حال كوردنا اليوم....
يحكى أن شخصيين كورديين قصدا منطقة بعيدة وفي الطريق اقترب هبوط الليل فتوقفا في قرية وطرقا بابا ونزلا ضيفين في بيت من بيوت القرية ... رحب صاحب الدار بهما عندنا رأى هيئتهما النظيفة ولباسهما الفخم وكلامهم الراقي ..... بعد قليل طلب الرجل من زوجته اعداد الطعام وتقديم الشاي لحين تجهيز الطعام ..... طلب أحد الضيفين الخروج للحمام والوضوء وأثناء غيابه قال صاحب الدار للثاني يبدو أن صديقك محترم ومن عائلة وجيهة فرد عليه لا يغرك مظهره فهو كالحمار المربوط برجله الخلفي..... امتعض صاحب الدار قليلا وبعد عودة الأول طلب الثاني الذهاب للحمام والوضوء وحينها طرح نفس الكلام على مسامع ضيفه بأنه يبدو أن صديقك من عائلة وجيهة ومحترم وووو فرد الضيف لا يغرك مظهره فهو كلب وضيع وانا أعرفه جيداً ..... عاد الثاني وشربا الشاي بعد ان جهز الطعام نادت المرأة زوجها من أجل تقديمه فطلب منها فصل اللحم عن العظام ووضعه فوق صحن البرغل ووضع العظام في صحن منفصل وملأ صحن كبير من الحشائش ثم قدمه لضيوفه فوضع صحن العظام أمام الذي قال عنه صاحبه بأنه كلب ووضع صحن الحشائش أمام الذي وصفه صاحبه بأنه حمار وهمَّ هو بصحن اللحم والبرغل لوحده أمام دهشة الضيفين فقال لهما لماذا لا تأكلا فردا عليه وهل ما تفعله يليق بنا فقال نعم أنتم أعلم ببعضكم مني فأنت قلت عن صاحبك حمار وهو قال عنك كلب وضيع وهذا هو طعام الكلب والحمار .......
نعم سيبقى العالم يأكلون اللحم والبرغل طالما نحن لا نؤمن ببعضنا ولا نقدِّر بعضنا البعض وطالما ننظر لبعضنا باستهزاء وعداء وننظر لأعدائنا بواجب الملوك والرؤوساء .....فطبيعي أن يروننا عبيداً وأدوات وصيصان إن دعستها أرجل الأحصنة والثيران فلا عتب ولا عتاب.