تعليق طويل على صورة:
ليس سبب حزني وضيقي هنا هو الصورة المعلقة فوقنا، معاذ الله، فأنا أعتدت على مثلها في بلدي. في الشوارع والمؤسسات والمدارس ووو.
السبب باختصار شديد كانت طرقات عامل الفندق على باب غرفتي فجراً، وطلبه أن أتبعه. وكنت قد وصلت قبلها الى الفندق بسويعات، وتحت، ليس في القبو، بل في الرسبشن. كان عنصران من المخابرات بانتظاري. وعلى الفور، بدأت الأسئلة:
-متى وصلت الى ولاية المدية
- اليوم
-من أين أنت؟
-سوريا.
-ألم تزر الجزائر من قبل؟
-لا.
-متأكد؟
كمن يقول اعترف.
- عفواً .كيف ينسى المرء زيارة قام بها لبلد يقع في قارة أخرى؟!
وأسئلة أخرى مثل أسئلة "أبو عبدو وأبو حيدر ..تبعنا"
ثم تركاني، وأنا بين الغفلة واليقظة، وراحا يتحدثان بالفرنسية. وبصوت خافت، استغربت، إذ كيف يسمح الله لأنكر ونكير الحديث بلغة أهل الكفر! ثم ،وفجأة، سمحا لي بالعودة إلى الغرفة. طبعاً بدون اعتذار.
والسبب :إن واحداً، ابن كلب. متطرف اسلامي، يحمل نفس الاسم. طبعاً أسمي. لأتفاجئ بعدها. ومن خلال العم غوغول. أن أكثر من واحد يحمل الاسم نفسه: كاتب . صحفي. لاعب، معارض. رياضي. شهيد. ضابط مصري شهير. بطل حرب تشرين. طبعاً غير بطلنا نحن، الذي كان بطل التشرينين.
ولولا الاستقبال الطيب من الأخوة المسرحيين الجزائريين، والاحترام الزائد، لأيقنت أنني ميت، وأن ما أنا فيه هو البرزخ بعينه.
هلا أنا هاد سبب ضيقي. بس صديقي هيثم خواجة ليش هيك متفاجئ!
تحياتي له أيضاً.