
حين يعاكس الكردي المنطق في الاتجاه المعاكس!
للحوار فنونه وأساليبه وأدواته. أبسطها هو أن تحسن تصريف المعلومة وتوظيفها، وتحسن استعمال أسلحتك حسب طبيعة المعركة، إذ أن الكثير من الحوارات معارك، فلا تلقي بكل ما لديك دفعة واحدة، كي لا تبقى مكشوفاً للخصم فينقض عليك مستخدماً أدواته وفنونه بدراية.
مناسبة هذا الكلام هو مشاهدتي على اليوتيوب لحلقة الثلاثاء الفائت من برنامج الاتجاه المعاكس التي استضافت شيرزاد يزيدي والتركي حمزة ككن.
تابعت الحلقة بتمعن شديد لم يقتصر على اللغة، طبعاً لا اقصد النحوية فقط. ونطق كل واحد منهما للكلمة. ونبرته، بل ركزت على لغة الجسد أيضاً: نظرات الطرفين. حركات اليدين، حركات الجسد الجالس على الكرسي. الأصابع وهي تشتبك بتوتر عند يزيدي خاصة..
ثم فكرت بالمتلقي الحيادي: العربي أو التركي أو الفرنسي أو المريخي..وهو يتابع هذا الحوار.
النتيجة أنني وجدت الكردي شيرزاد توسل السخريات الصغيرة والسوقية في مواجهة التركي. فراح يترنح أمام ضرباته الذكية والواثقة، سخريات وهنهنات وشتائم وتوصيف أردوغان بشكل متكرر بالشوفيني والمريض، دون أن يقدم الأدلة الدامغة على ذلك، وما أكثرها.
لم يكن التركي مثالياً، وأن بدا ذلك فلان اليزيدي كان ضعيفاً، فما أكثر العثرات التي وقع فيها التركي. وكان بإمكان اليزيدي استغلالها وتوجيه الضربات من خلالها، منها مثلاً : قوله عن أحقية تركيا في المنطقة لأنها تعود تاريخياً للدولة العثمانية... وإن عملية عفرين كانت تحريراً بيد الجيش الحر.. وتقديمه إثباتات وصور وأرقام ...وصاحبنا فاغر الفاه!
جاء التركي بحقيبة مليئة بالمعلومات، حتى لو كانت مزورة، وكلها مدعمة بالصور. دون أن نجد في جعبة شيرزاد صورة واحدة ليحاجج بها ويرد صورة بصورة ومعلومة بمعلومات.
هل لأن اليزيدي لايملك ثمن حقيبة يضع فيها صور جرائم ذئاب أردوغان من ترك وسوريين؟
أم هل كان يظن نفسه في ضيافة جاره أو قريبه الأنكساوي، وفي سهرة عائلية أُجبر عليها؟
هل يعقل أن تخرج يا كردي، يزيدي كنت أم غيره، على أكبر فضائية عربية، وتتحدث بهذه اللغة الفقيرة والصبيانية كما وصفها التركي. ووصفتها أنا الكردي الكاره للطورانية وسيدها، وسيصفها كل متلق حيادي.
على مين تضحكون كما يردد "داركي حودلي" فيصل القاسم