جرى قبل كورونا "بدهر وثانيتين" حديث مقتضب مع صديق عتيق من عامودا.
كتبت له : "الدنيا خربانة عندكم".
فردّ كاتبًا:
" من زمان خربانة، تتذكر ندواتنا " أنا الذي رأيت" للشاعر محمد عمران، واستنكار بعض الحاضرين لنظرته التشاؤمية من أصحاب الواقعية الاشتراكية الذين كانوا يتفاءلون بالمستقبل المشرق ،ويفلسفون الأمور على ضوئها حسب أمنياتهم الخلبية"
أعادني صديقي إلى الوراء "دهرًا وثانيتين" حيث كنا شبابًا نتّقد، ونتوقّد ثورة ورغبة في عالم جديد على إيقاع خليل حاوي ومرسيل خليفة :
"من كهوفِ الشرقِ
من مستنقع الشرقِ
إلى شرقٍ جديدْ"
كنا بصدد قراءة ديوان الشاعر محمد عمران "أنا الذي رأيت".
وفيه جملة شعرية تقول:
"أجملُ الأيام تلك التي مضتْ"
فوقع الخلاف بيننا حول تشاؤم عمران، وتفاؤل ناظم حكمت القائل:
"أجمل الأيام تلك التي لم تأتِ بعد"
لم يكن بيننا وسطيّ أو معتدل واحد، فإمّا وإمّا..
وأذكر أنا موقفي الموالي لناظم حكمت والمعارض لمحمد عمران.
في الحقيقة كنت قلبًا مع الأول، وعقلًا مع الثاني.
وهكذا طوباوية الشعر تجعلنا ننساق وراء الحبّ الأعمى، مستهينين بنور العقل الذي قال فيه المعريّ:
كذبَ الظنُّ لا إمامَ سوى العقلِ مشيرًا في صبحِهِ والمساءِ