
بمناسبة نداءات الوحدة الكردية
من لا يقرأ تاريخه ولا يستفيد من أخطاءه ، سيعود ليقع في تلك الأخطاء نفسها ، وللأسف نحن الكورد أمة لا تقرأ أبدا" ولا تأخذ العبر من ماضيها
ما نمر به اليوم من تحولات و إعادة رسم خريطة المنطقة تكررت آخر مرة بعد الحرب العالمية الثانية ، لكن يبدو أن الأخطاء الفظيعة من قبل الحركة التحررية الكردية حينها تتكرر اليوم حرفيا" لكن بصورة مختلفة
فعند إعلان جمهورية مهاباد وقف أغلب الاقطاعيين و رؤساء العشائر الكردية ضد هذه الجمهورية لأنهم اعتقدوا أنها تهدد اقطاعياتهم و زعاماتهم رغم أن الشهيد قاضي محمد حاول جاهدا" أن يقنعهم أن هذه الاقطاعيات لن تدوم طويلا" وهم بحاجة لدولة تحميهم لكنهم لم يؤمنوا بهذا ، لذلك وكما قال الدكتور الشهيد عبدالرحمن قاسملو ( الكورد هم السبب الرئيسي في انهيار جمهورية مهاباد )
واليوم تتكرر نفس الحالة وبصورة أخرى ، فالصراعات الحزبوية الضيقة وتغليب المصلحة الحزبية على المصلحة القومية ستخرجنا من الخرائط الجديدة إلى خمسون أو مئة عاما" أخرى .
لا يبدو أن قادة الأحزاب الكبيرة و الصغيرة مهتمون ومستعدون لتغليب مصالحهم القومية على الشخصية لأنه من العار أن نقول أنهم لا يدركون هذه البديهية ، لكن المؤسف أن القاعدة الحزبية العريضة لمجموع هذه الأحزاب لا تدرك هذه الحقيقة وتنقاد لكلام قادتها ولا تستطيع التمييز بين المصلحة الحزبية و القومية .
لا أحد منا يؤيد استبدال ديكتاتورية محتلة بديكتاتورية كردية ولا بحزب أو عائلة أو إيديولوجية تستأثر بكل شيء ، لكن الواقع والمنطق يقول أن الالتفاف حول قائد قوي وذو شخصية و حزب أو قوة تملك الواقع خير من الانقسام بين عدد كبير من الأحزاب والقوى المتصارعة والكلام هنا عن جميع أجزاء كردستان وجميع الأحزاب و القوى .
لن يقضي أحد على حلم الكورد في الاستقلال أو الفيدرالية او غيره سوى هذه الصراعات الحزبوية على سلطة وهمية لم تتحقق بعد ، ومن المنطقي أن يتكاتفوا ليصبح هذا الوهم واقعا" وحينها سيكون جميع أنواع الصراع مقبولا"
اتمنى أن يدرك شعبنا وخاصة الذين يشكلون القواعد الحزبية لجميع الاحزاب الكوردية هذه الحقيقة دون التعصب لهذا الحزب أو لهذا القائد أو غيره وحينها سيتحقق حلم طال انتظاره وبذلت أنهار من الدماء لأجله .