النشاط الذهني ، ما لم يكن ممزوجا بتفاعلات من الحياة اليومية / الواقعية ، يغلب فيه الخيال (والنظري) حتى يكاد ينفصل عن الواقع أحيانا . ومثل هذا المعنى يوصف لدى بعضهم "المثالية" . عدم توافق بيت الأفكار المطروحة وبين الموجود في الواقع .لذا فالجمع بين النشاط والفاعلية الذهنية والتفاعل مع الحياة اليومية / الواقعية ، يوفر توازنا أفضل . لهذا اكتب اليوم عن نشاط عملي قمت به ، اؤرخ عملا بسيطا لكنه يخلف ذكرى جميلة. فقد يبست شحرة رمان في حديقتي الصغيرة ، والأصح مرضت فاضطررت لتيبيسها ، ونزع القشر عن جذعها لئلا تنمو أفرعها ، لكنني لم ادعها تبقى بمنظر فيه اليباس ، فزرعت إلى جانبها اليوم شتلات : .1- شتلة نبات متسلق لا أدري -بالضبط- اسمها .سمعت من سماها كف العذراء. 2- نوع من الورد شبيه بالورد الجوري (لكنه صغير ) متسلق أيضا. 3- شتلة ياسمين . ومع أن نبتة الياسمين موجودة وتزهر ، لكنني زرعتها بجانب الشجرة لتتسلق عليه،ا وتعطي فوحا احبه. كما زرعت شتلة "كف العذراء" بجانب سور الحديقة، الشمالي لتنمو وتحل محل نبتة " العسلية" التي تبدو كانها هرمت، ويبس كثير منها . ولأن نبتة الياسمين موجودة بجانب نبتة مستديمة الخضرة يسمونها "المرجان" وتقص لتظهر بمظهر المكعب ، ولدي اثنتان ، فقد زرعت شتلة ياسمين ثانية بجانب نبتة المرجان الثانية لتستلقي عليها ،فيصبح تناظرا بينها وبين اختها ، فضلا عن ما فيها من جمال الزهر الأبيض وعطر الياسمين "الدمشقي " . واني آمل ان عملي سيكلل بالنجاح ، وتنمو النبتات التي زرعتها اليوم في 20 شباط 2019 ذكرى نشاط عملي ، يمدّ حديقة داري المتواضعة بمنظر يمتع أبصارنا ، وينعش نفوسنا خلال الشهور القادمة. نظل نعيش الأمل ، وقلما نفكر بالموت .فالحياة تبقى أقرب الى هوانا ،وهذا حق مشروع . فقد ولدنا لنعيش الحياة . حتى حديث الرسول (ص) فيه : عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تَقوم حتى يَغرِسَها، فليَغرِسْها))[1]. https://www.alukah.net/sharia/0/95635/#ixzz5g6ghu34i وهذه صور عن الحديقة خلال الربيع الماضي ، لتعطي مشهدا حسيا يجسد الحديث النظري .وتصبحون على خير جميعا أصدقائي ، ونرجدو ان نلتقي غدا في أحسن حال .
