حلبجة الشهيدة في ذكراها الأليمة ...
كانت الحرب العالمية الثانية تلفظ أنفاسها الأخيرة ،بسقوط عرش سيدها ،ومشعل فتيلها هتلر، فيما كانت اليابان وحيدة، تقاوم مقاومة اليائس، ليأتي قرار الرئيس الأمريكي وقتها: فرانكلين روزفلت بإستخدام القنبلة الذرية، متستهدفة مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين، لتنمحيا من الخارطة، بسكانها الذين قدروا بمئات الألوف، مجبرة اليابان على قبول الإستسلام ،وشروطه المذلة، ومنهية بذلك الحرب ،وعندما سئل روزفلت، عن سبب إستخدام هذا السلاح المرعب، أجاب : ( نحن دمرنا مدينتين ،لننقذ مئات المدن، و قتلنا ألاف البشر ،ليحيا ملايين أخرون بسلام ) ،إذا فحتى للطغاة حكمتهم ...
أما في وطني، فقد كرر التاريخ درسه القاسي ،عندما قام دكتاتور العراق :صدام حسين ،بإستهداف مدينة كردية صغيرة ،نسيتها كتب الجغرافيا ،ولا تشكل خطرا على أحد، بالأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا، مخلفا ألاف القتلى والجرحى، أمام مرأى العالم المتمدن ،بل وبتواطئ منه، لكن هذه المرة ،لا لحكمة تحلى بها هذا الطاغية، ولا لذنب إقترفته هذه المدينة الباسلة، بل لأنها أعلنت كرديتها فقط ،وهو مايخشاه مغول العصر .
حلبجة بقيت وخلدت، فيما ألقي بصدام إلى مزبلة التاريخ ...