ان حالة الجرأة التي نشاهدها في وسطنا الكردي سياسيا الجميع يفهم ويعلم ويحلل في كل شيء، حتى أضعنا كل شيء، وفقدنا الطريق الصواب والمسار الصحيح. لماذا يمكننا قول ذلك؟ ولماذا تحديداً كأن الانسان الكردي ليس كرديا اذا لم ينتمي او يتحدث في الشأن السياسي لماذا لانتحدث في الشؤون الأخرى؟ تساؤلات عديدة يفرضها واقعنا الكردي الذي نعيش حاضره ونستذكر تاريخه القريب، على أقل تقدير، مُنذُ نشأة احزابنا الكردية بشكلها الحالي قبل عدة عقود لايختلف عن . واقعنا السياسي الكردي القريب والحاضر يشهد علينا بقطعية الإجابة بـ"نعم"، الى الإبد فالجميع محللون سياسيون، والواقع المؤلم والانشقاقات المتتالية وكثرة المهتمين بالسياسسة فقط وفق متوالية هندسية وليس متوالية عددية والنتائج السلبية دليل وشاهد على ذلك على سبيل المثال تشكل سلسلة الأرقام 1، 2، 4، 8، 16، 32 متتالية هندسية و1`2`3``4`5.....متتالية عددية وكنتيجة طبيعية لهذا الواقع المُؤلم والنتائج السلبية التي نتعايش معها يومياً وخاصة الخلافات بين صديق اليوم وقريب الامس بعدما اصبح الشان السياسي نتيحة سرعة التواصل مسرحاً مُتاحاً للجميع التحدث فيه، ومجالاً معرفياً استسهل الجميع الخوض في تفاصيل أحداثه وأخباره، وساحة واسعة للمتكلمين استغلها الجميع للوجود فيها وإبداء الرأي حول عناوينها الرئيسة والجانبية، وأرضاً خِصبة للأحداث اليومية المتجددة والمتسارعة وظّفها المُتطلعون للشهرة الإعلامية والاجتماعية، والمتسلقون على حساب مستقبل الشعب الكردي توظيفاً عظيماً لتحقيق غاياتهم الشخصية وتطلعاتهم الذاتية. وبما أن هذه هي حال الشأن السياسي، وتلك هي النتائج العظيمة التي يحققها للدخلاء عليه؛ فقد أصبح شأناً مُتاحاً للجميع من دون استثناء، وأرضاً فسيحة لكل من أراد الوجود الإعلامي، وكسب مزيد من الشهرة الاجتماعية، وإثارة عواطف وشجون الرأي العام؛ وهذا ما لا يمكن تحقيقه في معظم، إن لم يكن في جميع الشؤون المعرفية الأخرى - في المستقبل القريب على أقل تقدير. وللإسف بعض احس بالندم كأني اقلدهم مع اني اتواضع وابعد عن الاضواء والفضائيات وارفض الدعوات لإحساسي وخوفي من الجمهور لإني اعرف امكانياتي اذا تصدرت لإي موضوع لا استطيع الحديث من خلفية معرفية ودراسة وشهادة هنا لا يبقى لي مجال إلا التحدث عن انطباعاتي الشخصية، ومن الطبيعي سيغلب رغباتي وامنياتي الذاتية انا مؤمن بنفسي مطلقا بان افكاري سطحية وتوجهاتي محدودة ورؤيتي ضيقة و غير مقنعة ؟ وإلا كيف ساقنع الناس بأفكاري وهنا انتقد نفسي ويشاركني الكثير في هذه الرؤية بعد كل هذه السنيين في الكتابة والحضور والاهتمام ارى نفسي بعيدا عن السياسة بخلاف البعض مجرد قدم طلب انتساب لإي حزب اصبح له مستقبل في السياسة مع احترامي للمخلصين ..الذين يتحمسون لخدمة قوميتهم بعواطفهم وليس عن معرفة ولهذا انكر اني سياسي فالسياسة علم أصيل وعريق له تاريخه، وليس كما يدعي بعض المغرورين به عند قولهم إن السياسة فن الممكن؛ وفي ذلك القول استضراط و ظلم بحق السياسة وشأنها كحقل علمي بشكل خاص، وجرأة كبيرة على العلم بشكل عام، وتسطيح للمعرفة، وتجهيلٌ لرأي القراء ولتجنب لتجنب الوقوع في سلبيات كارثية ومُدمرة من هذا الواقع الكردي المؤلم نحن بحاجة ماسة لمعالجته سريعاً وتصحيح مساره قبل أن تصبح عصية على الحل وكل منا في موقعه يراى آثار ذلك من الدخلاء الذين يخوضون باسم هذا الحزب وذاك وباسم هذا الرمز وذاك في مسائل وشؤون لا يعرفون بواطنها ويجهلون نتائجها وارتداداتها هل سيأتي ذلك الوقت الذي نرى فيه الكرد والكردستان يقدم أصحاب التخصص والتأهيل كلاً في مجاله؟ والرجل المناسب مع المرأة المناسبة في المكان المناسب. أم أن المستقبل سيكون كما هو في الماضي: الجميع يفهم ويعلم ويحلل في كل شيء، حتى أضعنا كل شيء، وفقدنا الطريق الصواب والمسار الصحيح.