نزوعٌ سياسي بنكهة ("أنا"نية) يرتكز الى حالة ثقافية غلبت فيها قوة نفسية على حساب القوة العقلية ( التفكير)، ونظرة استشرافية " بعد نظر"، يظهر في كثير مما ينشر - هنا خاصة-.
هذا النزوع الاناني ، يؤدي إلى حالة ثقافية ، لا تخلو من خلل وينعكس سلبا، على الفهم ، وعلى بَلْورة وصياغة رؤية محدّدة واضحة. أتحدث هنا بشكل عام حول منهجية تفكير ، وتفاعل مع اطروحات (أفكار). و لتقريب مضمون الحديث الى ذهن من يجد مشقة في فهمه نأخذ مثالا: يتكرر مفهوم " تهميش" على لسان مهتمين بقضايا السياسة كورديا. و يقصدون منهجا يتبعه مُهَيْمنون على ادارة السياسة في أحزاب أو سلطات...،يهدف لإقصاء ، وإهمال قوى فاعلة ثقافيا من الساحة السياسية ، لِيخْلو لهم الجوّ في ممارسة ما هم عليه. وهي ممارسة لا ترضي الشعب في كثير منها. ويتبادر سؤال الى الذهن : لماذا؟! أليس الأجدى أن تُستثمر كلّ الطاقات لمصلحة الجميع؟. منطقيا ، و أخلاقيا ،يكون الجواب : بلى.. فهل يحدث هذا واقعيا ، وعلى الارض؟. الجواب: لا. مرة أخرى : لماذا؟ ببساطة الجواب يتلخص في: إنّ الذين هيمنوا على ادارة السياسة ، لم يصلوا لمواقعهم عبر آليات طبيعية ، ومعايير المصلحة القومية / الوطنية. ولا يتمتع كثير منهم بكفاءة ادارية ، وإخلاص للقضية يتطلّبها الموقع الذي تبوّوه بطرق ملتبسة. هذا يلائم مصالح اعداء القضية. فيسهّلون لهم اتباع كل ما من شأنه إضعاف الذين يخدمون القضية بإخلاص وكفاءة. بشكل مباشر أو غير مباشر.
في ظروف كهذه، يتجه الاهتمام عادة الى الاسهام في تأسيس بيئة ثقافية ذات طبيعة ديموقراطية ، حرة . يمكن للفعالية الثقافية ، (والمتميزين) فيها- إضافة للفعالية الشعبية اجمالا- أن يتفاعلوا ، و يُعينوا على جلاء المعاني والمفاهيم والأفكار عموما ... وتنسيقها كمخاض لهذه الفاعليات ، ووضعها في منظومة توفر إطارا لفاعلية متقاطعة ، ومتكاملة ضمن توجه مشترك للجميع.! فهل نأمل في امر كهذا، لا سيما ان الحوار الكوردي - الكوردي قد بدأ ، ويؤشر لخطوات أكثر جدية ، واوسع على مستوى سوريا كلها.!
********************
انفصام في الشخصية او اختصارا: "الفصام". مفهوم يشير الى شخصية ، تتناقض الممارسة. في سلوكه. فهو يتحدث عن السلام ، و في سلوكه عنف. ويتحدث عن الانسانية ، وهو ذو نزوع عدواني، يتحدث عن الديموقراطية والحرية ، وهو ذو نزوع استبدادي . يتبع سلوكا ايجابيا ظاهريا مثلا، لكن نوازعه ودوافعه مختلفة، وتختلف المعايير لديه . فهو يرى المقتول الذي مارس الظلم شهيدا ، والمقتول الذي يدافع عن حقوقه يصفه باوصاف شنيعة . وهكذا، فلا معايير مفهومة ينضبط بها .. احيانا قد يكون نتيجة حالة نفسية غير متوازنة في نموها ، وأحيانا نتيجة تربية ورّثته رؤيةٌ مشوّهة قد لا ينتبه اليها ، أو يستسيغها لضعف في قوة التمييز لديه ، او لغلبة نفس وهواها، وضعف ارادة لم ينمّها...الخ. وربما البيئة الحياتية و ثقافة سائدة فيها ، أو ظروف سلبية ذات فعالية واثر عليها... الحياة معقدة ، وفيها مشقة ، وقليل ما هم فيها راشدون.! ودوما نذكّر بان البشر خطاؤون ، وخيرهم التوابون.!( مضمون حديث شريف).
**********************************
اهتم الغرب بالفلسفة فَنَما لديهم التفكير والتأمل ومن ثم أبدعوا في كل ميدان علمي. اهتم العرب وغيرهم ، بالشعر ، فنما لديهم خيال نظري ، و ابتعدوا عن التفكير والتامل و الفلسفة والابداع العلمي... وظلوا حتى اللحظة يعيشون مع أخيلتهم المحلّقة . و ها هم الكورد " على خطى العرب". وبأدوات ضعيفة و أداء أضعف ، كما يبدو...!
*********************************
من مهمات "الشعارات"- ايا كان مصدرها- ، تضليل، وتأسيس ثقافة ضحلة ، تُبعد عن اهتمام بالواقع و أحداث فيه،( تشكيل ثقافة للسيكولوجية فيها دور فاعل، و للعقل دور تابع). سبيل الى الدفع نحو شخصية مسلوبة الحرية والاستقلالية.!
*******************************
مفاهيم : مفهوم "ثقافة المجتمع" ، يتضمن كل ما يخص المجتمع من نتاج فعالية معرفية ( وتفاعل تجريبي مع الواقع)وأنشطة ترافقها، و إنتاج معرفي :علوم ، فلسفة ، فنون ، فولكلور ، عقائد وعادات وتقاليد... وكل ما له صلة بهذه الانشطة والمعارف من عوامل منذ نشوئها وبلورتها و ممارسة تأثيراتها في الواقع. و دور الانفعالات فيها ( مشاعر ، عواطف، ميول ، أهواء ، رغبات ...) الخ. لذا فإن صياغة تعبير: (ثقافة- ذهنية و سيكولوجية-). قد تكون توضيحا ، او تنبيها مفيدا للمعنى. والأمر نفسه فيما يخص ثقافة الفرد ، مع الاعتبار لما بين الفرد والمجتمع من فروق، من جهة ، و علاقة جدلية بينهما، تعطي كل طرف فيها دورا مؤثرا -كبيرا ،أو صغيرا، نسبيا. من هنا-ربما-الاختلاف بين ثقافات المجتمعات ، وبين ثقافة الافراد ضمنها . والمهم دوما ، اننا عندما نتفاعل مع مفهوم ( مصطلح) يكون المعنى محددا و واضحا في الذهن. سواء بالنسبة لمن يستخدمها، أم بالنسبة لمن يسمعها او يقرؤها، لتجنّب سوء الفهم ، وتفاهم مشترك لها.
**********************************
حقائق تغيب عن بالنا، لأننا نتعامل معها ببطء، أو لأن تذكرها لا يكون باستمرار، تتكاسل ذاكرتنا، ونبتعد عن تفكبر حيوي يصلنا بالأحداث والحياة بشكل عام. اوحى بالفكرة تصفحي لأعداد من مجلة الحرية الفلسطينية، وقد احتفظت باغلفتها وبعض قصاصات ظننتها ،حينها، بانها قد تكون مفيدة. وهي تعود الى الثمانينات من القرن الماضي. لاحظت أسماء مفكربن ورؤساء وصحافيين و... و تبادر الى ذهني سؤال: لماذا هؤلاء يحتفظون بحيوية تفكيرهم ونخن نكاد نفقد القدرة على تفكير منتج ومتوازن. و ظننت ان المواصلة والمواظبة قد تكون اهم عوامل حيوية التفكير ونمو ملكاته.! و تاملت ما نحن فيه،فلم اجد هذا التواصل المسؤول، فضلا عن تسطح يفرضه منهجنا في التعامل مع الواقع وما فيه.!
***************************
يبدو لي: أن الانحدار نحو تفاصيل في احداث و مواضيع... اتجاهٌ يتنامى في ثقافة ، ينقصها تأطير الأفكار ( تشكيل رؤى عامة). وهذه ظاهرة ملازمة للتخلف. وحتى في حالات ، او محاولات تأطير تفاصيل في رؤية عامة هناك نوع من التعثر: - إما عبر تبنّي نظريات جاهزة ،ميكانيكيا، و التقليد الحرفي دون تفاعل فكري( ثقافي) ذاتي حر( ايديولوجيات) - إما تحكيم أفكار عبر أسلوب نفسي ( دور العقل فيه تابع). وبالتالي، تبنّي منهج الضخّ باتجاه واحد( دون تفاعل مع افكار الآخرين ، وتحرّي ما فيها من صواب). و من التفاصيل : الشخصنة، ( الميل الى تناول الشخصية بدلا من الافكار التي تطرحها). وهذا يجعل المرء يتجه نحو جزئيات وتفاصيل... تُبعِد عن الانتباه والا هتمام بالعموميات والرؤى العامة واطر تستوعب الاجزاء،او الجزئيات والتفاصيل.! وفي توضيح اكثر ، بروز حالة من التفكير لا تحقق المراد و المرجو (الحقيقة). و يصنف علماء هذه الحالة الفكرية وفاعليتها " الفكر التحليلي" الذي يميّز المنشغلين بالجزئيات تحري الدقائق كعلماء الطبيعة مثلا. و في المقابل " الفكر التركيبي" يظهر لدى فلاسفة ورسامين مثلا، فيهتمون بالعموميات ويهملون الاجزاء والتفاصيل. وفي الحالتين " الفكر التحليلي" و " الفكر التركيبي" ينتج خلل في منهج التفكير وفاعليته، فيؤدي الى نتائج غير دقيقة. لذا ينصح المختصون بالجمع بينهما بشكل خبير ، تجنبا للانزلاق إلى الوقوع في الاخطاء.!
********************************
نغمة او نبرة ... سائدة في كتابات متحمسين ، انفعاليين، وربما مغرورين... هي : أن افكارهم ، وانتقاداتهم ، واقتراحاتهم...أذا لم تُعتمَد فإن الكارثة ستحل . وليتهم صاغوا عباراتهم: بشعور بالمسؤولية ، وتهذيب يحترم المختلفين عنهم... بل لا يتورعون عن اي صيغة فيها إساءة للمختلفين حتى لو كانوا يفوقونهم علما، وخبرة، ويكبرونهم عمرا ، ولهم تاريخ من السلوك الايجابي على مستوى اجتماعي او ثقافي او سياسي... وربما ممن تعرّضوا لمتاعب منذ رفضهم في الوظائف ، واعتقالهم وتعذيبهم و... الخ. وحرمانهم من حقوق.! هل وجود هذا النموذج بكثرة ، و نشاط ، وتعمق و إصرار في سو ء التأدب مع الآخرين... هل هو حالة طارئة؟!.
************************
ربما الفارق بين منهج ثقافي في ،دول ديموقراطية متقدمة تكنولوجيا، ومستقرة قانونيا وسياسيا، وشعوبها... هو: إن هذه الدول تتحاور حول القضايا القابلة للاتفاق عليها، وتؤجل القضايا الخلافية. بينما في ثقافتنا ، كدول وشعوب قلقة سياسيا، و قانونيا - في الصياغة والتطبيق العادل- و تفتقر الى التعامل الديموقراطي ، ومتخلفة تكنولوجيا... نتحمس لقضايا اشكالية وخلافية ، وتؤجل القضايا التي يُحتمل الاتفاق بشأنها. باختصار اعتدنا الاختلاف حتى بات جزءا اصيلا في ثقافتنا ( ذهنيتنا وسيكولوجيتنا) . وطبعا، دور السيكولوجية السلبية هنا، أكثر تأثيرا. مشكلتنا تبدو ثقافية أكثر منه سياسية ( الممارسة السياسية ،عادة، بنت الحالة الثقافية الاجتماعية العامة)
***********************************
قناعة ومنهج تعبير قناعة المرء تتكوّن نتيجة حالة ثقافية ( عقلية/ منطقية) تجاه قضية ما( حدثا ، فكرة، شخصية...) ، وقرار تتخذه الارادة( وهي عقلية) .!. ولذلك ، يفترض أنها شخصية، تبلورت لدى الشخص باختياره بإرادته الخاصة. ! بالطبع يتأثر المرء بعوامل مختلفة ، لكنه يخرج هذا التاثر إخراجا عبر خصوصية حالةثقافية وعقلية وارادية... فهو الذي بَلْور قناعتَه ، وهو الذي اعتنقها بإرادته ، وهو مسؤول عنها صوابا. وخطأ، ونتائج تنجم عن ممارستها نظريا وعمليا...! في الفلسفة والعلوم ... لا يحاولون زرع قناعة في الناس ، دون قبول ، و ارادة منهم .فهم يعرضون ما يعتبرونها حقائق ناتجة عن علاقات منطقية او نتائج تجريبية( علمية) ويدعون الآخرون يتفاعلون معها - كل حسب ما هو عليه-. وجدت هذا المنهج صائبا ، و صالحا ، وينبغي اتباعه في الحياة. فعندما اطرح ما أطرح ... لا أصوغها بطريقة تسوقُ آخرين الى اعتناقها .. إنما أجاهد أن أعرِض ما اظنه صوابا ، وأدعُ الآخرين أن يتّخذوا قرارهم بشأنه : قبولا أو رفضا ، وهذا حقهم ومسؤوليتهم. في السياسة والتجارة وقضايا ذات صلة ... يختلف الأمر. يحاول كل واحد ان يزرعَ ما يعرِضُه ، في قناعات الآخرين ( سوقهم اليها) مستغلا جهلهم ، او استدراجهم الى مصلحة لقاء ذلك ، او هروبهم من احتمال عقاب او خسارة ، أو طمعهم في مكسب...الخ. هذه جميعا ليست من عناصر طبيعية للاقتناع. بل هي مؤثرات نفسية غير منضبطة بقواعد العقل المُحايد ، وتُساق، لاغراض معيّنة قد لا تكون صحيحة ، ولا مشروعة.! هنا مشكلة في منهجية سليمة يتبعها المرء تجاه احداث وشخصيات وافكار ومنظومات ثقافية ( دينية او غيرها). فيحكم بناء على حالة "استهواء" وقع فيها ( او غايات تأثر بها) مثلا: نقرأ العشرات من الكتب ، وربما اكثر ، عن شخصية صلاح الدين الايوبي وعظمتها فيما اتبعته من سلوك حياتي يعجز عنه الانسان المتميز ،فما بالك بالعادي، ويذكر مؤرخون من مختلف المشارب ذلك. ثم يأتي من لم ينضج معرفيا ، وربما عقليا ايضا ، و لا يتميز بشيء يؤهله لتقييم صلاح الدين وأمثاله ،سوى ما تلهمه به جهالة ، وسلاطة لسان، وهوى نفسي ضال... فيصف صلاح الدين بما تسعفه به قريحته العوجاء( واحيانا يفعل ذلك من يرى ذا معرفة ايضا لهوى في نفسه). يحكم دون معرفة حقيقة ما يحكم به. فيحكم على منظومة ثقافية دينية عمرها قرون، ومعتنقوها بالمليارات بأحكام نفسية نابعة من اهواء. وفي حال اعتبرناها قناعة، تجاوزا ، لافتقارها الى أسس ثقافية عقلية منطقية ... لأنها قناعة منغمسة في هوى نفسي تخرجها عن معنى القناعة العقلية / الارادية. فمثلا ، تقول دائرة المعارف البريطانية: " كان عمر حاكما عاقلا ، بعيد النظر ، وقدم للإسلام خدمة عظيمة " وشهادة اخرى: " ...مما قاله الاستاذ موير في كتابه ( الخلافة) ما ترجمته : كانت البساطة والقيام بالواجب من اهم مبادئ عمر ، وأظهر ما اتصفت به إدارته عدم التحيّز ، والتعبّد ، وكان يقدّر المسؤولية حق قدرها، وكان شعوره بالعدل قويا ، ولم يحابِ أحدا في اختيار عماله " ص١٧٨ كتاب مسار ومسيرة ، اقتباسا من كتاب الفاروق عمر بن الخطاب - محمد رشيد رضا- دار الكتب العلمية- بيروت. لسنا ابدا ، ضد من يجاهد لمعرفة الحقيقة وعرضها عرضا رصينا فيه احترام للذات ولمن يتناوله،- مهما كانت طبيعة حقيقة انتهى اليها- بل و نشكر من فعل ذلك. لكن فرض انطباعات شخصية ، واضفاء طابع بحثي علمي عليها ، مشكلة منهجية مضلّلة. ومثل هذا الاسلوب ملحوظ في كثير مما يقال او ينشر.! ولا اظنه منهجا يفيد شعبا يرزح تحت احتلالات مستديمة ، ويرنو الى التحرر. فالبحث عن الحقيقة والتمسك بها- في هذه الحالة- أكثر الاحتمالات لنضج ثقافي ملهم يفعّل الطاقات وفق رؤى اكثر استقامة وابعد عن التشويش.! تختلف الازمنة ، وتختلف الاحوال الثقافية ، ولكل زمان وحال ثقافية معاييرها . فالقراءات تستند لذلك، و تستثمر التجارب والحقائق لتكون اساسا لرسم رؤى ، وتنفيذها بادوات ممكنة تخدم المصالح العامة. في تدرجاتها منذ الاسرة ، ومرورا بالتجمعات الاخرى ، وليس انتهاء بالقومية والوطنية . فالسياسة جزء من نشاط اجتماعي ، وجزء فاعل ومؤثر ... لكنها ليست كل الحياة الاجتماعية. والتطور في العالم جعل من العالم قرية. ويفترض فهم هذا وتفهمه. كما ان التاريخ هو تاريخ ،شينا ام أبينا ، فلا يمكن لفرد ان ينكر تاريخه ولا لجماعة - ايا كانت-. لانه واقع اصبح ماضيا، لكن له ومضاته في حياتنا الحاضرة.! نريد ان نغير فيه ، هذا حقنا . لكن عمليات التغيير في عالم انساني ذي طبيعة اجتنماعية / سياسية تحناج الكثير الكثير من وعي يستوعب الواقع بكل ما فيه ماضيا وحاضرا. وهذا ينطبق على الكورد.!
*****************************
التحقق تجريبيا من كل شيء أو حدث او... أمر غير ممكن واقعيا ، لذا كان لا بد من اللجوء إلى المنطق والعقل و المنطق والاستدلال فيه .! قَصْرُ التحقق على نتائج تجريب واقعي فقط، يشلٌّ دور العقل والمنطق والاستدلال فيه. و قد يخدم هذا هدفا مقصودا ( أجندة).!
*************************
في لحظة خطر ببالي تساؤل: يتحدث البشر عن انتصارات جيوش و منظومات تستند الى عنف وخداع وكل ممكنات تؤدي لهذا الانتصار ... ويتجاهلون ضحاياها ، و آلامهم ، و أزواج ترمّلوا، و أسَرا تشتّت وحضارات دُمّرت ، و كائنات حيّة مختلفة نالها الهلاك، و طال الخلل نظام حياة الباقي، و... و...الخ. وتذكر أمجادا ، وتُجري احتفالات ، و تَبنى أقواس نصر و...الخ.
اختلاف مفاهيم ومصالح يؤدي لصراعات وحروب .هذا طبيعي. لكن تمجيد الحروب والعنف ...، بدلا من البحث عن وسائل للتحكم بها ، هي القضية .! وحتى في حال التظاهر بمعاداة الحروب من خلال جهود ، قد تكون جادة وصادقة في البدايات، فأن هذه الجهود تنحرف نحو أساليب تُبرّرها ، و تُضفي شرعية عليها عبر ثقافة القوة، وانحراف نحو سيكولوجية تغلبُ اتجاها ايجابيا في العقل. حتى بات الامر ثقافة ترسخّت في حياة بشر.! الثقافة الغربية ، ربما أكثر الثقافات تربة خصبة لهذه المفاهيم.
صحيح هي ظاهرة بشرية ، وتبدو متلازمة مع طبائعهم ، إلا أنهافي الغرب- تاريخيا- ،استعمار يتنامى في مظاهر مختلفة. وأصبحت اكثر تبريرا ايديولوجيا، و تفسيرا في ثقافة الغرب ،ثم تبنتها مراكز القوى وفقا لذلك. وحتى الايديولوجيا الماركسية التي تستند الى العنف وسيلة مؤدلجة فيها ، إنما هي بنت بيئة غربية أساسا، في منظومتها النظرية ، قبل أن يتبناها روس ( لينين ورفاقه). لا يمكن تغيير العالم الى بيئة امان وسلم مأمولين، كما يبدو. لكن محاولة التفكير. بالوصول اليها ، ومحاولة السعي الجاد في تعزيز مفاهيم السلام - مع اقل تأثير سياسي... وجعلها ثقوفة عامة وفي المؤسسات التربوية ....الخ. قد يوفر بيئة لها ظروف اكثر ايجابية.!
********************************
لدى كل إنسان نزوع نفسي ليعبر ( يفضفض)عن أفكار قد تكون ضاغطة في داخل نفسه( جزء من تركيبة النفس). لم انسجم مع فكرة نشر الفضفضة الخاصة في وسائل تواصل الكترونية ( مع أنني لم اسلم من هذا الغلط- كما ارى-!). يمكن للخصوصيات ان تدوّن في دفاتر ، على اوراق ، والصور تحفظ في البومات ...الخ. وقد تصبح مادة متراكمة ، تنشر في كتاب او كتيّب، او حتى فيديو خاص.( مذكرات). ففضلا عن أن كثيرين قد لا يهتمون لخصوصيات عادة ، فإنها قد تكون مصدرا لمعرفة أسرار ايضا ،لا ينتبه اليها أصحابها ، لاسيّما ان الانترنيت يحتفظ بكل ما يدخل الى عالمه ،في اي صورة،( مرة اخرى أذكّر بأنني وقعت في غلط نشر صور ووثائق ذات خصوصية نتيجة قلة خبرة). فالخطاب هنا عام - كما دوما في منهجي- وفيه اعتراف ايضا. فالاعتراف بالأخطاء وسيلة لمعالجتها . حتى أن الخبراء ينصحون بعدم نشر اي مادة الا اذا كانت ذات طبيعة عامة .! على كل هذه ايضا نوع من الفضفضة، وارجوها عامة لا خاصة.! وفيها نفع ايضا.
*****************************
"الكم" و "الكيف" قد يعبّر عن العبارة بالقول : الكمية والنوعية( الكيفية) أو اي صيغة أخرى تمثل المعنى.! لفترة طويلة لم استوعب معنى ودلالة المعادلة، في بُعدها الفلسفي. وكانت تَرِد كثيرا في سياق نصوص في ثقافة ايديولوجية. وحتى دلالة ( أيديولوجيا) ليست "جامعة مانعة" كما يشترط مختصون في "التعريف" ، تعريف اي شيء (أو مفهوم). وما لم يكن التعريف كذلك ، فإنه يؤدي الى معان متداخلة و ملتبسة . في حالة ثقافية غير مضبوطة ، كلمات كثيرة ومفاهيم و مصطلحات ...الخ. قد لا تكون مفهومة بدقة ، وبالتالي لا يكون استخدامها، وتوظيفها في التعبير دقيقا. فتسود حالة التباس و تشويش ... يجعل التحاور بلا نتائج مرجوة ( حاسمة واكيدة). قد يكون هذا طبيعيا فيما يتصل بطبيعة المعاني ( المفاهيم) في العلوم الانسانية وغيرها ، ربما. ما ليس طبيعيا، ان يقتحم امرؤ ميدانها دون جهود تعينه على تفاعل سويّ معها.!
********************************
قد يكون صعبا ، اتخاذ مواقف حادة تجاه ممارسات متجاوزة لنظام سياسي. لكن هل صعب ايضا، الامتناع عن اعلان مواقف مؤيدة لممارسات متجاوزة من نظام سياسي؟. من المعقول أن يبدي امرؤ موقفه من قضايا على علم بحقيقتها. لكن اقتحام قضايا لا يعلم عنها ما يكفي، كيف يتناولها ؟، فيقع في احنمال تاييد ظلم يتحمل المسؤولبة عن موقفه أخلاقيا وقانونيا وشرعيا؟. ألا بتساءل المرء لماذا يؤيد ظلم بني البشر، ومنهم قد يكون أقرباءه وأصدقاءه وأبناءه وأحفاده...؟!. الحياة ليست طويلة و مسؤولية .! و سمعة الآباء السيئة ، تصبح عبئا على الأبناء." الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون ".
***************************
مشكلة ثقافية ، زرعها الغرب، أو تبناها ، وهي: إن الوصول إلى السعادة رَهْنٌ بالرفاهية، و سَرَت الفكرة في ثقافات شعوب، لا سيّما أجيال شابة، قابلة للاستهواء، بسبب أعمارها، وثقافة تشرّبتها من الإعلام. السؤال: من خلال تجربة خاصة ، و ملاحظة أقرباء وأصدقاء وجيران و... متابعة التراث والواقع عموما... هل تبدو المقولة صحيحة؟!. سؤال يتوجه لمن تجاوز عمره الثلاثين.!
********************************
" ان شاء الله تكون خاتمة الأحزان" عبارة تتكرر في مناسبات الموت خاصة ، وهي عبارة مضلّلة طبعا، تمثل ميل بشر الى شعور يتجاوز الواقعية ، لإرضاء النفس و هواها. والمشكلة ، ليست هذه العبارة فقط ، بل هناك عبارات كثيرة ، تشكل حالة ثقافية ( ذهنية ونفسية) أو منظومة ، تغلب فيها النفس وهواها ، حتى باتت (مظاهر نفسية) ، و جزءا متداولا في حياتنا كلها. وانتقلت من مناسبات الموت واحزان مختلفة ، لتصبح ظاهرة ثقافية ، في مختلف جوانب الحياة- كما سلف القول-.! و أصبح هوى " النفس " بنية ثقافية في مجتمعاتنا، تتحكم في منهج تفكير و رؤية و تفاعل مع كل شيء ، بما فيهاالسياسة. ويمكن لكل واحد ان يلاحظ دور النفس و هواها ، في كلمات منشورات و تعليقات ومداخلات و.... و يلاحظ أيضا كسل دور العقل فيها. انها مشكلة ثقافية صعبة نمرّ بها.! و يصرُّ الذين تشرّبوا هذا النوع من الثقافة على الاستمرار فيها.!
****************************
تشابك العلاقات الكوردية( وغير الكوردية) بين الشعور بالفردية ( المعززة من ثقافة الغرب) و الشعور بالانتماء الاجتماعي ( العشائري) والانتماء الى ثقافة دينية و اجتهادات مختلفة فيها( صوفية ، سلفية ، مذاهب، طوائف...)، والشعور بالانتماء الى حزب ما ، او غيره من منظمات...الخ. هذا التشابك ،يجعل قدرة الشخص(ية) على تحديد اتجاهه ومواقفه وحتى انتمائه... صعبة للغاية. فهو نصفٌ، في مختلف متبنَّياته من قناعات وانتماءات ومشاعر ومواقف...وان كانت النبرة الحزبية اكثر رنينا- نظريا على الاقل- وهذا يفرز انتماء آخر هو المصالح.! في هذه الحالة المرتبكة تبرز ظاهرة تِيه، وحيرة تلازمها ، كاحد اهم خصائص ثقافة غالبة .!
****************************************
يعجبني ، اتجاه المرء نحو صياغة حِكَم ، ونُصح الناس... فهذا يشير إلى شعور بالمسؤولية ، وثقة بالمعرفة والخبرة...! ألا يفترض أن الحِكَم تُبنى من نتاج معرفة وخبرة ( وعي)؟! و أن نُصح الآخرين ، يستوجب تحصيل علوم ، واكتساب خبرة ، وثقةالناس بنا ، ليتقبلوا ما يستقبلوه من حِكَمنا ونصائحنا...؟!.