عاد الطالب من كلية الزراعة التي دخلها حديثاً الى بيته في أحد ضواحي حلب. فوجد أعواد المعكرونة مغروزة في أحواض بلاستيكية مملوءة بالطين، سرعان ما راح صاحبنا يتأملها بنظرات متفحصة وهو مذهول.
ثم سأل زملاءه الذين كانوا يراقبونه ببراءة مصطنعة. مستغرباً:
الطالب : هل هذه معكرونة؟
الزملاء : نعم.
الطالب: وهل المعكرونة تُزرع؟
الزملاء: طبعاً. وخاصة في تربة حلب بعكس التربة التي عندنا في الجزيرة.
الطالب: يا إلهي. تصوروا لو سألني أحدهم عن زراعة المعكرونة وأجبته أنها لاتزرع؟!
الزملاء : وخاصة أنك طالب في كلية الزراعة.
الطالب: فضيحة.
الزملاء: وبعدها طرد من الجامعة.
الطالب: أرجو الا تخبروا أحد بذلك.
الزملاء: حاضر. ولكن بشرط أن تغسل الصحون كل يوم .
طبعاً وافق المسكين. وهو يردد في داخله: غسل الصحون كل يوم ولا يقولوا عني حمار.
طبعاً لا أعرف كم من الزمن مرّ حتى اكتشف صاحبنا هذا المقلب.
وأخشى ما أخشاه انها استمرت حتى تخرج من الكلية
الحكاية ليست طرفة بل حقيقية جرت لشاب من شرق مدينتنا في بداية الثمانينات.
ذكرتها لزرع إبتسامة على الشفاه المزمومة من كثرة الحزن.