍ على المعاناة ، او دَفعٍ من جهات منتفعة لإرباك الثقافة الاجتماعية الكوردية( و هو حاصلٌ نسبيا).
الاهتمام بالسياسة أصبح واقعا في الحياة ( والثقافة الكوردية)
فهل أتقن كورد استنبات هذا الزرع، و تعهدها بالنمو بوعي و مسؤولية؟!
من خلال متابعة متحزّبين ،و من يدورون في فلك شعاراتهم - دون تمحيص- يبدو ان الثقافة السياسية الكورية تعاني من مشكلة حقيقية .!
فصياغة مواقف لدى هؤلاء تبدو ، ذات طبيعة نفسية مبنية على ميول ، و ردود افعال ، و توهّم مصالح.... ، أكثر من كونها مدروسة بعمق ، و تشخيص واع و حر .!
و لغة تعبير سياسية، تبدو مشبعة بانفعالات و ردود افعال و... ،
بينما تتطلب الحكمة ان تُوزَنَ كلُّ كلمة .
ففي السياسة( في المرحلة الانتقالية و ملامح ضعف)
تصبح للكلمة نتائج و تداعيات محتملة ،
وقد تكون غير متوقعة او غير معروفة.! 

**********************

من خصائص الانسان في حالته الطبيعية(السوية):
توازن بين قوى تُكوِّن شخصيتَه ، و يمكن اختزالها في اثنتين:
- قوى فعالة، كالعقل، وما يلحق به كالتفكير ، و الانتباه ، و الذاكرة ...الخ.
- قوى منفعلة ، كالنفس ، وما يلحق بها من انفعالات : عاطفة و ميول و أهواء و رغبات ...الخ.
فإذا فُقد التوازن بينها ، تَدخلُ الشخصية في حالة خلل ، و اضطراب في التفاعل والفهم.
و تتراجع القوى الفعّالة(العقلية) لصالح القوى المنفعلة ( النّفسية) .
يعني هذا تراجع خصاص انسانية ، واقتراب من حالة حيوانية أي:
يقلُّ دوْر العقل والتفكير والتأمّل والتّحليل والاستنتاج و ...الخ). ويزداد دوْر النفس،و قوى انفعالية تقرِّب من حالة حيوانية يشترك البشر فيها مع الحيوان.
فتنشط النفس وأهواؤها، و تتهيّج غرائز الجسد ، و رغبات تنشط نتيجة ذلك.!
يخاطب شاعر الانسان بالقول:
قم هذّب النفس و استكمل فضائلها
فأنْت بالنفس لا بالجسم إنسان
هذا يطرح اشكالية في فهم النفس.
فالنفس هنا، تتجلّى في دوْرين أو وظيفتين:
- النفس في مقابل الجسد، وفي هذه الحالة :
النفس، تشمل كل القوى المعنوية ، الفاعلة و المنفعلة معا،
في مقابل الجسد العضوي..
- النفس مقابل العقل ( كلاهما معنويان)
لكن النفس تشمل الانفعالات التلقائية بأشكالها( القوى المنفعلة)
و العقل يشمل القوى الفاعلة التي ذكرنا أمثلة عنها.
الخلاصة : من يريد( وهناك فارق بين يريد( الارادة عقلية) ، و بين يرغب (الرغبة نفسية)،
(و قد يستخدمهما بعضهم بعنى واحد).
من يريد أن يكون ذا شخصية متوازنة ، عليه بالتعلم والتحصيل ، والتدرّب و التربية على قوّة الإرادة ، في اتخاذ قرارات و تنفيذها ، أو التّخلّي عن رغبات وأهواء و ميول و ...الخ.
و هذه هي مهمة الانسان طوال حياته.
اختصرها الإمام علي بن ابي طالب في القول:
" إن الحياة عقيدة وجهاد".
وهو الشّطر الثاني لبيت شعر ، والشّطر الأول فيه يقول:
" قف دون رأيك في الحياة مجاهدا"
و لأن كلمة الجهاد باتت ملتبسة نتيجة الاستعمال الاعلامي( و وخلفية سياسية فيه).
فقد يكون توضيحها بمعنى (العمل من اجل قناعاتك و الاستعداد للتضحية ما دمت مؤمنا بها فعلا. فهي تمثل قيمة شخصية الانسان في الوجود).
و من خصائص ايجابية في تربية الذات ، التّحرر من الجهالة والغرور ، والاندفاع و المشاعر السلبية ( الحقد خاصة).!
و نتذكر دوما ان هذا لا يعني أن يكون الإنسان- خاليا من الخطأ-
بل يعني أن يدرك المرء أنه خطاء، و يحاول معالجة أخطائه.! 

**********************

معرفة الاحداث والاهتمام بها، فضول معرفي طبيعي في الانسان( البشر) بحسب نتائج علوم النفس .. والتجربة الخاصة ايضا.
لا سيما إذا كانت ذات صلة به مباشرة ، او حتى غير مباشر.
المشكلة - كما تبدو لي - هي في(منهجية التعامل) معها .
و إن فهمَ (المنهجيّة) في طبيعتها ، و اسلوب ممارستها وأدائها ... يحتاج مهارة ، وإتقانا...
من هنا يُلاحَظ اختلاف في الفهم و الأداء ( الممارسة) بين عالم ، و آخر ( مثقف وآخر) و بين عالم وغير عالم( مثقف و جاهل)، و المستويات تختلف بين البشر كحالة طبيعية.
كلنا - كبشر- نعاني من تعثّر( نقص) في الأداء الكامل او المتقن... وهذه طبيعة البشر. لكن :
المشكلة في ان بعضنا ، لا ينتبه الى هذه الحقيقة ، ويتصرف كأنه كامل.
فيقع في سوء فهم او يثير سوء فهم ،
و يقع في ممارسة وصاية، و اطلاق احكام ذات طبيعة نهائية و خاصة ، كقاض مجاز و موكَل .
الظاهرة ثيرة تساؤلات ،كما أرى:
إذا كنا لا نستطيع التحرر من أخطاء، هي في تركيبة خَلْقنا،
فلماذا لا نحاول، ان لا نخطئ، تحت تأثير نزوع نفسي يزيدها ،
و قد ينتج عنها ما يجعلنا في الموقع الخطأ؟!.
و أذا كان الخطأ غير المقصود ، له باب رجوع و توبة ، و إصلاح...
فكيف هو حكم و تصنيف... ما يخص الخطأ عن عمد و إصرار..؟!.
من خصائص الباحث ، التحرر من تأثير نزعات نفسية ، و تغليب دور العقل والمنطق الموضوعي.!
نرجو الله الصلاح.!


*******************

سيكولوجية " التّسلُّق" كأنّها تنمو ، و تُحَلّق
و أصبحت ثقافة اجتماعية عامة.
كنت اقول: " الفن معبر" الى تمرير ما يُميّع الحياة الاجتماعية و اخلاقيات تضبط علاقات فيها.
يمكن القول الآن :
السياسة( و التّحزّب) بيئة خصبة لنموّ ظاهرة التّسلّق.
و يبدو أن إكثار الأحزاب( أو تكاثرها) ، احد أساليب تعزيز ذلك.
في السياسة ( و التّحزّب) يصبح كل شيء مباحا ، و محركها مصالح دون قِيَم وضوابط.!
و التجهيل خير بيئة لتحقيق الغاية
و الحُمقى ، و خبثاء ... تراجعت أخلاقهم ، و شعورهم بالمسؤولية ، وقود يوهج ذلك. 

*********************

هدم قوة معرفة المعايير ، و شعور بالالتزام بضوابطها..
ربما الطريق الاقرب لتفكيك ما يربط بين ابناء شعب ،
و افساد الفهم والتعامل المنطقي في ثقافتهم.!
أخشى أن شيئا من هذا يجري في الساحة الثقافية الكوردية العامة ، والسياسية على الخصوص.! 

***********************

انطباع، أقول: انطباع، ليست دراسة و لا بحثا و لا احصاء او استبيانا...
إنه انطباع ، أي ما تكوّن لديّ من شعور ، للنفس فيه حظ .
ما هو هذا الانطباع؟.
كثيرون - و ربما الغالب- يكثرون من نقل أقوال من هنا و هناك، ولا ينقلونها من تراث شعبهم . و قد يكون في هذا التراث ما يوازي ما ينقلون.
فإما أنهم لا اطلاع لهم على تراثهم ، او لهم موقف نفسي منه...( شعور بالحرج او العداء ) أو أن انبهارهم بالغريب( و الانبهار حالة نفسية ) جعلهم يشعرون بالقزمية تجاهه، او أنهم - في تكوين الشخصية وثقافتها - مهزومون من دواخلهم...
فبدلا من السعي للنهوض بأنفسهم ، و بشعبهم، وفي كل النواحي ، وعلى قدر ما يستطيعون. ينسلخون شيئا فشيئا عن ثقافتهم وتراثهم...
الاستفادة من نتاج مفيد للآخرين ، طبيعي.
لكن الشعور بالقزمية حياله أمر نفسي و انهزام من الداخل كما يقال، و هروب من الشعور بالمسؤولية( أعني في مستوى التفاعل الثقافي، وان كان نظريا).
في احد مناسبات التعزية ، قرأ أحدهم دعاء الفاتحة باللغة الكوردية، فالتفت أحد هؤلاء المهزومون من داخله -نتيجة حياة عاشها متملقا الى غرباء -التفت إلى " غريب مسؤول". و كان عربيا، و كرر السؤال :
" هدا شو يقول"
وكأنه يريد أن يقول انا بريئ مما يقول.!
و هذا ما يفعله ( مهزومون من الداخل ، أو منفلتون عن الالتزام بمسؤوليتهم تجاه تراثهم( و ثقافتهم ...) ومعالجة ما فيه من خلل- على الاقل كما هم يرونه من وجهة نظرهم-.
قد يولد في دار و اسرة احدِنا ، مشوّه أو معاق، فهل نتبرأ منه، أم نزيد الرعاية له( كثير من هؤلاء ممن يظلون ينادون بالخصائص الانسانية في مجتمعات غريبة، ولا يتذكرون شيئا منها في ثقافتهم وتراثهم).
يعجبنا أن يكونوا منصفين مع الغرباء ، لكن من باب اولى عليهم أن يكونوا منصفين مع شعبهم و تراثه و ثقافته،!
يفترض بالمرء ، إمأ أن ينكفئ على نفسه ، و يزدرد او يبتلع شعوره بضعفه واستلابه ، و يتستر على نفسه...
و إما أن يرتقي بنفسه، و ينغمس في قضايا مجتمعه عن وعي وارادة ... وفي حدود ظروفه و قدراته ...!
لنتحرر من مهاترات تنبئ عن مدى سخف واسفاف بعضهم
وفي مختلف الانشطة والميادين: الاجتماعية والسياسية ، و الثقافية بشكل عام.
الحياة و ما فيها مسؤولية.! 

************************

محاولة ابداء رأي حول أي شيء في صيغة مسؤولة ،
قد تكون مساهمة ايجابية.لكن رصد كل كلمة او حركة او ... من هذه الشخصية أو تلك، هذه الجماعة أو تلك، والتفاعل معها بطريقة سلبية خارجة عن منهج تفاعل منضبط، ذي طابع عام.
يبدو انه ظاهرة ،لا تزال تنبىء عن روح فردية متعثرة ،
لم ترتق الى مستوى الشعور بالمسؤولية . و تقدير حقوق الآخرين ، و منهم المختلفون.! 

*****************

عادة يعرض المرء ما لديه من افكار و قناعات و معتقد ...الخ، و يدع للآخرين أن يتفاعلوا معها بحرية. ثم يتخذوا موقفهم نحوها.
كثيرون جدا- لئلا نقول اغلبهم- يتبعون منهجا فيه الغاء لما لدى الآخرين المختلفين ، و يصفونهم بالغباء و مختلف الأوصاف البذيئة تحت عنوان تسامح و ووعي و سلام...الخ.
و اكثر من هذا فان بعضهم يتناول التاريخ باسلوب نفسي( ذاتي) و حسب ما يلائم رغبته. ويرتب الحياة منذ القديم كما يرغب ، دون مراعاة لمسيرة البشر - وما فيها من تغيرات في جميع نواحي الحياة-.
يرى نفسه اذكى، و انقى و...
و هو الوحيد على الصواب ... ،
ثم يتهم الآخربن بالغباء والحقد و الظلم و ...كل ما يدور في قريحته،
و يصف نفسه بانه ذكي واعي ومتسامح و مسالم ...الخ. في ثقافته و عقيدته و قناعاته...
هل هذه من خصائص عقل متوازن؟! 

*****************************

من المؤكد ، أن الاهتمام ، سلوك ينبئ عن جديةالانسان في التعامل مع ما يهتم به.
و الاهتمام بقضايا تهم الشعوب ،لاسيما قضايا ذات علاقة بمصائرها، مؤشر حيوي ، و مؤثر على :
تفكير ، وأداء ، و صياغة رؤى توفر مسارا افضل للجهود.
في حياة الكورد ، يبدو ان الاهتمام فعال بقضاياهم المصيرية ، من خلال متابعة انشطة مختلفة وقائمين بها ، و نقدها ، او اقتراح افكار بشأنها...الخ ، و هذه علامة خير، و تنتعش لها الآمال المرجوة.
اما السلبي في الموضوع ، فهو ان هذا الاهتمام و المتابعة و...
لا يبدو أنه ارتقى إلى مداه الذي يستحقه-كما يبدو-.
فالشكلانية غالبة على الجوهر .
و لا تزال انشطة و ممارسات متأثرة بالنفس و قوى تلقائية فيها (أهواء ، ميول، رغبات ، استجابة لهوى مصالح خاصة(جزئية) على حساب مصلحة عامة و جوهرية ... ) ،
مما يضعف دور تفكير غني ورصين ...تحتاجها جهود تحقيق قضايا جوهرية و مصيرية .
فيفتح ذلك ، ثغرة يتسلل منها عابثون او متلاعبون أو مستغلون ...الخ.
وإن القضايا المصيرية، تحتاج مستوى افضل من الاداء النظري والعملي.
فهل نأمل ممن يديرون هذه الانشطة والفعاليات ذلك.؟!. 

*************************


تصفحت اعدادا مختلفة من جرائد و مجلات مختلفة ، كوردية و عربية ... إضافة إلى صحافة الكترونية... فبدا لي أن لا توجد معايير ثقافية تصلح للمفاضلة بين انشطة و نتاجات ثقافبة ( علمية فكرية ، ادبية ، فنية... الخ.). بصورة دقيقة و تقييم نموذجي.
بل وجدت ان خلفية سياسية ترتبها ، في مظهر واضح ، أو في انشطة خافية أو غامضة كالمال و اسلوب استثماره. مما جعل الفن ، مقدما باسم الثقافة.
و يمكن متابعة هذه العناوين في مختلف المواقع ، التلفزيونبة خاصة لملاحظة ان الثقافة عنوان والفنون مضمون. لماذا؟
ببساطة ، لتمرير مشاريع وافكار و ايحاؤات وايماءات واغراءات ...جمبعا يخدم توجها معينا يبدو انه يمثل جهة ما ، غايتها تمييع الحالة الثقافية في المجتمعات محليا وعالميا ،
بغية تمرير سياسات خاصة لها غايات خاصة. و منها الجنس و اباحته في اغراء مؤثر. ونحن نقرأ و نسمع ذلك في الوسط المسمى وسطا فنيا ، و نشاهد الافلام والمسلسلات و اليوتيوب ...الخ. و بات الجنس والمخدرات و ما لانعلم عنه...مادة جوهربة في الاستخبارات والعمل الاستخباري . و يجند.له من يوصفون بمثقفين . امس يطرح احدهم.بمرتبة دكتور فكرة " زواج التجربة"
على قناة سكاي نبوز عربية ...
و الناس اكثرهم ساهون لاهون ...
منهم من ينتفع من ذلك، لا سيما سياسيون في قيادات احزاب ام في سلطات ... غلبتهم انانية اكاد أقول مَرَضية.
و منهم من لا ينتبه. و منهم من قد ينتبه لكنه لا يملك خيارات مؤثرة متاحة ، و منهم و منهم...الخ.
كماقال العقاد في مقدمته لكتاب ( بروتوكولات حكماء صهيون ) ما معناه:
لا يمكن لسياسات تحاول الاستحواذ على العالم ان تنجح، لكنها ستشوش على الثقافة و الممارسة في الواقع الى حد كبير .
عندما تغيب المعايير ، تختلط المفاهيم ،
و تصبح الفوضى غالبة.
في هذه الحالة ،
الاكثر تنظيما ، و قدرات هو الذي يبقى فاعلَا بل فعّالَا. 

*************************


قول مأثور:
ان كان لك الف صديق فهو قليل ، و إن كان لك عدو واحد فهو كثير.
الصداقة معنى ايجابي ، و في حال اذا كان الاصدقاء طيبون زادوك طيّبا و طِيبا. وقد شبّه الرسول (ص) الصديق الطيب ببائع المسك، ان لم نستفد منه شيئا نشمّ عنده رائحة زكيّة.
و يقول إن صديق السوء أشبه بنافخ الكير ان لم يؤذ مباشرة ، نشتم رائحة خبث الحديد ، او تنالنا شرارة تحرق بعضنا.
على الفيسبوك ، قد يختلف التأثير باعتبارها غير مباشرة. لكنها على صعيد فكري و نفسي تترك اثرا يريح النفس او يشعر باثر، لا ادري كيف اصفه بالضبط، دعنا نصفه بخيبة أمل.
١- يطلب صداقة ، لا صورة له، و لا معلومات عنه ، ولا منشورات تنبئ عن اسلوبه ...الخ. و يطلب صداقة .!
٢- تطلب (او يطلب صداقة) ثم تسالك : عرفني بحالك. من أنت؟.
واسئلة أخرى ، لا تنتمي الى عالم اهتمامك في شيء.!
٣- خجلا - وبعد تأخير- قد تقبل صداقته.
و لا تعود تحس له اثرا.
لماذا -أذن طلبت الصداقة-؟.
تربد ان تلعب دورا تجسسيا فحسب مثلا؟،
أو تريد شيئا آخر،
ما ننشره ، ننشره على الملأ ، و يمثل رأينا و قناعتنا ، و لا نخفيه .
هكذا قلت في فرع فلسطين.
لولا الخجل لحذفت مجموعة محسوبين أصدقاء و لا ادري ان كانوا لا يزالون او انسحبوا ...فلو علمت انهم يتابعون ولا يشاركون . ما همني.
الذي يهمني ان ادري انهم اصدقاء متابعون ولا باس.بعدم تفاعل بالافكار ، فقد لايستطيعون ، او لا يريدون ، او...لا باس. المهم اعرف انهم موجودون و يتابعون بعض ما اكتب فحسب ، اي انهم يمارسون الغرض من طلب الصداقة .،!
بين الفترة والاخرى اكرر هذه الملاحظات وانا اشعر بخجل نسبيا ، لكنني اضطر اليها.
و ليعلم الذي يقدم طلب صداقة و لا البيه انه السبب في ذلك.
باختصار، كيف تقبل صديقا لا تعرف عنه شيئا. ويصبح عبئا ربما في منهج بتبعه فب النغاعل ، او عدم احساسك بوجوده صديقا.
انا لست مهتما بالعدد ،
انما اهتم للتفاعل الثقافي لعلنا نستفيد من بعض وعيا و إمتاعا من خلال تبادل افكار و معلومات و ادب وشعر وفن راق. 

***********************

في قضايا فكرية ( سياسية واجتماعية... ) نحتاج موضوعية.
في قضايا أدبية ( نصوص نثرية و شعر ...) نحتاج خيالا خصبا يعيننا على الابداع في الصور ، و انتقاء كلمات ذات ايحاءات و ايماءات و غموض - كما يقول مالارمي الفرنسي-و لها جرس موسيقي و...
تتكامل لتعطي مشهدا فيه الجمال والجاذببة...
و لا يتم هذا، الا بقوة ذاتية سليقية و غنية بمعطبات.
بعضهم :
يكون ذاتيا في قضايا فكرية تستوجب موضوعية .
و يكون مباشرا في قضايا الادب التي تستوجب قوة خيال و حسن توظيف بمهارة ذاتية.! 

************************

منهج يتبعه في التعبير عن الافكار ، والانتقاد ، و التمجيد و... ( منهج الحوار المفترض)
هو منهج كأنه صِيغ ، ليضع الأطراف في حالة مرتبكة ، تضطرّها إلى الدفاع أو الهجوم...
وهذا ليس منهجا صالحا لحوار منتج.
يبدو لي ان هذا المنهح صناعة حزبية مقصودة ، و قد انتشرت و ترسخت في ثقافة المجتمع .
و قد يكون أوحى به من لهم تاثير عليهم في صورة ما، او نتبجة سلوك خاطئ في التفاعل الحواري.!

تصحيح منهج التفاعل ، و تحديد أسلوب اتّباعه بوضوح ... قد يكون المنطلق الصائب لحوار نافع و منتج.!

***********************

سؤال مشروع:
إلى أي حدّ، يملك أحدنا ، حريته في التعبير - سواء في تحررنا من ضغوطات خارجية ، ام ارتهاننا للنفس و أهوائها-( الحربة النفسية).!
أي :
هل ما نعبر عنه هي أفكارنا نحن ، أم هي أفكار متسللة من بعضهم الينا ، أو موحى بها من بعضهم، بطريقة ما...
وبالتالي ، فنحن نمرّر أفكار آخرين ( بغض النظر عن: مَن هم ، و كيف؟.).
أو :
هل نحن نمثّل ذواتنا فعلا ،
أم نحن ممرّ لافكار آخرين.
- و من الاساليب ما يعرف بغسيل الدماغ( اقناعنا بما يرغبه من افكار وسلوكيات تترتب عليها)
و يحدث أكثره في مؤسسات ذات طبيعة استخباراتية ، وخلفيات ايديولوجية.
و إذا كنا نتحمل مسؤولية، ما يصدر عنا ، فكيف نرضى أن نتحمّل نتائج ما يُفرض علينا بصورة مباشرة أو غير مباشرة؟.
و في هذه الحال:
ما هي القيمة الانسانية التي نتمتع بها ؟.
هل نحن أحرار ، ام عبيد في الواقع؟. 

*****************************

الأسلوب المتبع في الثقافة ( التفكير) الحزبية الكوردية هو:
متابعة نهج ايديولوجي ماركسي ، فشل واقعيا في العالم و تمخضت عن ممارسته كوارث على صعيد الطبيعة ، والبشر .
ولا نقلل من شأن ما فيها من أفكار قابلة للتطوير في ظروف ديموقراطية .،! 

********************

طيلة سنوات تفاعلي مع الاطراف المختلفة ، لم ألحظ احدا - فردا او مجموعة- تناول طرفا ينتمي اليه بنقد واضح:
لموقف، أو لسلوك ، لفكرة في ثقافته...الخ.
دوما ، هم على حق ، و دوما ، هم الافضل اتجاها و سلوكا...الخ.
فما بالك بمراجعة للذات كافراد او مجموعات...!
و دوما ، الشخصنة أهم من المنظومة الفكرية ( او أفكار النهج الذي يتبعونه).
يبدو لي نحن شعب لا نزال نعيش طفولة فكرية، أو فكرا سياسيا ينقصه نضج ، ولا نزال بعيدين عن قراءة الواقع بوعي مُدرِك ، و فِعلٍ فاعلٍ منتجٍ ...! 

********************

استثمار اشكالي لظاهرة الموت بأشكاله المختلفة ، سياسيا
لدى كورد( أو الكورد).
صفحات فيسبوك ،أصحابها و روّادها ... كورد..
ملأى بصور أموات ، منهم جُدد ، و منهم من مات منذ سنوات... و تتجدّد ذكراهم ، و منهم ،سياسيون ( حزبيون).
نشر صور أموات بغزارة ، و في اوضاع شتى(بوزات) ،
و عبارات لا تراعي حقائق وواقع.
بل تهدف- كما يبدو- لتمرير رغبات و أهواء و مشاعر و ...
لا جدوى واقعيّ لها ، فيما يخص تدوين تاريخ رصين ،
و لا تخدم القضية العامة ، التي يتلهف لها الشعب.
بل تبدو صورة اخرى من صور تخدير الوعي ، وممارسة خلافات و تنافس فيها ، في صورة مختلفة.
مع شيء من اعلان، تأييد لا يُرتّب مسؤولية ، ولا استعدادا واقعيا لتضحية من أجل قضية يتحدد في نجاحها او فشلها مصلحة الامة.
الغريب ان من بين من يمارس هذا السلوك من هم ذو حضور في الثقافة، و السياسة... يفترض انهم يتمتعون بالجدية ، و يعملون ،لأهداف سامية و نبيلة .!
رحم الله الموتى ، و ألهمَ الاحياءَ ، صحوة و هدى. ! 

************************

الا يهدد الكورونا و غيره..
نموذج الاقتصاد في الثقافة الغربية ( العالمية) لاسيما ما يتعلق بالمطاعم و أماكن اللهو و...
و يقتضي البحث في نموذج جديد
و منه نموذج اقتصاد.اسري فيما يخص الغذاء خاصة.!
و الاعلام ،
الا يفترض ايجاد.نظام اكثر و اقعبة و مصداقية ... يحرره من نوازع خاصة ذات طبيعة تضليلية و عدوانبة...؟.
العالم يبدو كأنه يواجه تحديات تفوق طبيعة نظم سائدة. 

**********************

من أخطاء تنمو مثل طُفيْليات على هامش ممارسة ديموقراطية، أنّ بعضهم يَفرض عليك أن تُفكّر مثله - باسم القومية او الدين او اتجاه سياسي / حزبي...الخ-.
و يطلبُ منك - مباشرة ، أو بصورة غير مباشرة- أنْ تُعبّر عن موقف، كما يراه هو ..
و إلاّ، فأنت كذا و كذا... ( و يَصفُك بما تجودُ به قريحته...).! 

******************

قضايا الدين بدأت، كإشكاليات مختلف عليها بين الناس ، و تحولت الاختلافات الى خلافات، و من ثم صراعات و حروب ،اختلطت فيها قضايا الدين مع قضايا اجتماعية و سياسية ...الخ، ولم تجد حلا نهائيا يجمع بين البشر. و لن تجد أبدا.!
ومن الغريب ان البعض - و من بينهم مستويات متفاوتة من التحصيل والوعي و...- لا يزالون يتصرفون مع القضية بطريقة تفتقر الى ادراك ناضج .
فقد يلغون ملايين و مليارات البشر ، وخلال قرون بجرّة قلم ، و هم، كالأطفال ، يظنون انهم قد ألغوا شيئا خاطئا من خارطة التاريخ و الواقع. بإبدائهم رأيا ، أو وجهة نظر يظنونها قانونا .
أو ينزلقون الى مستوى يفتقر الى تهذيب في التعامل مع اختلافات الآخرين عنهم، و لغة التعبير عنها: سواء في السياسة او في الدين او في اي قضية بشرية...
بل قد يبلغ الامر ببعضهم إلى أن يمارسوا وصاية ثقافية أيديولوجية (فكرية) ثبت فشلها تاريخيا وواقعيا،على الآخرين.
ويطلبون منهم أن يفكروا على طريقتهم ، ويعتقدوا ما هم عليه من اعتقاد ، سواء أكان دينبا ام سياسيا ام ...الخ.
و الأغرب، تشدقهم بديموقراطية يتحدثون عنها متبجحين.!
هذا النموذج ، يبدو عليه أنه أسير أهوائه،يدفعه اليها غرور يغيِّب عن إدراكه الغَلَط الفاحش الذي يعيش فيه.
قل - أيها الإنسان- كل ما تريده و ترغب فيه، باعتبارها افكارا تقنعك ، و دع الناس يقرّرون إذا كانوا يقتنعون بها أو يرفضونها.
واقرأ ما يعرضه آخرون، فان اقتنعت به فخذه، و إن لم تقتنع به فدعه في موضعه.
هذا هو التفاعل بين الناس من خلال الافكار المعروضة.
و حاول ان تأخذ ما تراه مفيدا ، و دع ما لا ترى فائدة فيه.
"فما الآخرون فحمة ولا أنت فرقد"
و كما يقول الشاعر المهجري ، و أظنه إيليا أبو ماضي:
" أخي لا تشح بوجهك عني = فما انا فحمة ولا انت فرقد"
" كلانا من الثرى واليه = فلماذا يا أخي هذا التيه و الصّدّ".!
و هنا، لا بد من الاشارة الى ما أحدثه الرئيس ماكرون من ضجة إعلامية و ردود أفعال تجاهها.
لاشك ،إنه كان مبالغا في اسلوبه في توصيف الإسلام ، استنادا إل. موقف يخصه، و إنما اتخذ مقتل الاستاذ - و هو مرفوض بلا ادنى شك- فرصة للتعبير عن موقفه. ويبدو انه يتفاعل مع اتجاه يتبنى هذه الرؤية.
ولا يليق اسلوبه هذا برئيس وطن يعتبر العالم مَدينا لكثير من قيَم ثورته.
ولا كانت ردود الفعل -في كثير من الحالات -، تردُّ على الموقف بقدْر ما كانت تستغلّ الحدثَ لغاية مختلفة، و قد تكون خاصة.!
و ربما ردود افعال بعضهم ممن يخلط بين مفاهيم ومواقف و...، و يستثمر الأحداث للتعبير عن ضحالة ثقافته و مواقفه ،
أو ربما عن انفعالات مغلوطة، منها الاحقاد لاسباب تختلف، لكنها تصبّ في مجرى واحد هو ، خلل في الحالة الثقافية - بغض النظر عن الاسباب-.
بالطبع، لا نطمح لأن يكون البشر جمعا في مستوى واحد من الفهم و التعبير و المواقف ...
لكن المأمول ان العقلاء فيهم يوازنون الامور بحكمة .
و فيما يخص الدين ،هو ليس اعتقادا ايمانيا غيبيا فقط.
إنه تاريخ و تراث و ثقافة و اسلوب و نظام حياة اجتماعية و مشاعر و...الخ.
فمن يراه سياسة فقط ، فليعزل العناصر الاخرى عنها. لئلا يقع في فهم خاطئ وحكم اشد خطأ.! 

************************

مما لاحظته تاريخيا و واقعا حاضرا:
أن الثقافة بمعناها المتكامل ، و الذي يُختزل في : المعرفة و العلم بالمعنى العام ، و تمثّله في السلوك( تشرّبه).
لا يمكنها أن تتطابق مع السياسة و منهجها الذي يسمونه بالواقعي، ابدا.
ما يبدو أنه ممكن هو :
إن نظاما ديموقراطيا ،( يعني حق الجميع في حرية التفكير و التعبير على ضوء قانون خبير).
يمكنه ان يوفر ظروف تفاعل مرن و قابل لتعايش نسبي .
و قد تزداد هذه الامكانية إذا كان السياسيون مثقفين او مهتمين بها.
للاسف هذه المعادلة في شعوب متخلفة - و الكورد منها- شديدة الاشكالية.! 

***********************

من المحزن أن يسود منهج حوار هنا بين كورد ، تقود نزعاتٌ نفسية أفكارَ الحوار (او الجدال) منها :
- أحيانا روح معاكسة الجهة المقابلة ، لمجرد التعبير عن ذات ( مأزومة).
- أحيانا ، تحت تأثير افكار فيها احتمالات متوهمة ، ذات طبيعة مصلحية خاصة.
- احيانا لأن احد اطراف الحوار ينتمي لحزب او لقناعة مختلفة..
- أحيانا ، تشتيت افكار الحوار ، في اتجاهات ليست من صلب الحوار( تمييع مقصود أو عن جهالة).
' أحيانا ... و أحيانا...الخ.
باختصار ، سيكولوجية ملتبسة ، تقود حركة التفكير لديها، غالبا ما.!
و المشكلة أن هذه الحالة السيكولوجية الملتبسة ، مغرورة ، و معاندة و جاهلة .. . تستمد معنوياتها من شيء غلط،
كانتماء لحزب يستقوي به، او عشيرة يراها سندا،أو حالة ملتبسة توصف ثقافية ، أو شعور بانتماء الى عائلة غنية، او كانت اقطاعية، او ما شابه...
وهي جمبعا عوامل خارجة عن مقوّمات نضج الشخصية،ويعطي شعورا باستقلالية تفكير و تعبير و مواقف... ، و قدرات كفوءة ...!
وفي معظم الاحوال تغيب روح الجماعة ( القومبة).
مع أن نبرة الافكار ، ذات طبيعة سياسية
نتساءل :
ماذا يريد هؤلاء؟
و هل لديهم دراية و شعور بالمسؤولية بشكل عام ، و المسؤولية تجاه المواقف السياسية بشكل خاص؟!. 

**********************

أهم ما يُفهم من معنى " ميليشيا او ميليشياوي" هو سلوك فوضوي ، و عدم الانضباط بقواعد.
ألا يشبه أسلوب تعبير كثير هنا - من هذه الجهة أو تلك- باسلوب ميليشوي، لا ضابط فيه في إخراج أفكارهم الممزوجة بأحوال نفسية انفعالية ، و حالة ثقافية مرتبكة.
فكأن كل واحد من هؤلاء ، هو الحاكم ، و المختلفون محكومون لديه!.
مؤسف أن كثيرا من الكورد، ينتمون الى هذه الحالة في اسلوبهم في التعبير . 

********************

عناصر ثقافية و تربوية و ... متعددة في تركيبة الشخصية و ثقافتها..
تجعل الناس - أفرادا و جماعات...- متفاوتين في مستوى الفهم ، والاحساس بالمعاني ، والتفاعل مع الاحداث و...
و يفترض بالإنسان ، فهم هذه الحقيقة ، و تفهّمها ، و التعامل مع الواقع من منطلق هذا الفهم .
و لعل كثيرا من مشكلات البشر ، ناتجة عن سوء فهم هذه الحقيقة ، و من ثم ، محاولة فرض (تطبيق) تصوّرات ذاتية،
و أحيانا بأسلوب عنيف ، يلازم مثل هذه التصورات غالبا .
فينحدر الانسان من مستوى عقلي واع وشعور بالمسؤولية...
إلى مستوى تحكمه النفس فيه، و تصبح اهواء ورغبات متحكّمة في دوافعه و ممارساته.! 

************************

صلة افكار و ممارسات و...، بالسياسة ،
لا ينبغي ان تجعلنا نتوه ، و نخطئ في تحديد البوصلة و الحكم...( ربما يفعله سلوك نفسي ، منه انفعالات و ردود افعال و رؤى مسبقة و...).
من المفهوم ان المعتقدات لها حساسيتها .
مناقشة ما فيها بوسائل بحث علمية ، تدخل في إطار البحث و لا ينبغي النظر اليها بسوء( هو ناتج بحث و اجتهاد) ما دامت اللغة رصينة غايتها البحث فحسب.حتى إن كانت الخلاصات لا تقنعنا ، او لا تروق لنا،
أما استغلال سياسي لعقائد و قناعات ذات صلة بالايمان ، فإنه نهج قد يكون فيه تجاوز ، ويولّد مشكلات( لذا فالحذر مهم هنا).
(تصريحات الرئيس ماكرون نموذجا). و هنا اشكالية في الثقافة و المعايير ، و يُفترض التّنبّه إليها.
في الغرب يتجاوزون على المسيح (ص) لكنهم لا يقتربون من ما يسمى " معاداة السامية".
و هنا خلط بين الثقافة و السياسة .
و دعونا نتذكر ان موقف الغرب المسيحي و العلماني ... ليس ودِّيا نحو الاسلام ، و لا نحو الثقافة والشعوب في الشرق عموما ، و التاريخ يفصح عن ذلك قديما و حديثا.!
بغض النظر عن ممارسات جماعات او أفراد متشددين ، من ذوي هوى سياسي( أحزاب دينية ، او ممن وُظّف ليتصرف باسم الاسلام تصرفا لا ينسجم مع الاسلام في منظومته الثقافية النظرية ، على الاقل) و قد أنكر معظم العلماء المعتبرين ، مثل هذه التصرفات .!
حماسة شرقيين - و منهم من ذوي اصول كوردية- في الهجوم على الاسلام ، بالخلط بين اتجاهات سياسية ، و بين منظومة ثقافية لهاصلة بالعقيدة والعبادات وعادات و...الخ. و دون التزام بضوابط البحث ، و مصادر معلومات يسوقونها وفق اهوائهم..
هذه الحماسة تبدو ذات غايات ملتبسة ، منها التّودّد الى الغرب لأغراض خاصة ، ومنها رد فعل على تجارب فردية و تعميمها ،
و منها حكم على الإسلام من خلال سلوك شخصيات و جماعات معينة ... و هذه جميعا لا ينتمي الى منهج بحث واطلاع علمي.!
و قد تكون هنا المشكلة.!
موقفي الشخصي:
سلبي من شخصيات و مجموعات تعلن تديّنها ، و لا تبنيه على وعي و مصداقية، بل تستثمرها لمصالح ذات طبيعة خاصة .
و لي تجربة كشفت ممارسات و مواقف سلبية تسيء الى فهم الآخرين ، و بعض المتدينين ايضا لجوهر الدين.
و في اقل تقدير ، أن لا يعلن ما هو خلاف حقيقته، بل يستر نفسه " اذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا" الحديث.
لكن هذا لا يعني أن أتلقى ثقافتي من ظروف اشكالية ، و التزم بنتائج اخطاء في ذلك.
ولا يعني أن اتخلى عن تراث اجتماعي مجبول تاريخا بثقافة ، الإسلام جوهر فيه .
يطيب لي غربلة التراث ، وفقا لمعايير تحدّد ، ثم تُتّبع على ضوء مصالح الأمّة بشقيها :
- أمّة جامعة للاختلافات الاثنية و العرقية ... في اطار عام مرن تكون مساحة حرية الاجتهاد و الاختلاف فيه و اسعة. و بعيدة عن روح الوصاية و احكام متشددة ، ذات انفاس خاصة.
- أمة أنتمي اليها ، لها خصائصها التي تميزها كخصوصية اجتماعية و سياسية و ثقافية لا تتناقض مع تاريخها ، (و تراثها فيه).
القضية برمّتها ، تحتاج تأمّلا و بحثا و استخلاصات... من خلال اتباع منهج علمي، و فعالية عقلية و منطقية.
الحياة، و المواقف فيها مسؤولية.! 

**********************************

سيكولوجة كورد:
ينبض في أعماقهم شعور بضعف حيال ألآخرين ، حيثما حلوا و رحلوا...
في نبرة تعبيرهم ، استرضاء للغير على حساب بني قومهم ،
و يلتمسون ( من حيث يدرون او لا يدرون) نواقص فيهم ، ليستندوا اليها في استرضاء ألآخرين ، لا سيما إذا كانوا غربيين.!
كأنها ، أنانية تعاني من سوء توازن، محوره (" أنا" نية).
يجاهدون في محاربة قيمهم التراثية / التاريخية - دون بحث و تمييز ...- ليظهروا بمظهر المستغربين.! 

***********************

من لا يحترم حق الأخر فيما يقتنع به ويعتقده ، وتعبيرسلمي عنه. ...، كيف يمكن وصفه بأنه يتمتع بوعي و استقلالية عن اهواء النفس ...و هل يمتلك رؤية ثقافية واضحة ، أساسها تفكير فعال ومتوازن ؟!.
أما الذي يخلط بين افكار ، و لا يميّز بين تنوّعها ، ولا يدرك طبيعة العلاقة بينها ، فهو إنسان ذو فهم إشكالي ، و تعبير متعثر، و متجاوز لقواعد انضباط مسؤول.! 

***********************

فهم مُلتبس:
عندما تغيب منهجية تعتمد معايير واضحة( تعريفات ، مصطلحات ...) للفصل بين المفاهيم ( و معان تدل عليها)...
هذا الغياب يجعل الفهم ملتبسا..
و يجرّد الأحكام من أسس و مقوّمات تجعلها صحيحة ، و ذات قيمة و دور .!
غريب،ان كثيرا ممّن يزعمون اتّباعهم نهجا علمانياوديموقراطيا، ليسوا أفضلَ حالاً من متشدّدين دينيا وايديولوجا عموما، في شعوب العالم الثالث ، و مهاجرين او مُهجّرين الى الغرب ذي الثقافة الديموقراطية.
إذن ، القضية تكمن ، في طبيعة تكوين الشخصية و ثقافتها( و منها حالة التربية و قيمها )،! 

************************

عندما يسرد حدث بلغة ادبية، فإن الخيال يصبح جزءا منه ، و يبعده عن لغة عقلية صارمة ، تهتم بالحقيقة و عرضها بموضوعية. ليبقى السرد جاذبا ،
احيانا تموج في الخاطر نبضات تحرك الرغبة نحو فسحة تتحرر من انضباط جد عقلي، و تدغدغ مشاعر ، و ميولا نحو الدعابة.
ذات يوم سرد المرحوم طاهر حاج رمضان حكاية- و كان ذا نكتة- أضحكت الحضور جميعا، قال:
التقيت أحد الكواجر- كوجري- فسلم وقال:
Male Bihno li kùderiye?
اين دار بهنو ( بهنان) ؟
قلت أيهم ، فهناك اكثر من واحد يحمل هذا الاسم؟
قال: الذي أغنامه مع أغنامي...!
فقلت- القول لطاهر- : و هل أعرفك ، و من اين لي ان اعرف ان احدهم اسمه بهنو ،اغنامه مع أغنامك؟!
اما ما سأسرده فهو كما حدث تماما.
خرجت من غرفة تناولت الغداء فيها ، بالمناسبة كان الغداء سبانخ و برغل ، الى جانبه لبن و خضرة ( فليفلة ، فجل ، بندورة)
فمنذ ظهور الكورونا ، نتناول الخضرة بكثرة، مع إنني دوما أتناولها ، ربما لوحدي، فالأخرون مُقلّون في تناوله ، لا يشتهونه،
لمحت شخصا( امرأة ) تخرج من صالون الدار.
و كانت مسرعة تتجه نحو الباب الخارجي.
تتبعتها مسرعا لأعرفها ، فأحست ، و التفتت نحوي ، و عادت و اتجهت نحو البلكونة ، قائلة :
عرفتكم تتناولون الغداء فلم ارغب في ازعاجكم ، و ضعت حاجة هنا تحت كنباية في البلكونة ، و أخرجت كيسا اسود، قالت ان فيه ثياب، وضعته هنا لاعود من مشواري فآخذه( و تمتمت ام العيال قائلة : و كيف عَرِفت أننا نتغدى؟!).
فزادت في وتيرة الشك.
كانت تضع كمامة لا يبدو من وجهها ما يعين على معرفتها.
في تلك اللحظة ، وصلت ابنتي الصغرى ، و قالت:
كان يمكنك دق الجرس و إخبارنا برغبتك، لكن طريقتك مريبة.
قالت : انا اعرف الاستاذ و كنت طالبة ، و درسني، و اعرف والدتك.
طبعا ، لا أزالت الكمامة عن وجهها ، و لا ذكرت اسمها.!
فكان موقفا مريبا على الرغم من انه قد يكون بريئا.
و لا زلنا نتساءل:
ترى هل هو تصرف بريء ، أم غبي ؟ ام غير ذلك؟!.
التفت الى اهلي ، بعد ذهابها، و قلت:
هكذا هو سوء التفكير و التصرف ، و يقع فيه من لا يفكر بتأنّ فقد تكون المرأة بريئة ، و تصرفت بحسب نمط بريء من التفكير ، لكنها اورثت شكوكا ، و أقلقت أيضا.! 

**************************

قوة فكر المرء هي في كونه ينبع من عمق القناعة( و القناعة تُبنى على المعرفة).
و عند التثبت من القناعة ، قد تصبح عقيدة(اعتقاد)، لا سيما فيما يتصل بالدين.
المشكلة في الجهالة (جهلاء)، لا تستطيع تكوين قناعات ، لافتقارها إلى آلية تفكير متوازنة. لذا فهي لا تطرح مادة ذات قيمة لديها ( الجهالة ، خواء عادة)، بل تتلمس ما تظنه نقصا او ثغرة هنا او هناك ...فتتخذها مادة لأفكار جوفاء لا مضمون عميق لها ، و إنما هي انفعالات تتوهمها أفكارا، هي غالبا ما، سلبية.
و هنا مشكلة عدم تبلور منظومة فكرية( ثقافية) تمثل رؤية متكاملة نسبيا، نتيجة معرفة متكاملة نسبيا( انحدار الى الغرق في جزئيات تشتت و لا توفر رؤية أو حكما متكاملا).
لذا يوصف النموذج الذي تنطبق عليهم هذه الحالة بذوي التفكير الناقص( او النصف).فهم دوما في حالة معرفية ناقصة مترجرجة ، يميلون الى الجانب السلبي في محاولة معرفة الاشياء( الافكار) او التعبير عنها .
للاسف هذه الظاهرة تبدو ذات حضور ( و أكاد أقول :ذات رسوخ) لدى كورد.!
ينطبق عليهم مثل كوردي يقول:
Nìv textora can bi derda , nìv alima dìn berda
انصاف الاطباء أمرضوا الجسد ، أنصاف العلماء أهدروا الدين .! 

**************



تم عمل هذا الموقع بواسطة