الاختيار فعالية فكرية ( عقلية) وبالتالي، فالذي يختار اي أمر ، يُفترض أنه يدرسه من زواياه المختلفة ، والتداعيات المحتملة، ومنها ، هل الامر الذي اختاره- أيا كان- ملائم لامكانيات شخصيته وثقافتها؟!.
مثلا: يختار المرء ان ينتمي إلى منظومة ثقافية ( سياسية او دينية او اجتماعية او ثقافية...الخ.) يفترض به أن يدرس كل ما له صلة بهذه المنظومة - حتى ان استغرقت منه زمنا - ثم بعد ذلك يقرر الاختيار.
أما الاندفاع إلى الانتماء ،لحزب أو أي مجموعة او فكرة او...
فإنه يشكل- ربما- أسوأ سلوك بالنسبة للمرء.!
لأنه قد يصبح رهينة لظروف لا يسهل عليه أن يتحرر منها ، فضلا عن احتمال أن تُصادَر شخصيته وفعالياتها كليا ، وعدم توفره على مساحة يشعر فيها بحقه في التفكير والاختيار واتخاذ القرار ...الخ.
باختصار يصبح مجرد أداة.!
ويا لقسوة ان يصبح الانسان العاقل الحر ( ذا الكرامة) مجرّد أداة ، ولا يمكنه تحرير ذاته واستعادة استقلاليته.!
حالة كورد سياسيا، نموذجا .!