حارثا لا بسوسا ...
لا أدري لماذا عندما يذكر أمامي مسلسل الزير سالم ، يحضرني فيه شخصيتان فقط ، من شخصياته الكثيرة ؟ مع أنهما شخصيتان تعتبران هامشيتين ، مقارنة مع أبطال المسلسل الأخرين ، قد يكون السبب للدور الذي لعبتاه في تلك الحرب ، أو قد يكون الموضوع مجرد إسقاط نفسي ، لما يجري الآن على أرض الواقع ، فكلتا الشخصيتين لهما أشباه كثيرون في وقتنا الراهن ، خاصة بين ظهرانين الحركة الكردية ، و بعض الفرسان الفيسبوكيين ...
الشخصية الأولى : هي شخصية البسوس ، تلك العجوز الشمطاء ، التي تسببت بحرب ضروس بين أولاد العمومة ، من قبيلتي بكر و تغلب العدنانيتين ، فدفعتهم للإحتراب أربعين عاما ، حتى كادوا أن يفنوا بعضهم بسبب ناقتها ، وخرجوا من تلك الحرب منهكين ضعفاء ، فيما كانوا قبلا سادة العرب ، فتحولت تلك المرأة لأيقونة في الشؤم والنحس ...
أما الشخصية الثانية التي إستوقفتني فهي : شخصية الحارث بن عباد ، ذلك الفارس الشهم ، الذي رفض المشاركة ، في خوض غمار تلك الحرب ، التي أوقدت نيرانها ناقة البسوس ، لأنها بين الأخوة الأعداء ، فأثر النأي بنفسه وقومه عن لهيبها ، مطلقا قوله المأثور : ( لا ناقة لي في هذا و لا جمل ) فأصبح حكيم العرب الأكبر بدون منازع ...
صديقي الفيسبوكي : الحرب الإعلامية متقدة بين أبناء شعبنا ، بسبب إختلاف المحاور و المشاريع و السياسة الهزيلة ، وبإمكانك أن تأخذ أي جانب تريد منها ، لكن الأهم في هذه الحرب ، أن تكون (حارثا لا بسوسا) ...

