1 قراءة دقيقة
الحب هبة الله للانسان.


فرصة أخرى كي يدرك كنه الوجود من داخل كيانه. حين يحل بالنفس تتغذى به الروح فتشرف على مرتبة ما بين الملائكة والإنسان كلما ارتقى الحب الروحي كلما سما المحب إلى أعلى. ففي بهجة الحب لذة خاصة لا يستطعمها الا من أحب بصدق وتفان. وفي عذاب الحب ما يشبه التصوف يضحى المحب فيه الى ابعد درجات نكران الذات يسعد لمحبوبه ولو لم ينل منه قربا. ويعجز أن يرى فيه قبحا حتى ولو ناله ضرر منه. يكفيه انتشاء انه يحب فيتوغل في هذا الإحساس حتى ينسلخ عن المحبوب ليعيش لحبه فقط لا يتظر شيئا بالمقابل بل ويضحي بكل ما لديه لأنه اعتلى في حبه إلى درجة التنصل من ماديات الذات ورغباتها. فلا عجب أن نرى محبا يرفض كل كنوز الدنيا ويقبل بحب تعذر نيله. ٠فيشقى حياته كلها في انتظار لحظة لقاء قد يكون او لا يكون. انه الحب الملائكي لا شيء غير تلك العاطفة النقية العارمة التي تملك على المحب عالمه فينفر من كل بديل. ويقبل بالعذاب والخيبة والألم يجد لها اعذارا تثير الشفقة مما حوله ولا يكترث لأنه بات يرى بعين ثالثة. ولم يكن خلود محبين كثر عبر الأزمنة والمجتمعات صدفة او وليد ظروف ما وإنما تلك الدرجة من السمو الروحي في الحب هي ما كتب لحبهم الخلود.

تم عمل هذا الموقع بواسطة