التقليد:
ابن خلدون رأى فيه ظاهرة اجتماعية لها دور في الحياة الاجتماعية.فيقلد الأدنى ،الأعلى .الفقير يقلد الغني مثلا.والجاهل العالم... أما غابرييل تارد فوجد فيه ظاهرة تفسر حركة المجتمع ،أي وسع من وظيفتها ودورها ...
بالتأمل فيما يجري هنا ، كورديا ، يبدو أن التقليد يقوم بدور وظيفي قريب من المعنى الذي أشار اليه غابرييل تارد.
ظاهرة التقليد، فيما يخص اخبار العزاء وأسلوب نشرها ، التقليد في ممارسة صيغة النصيحة بلغة أمر ونهي، تقليد في الاعتماد على التراث الغريب -الغربي خاصة-. تقليد في نقل مقولات -أفكار- نلاحظ تكرارها لدى كثيرين -مما يبعث على الملل-
تقليد في اسلوب تناول قضايا سياسية بروح حزبية هجومية (و تصبح عند المقلدين شريرة ). تقليد...تقليد..الخ.
ألا يفكر بعض هؤلاء بذاته وتقديرها ، باستقلالية شخصيته، بخصوصيته...الخ.
ذكر الأستاذ أبو عقبة(غالب عثمان) -ولا أدري ان كان يزال حيا ام لا-بكل الأحوال اتمنى الرحمة حيا او ميتا. فقال :
كنا شديد الجوع ونحن في جولة تربوية (كان مفتشا -موجه تربوي) فقصدنا مضافة قرية كنا نتوقف فيها للاستراحة وتناول الطعام . فوصلنا في لحظة انتهى فيها، الضيوف من الطعام . فقيل لنا تفضلوا . لكننا اعتذرنا .فقلت له:
لماذا، وانتم تعانون من الجوع الشديد؟! -
قال: أنفت نفوسنا أن نأكل من بقايا الاخرين .
قلت : الم يكن الطعام كافيا ؟
قال : بلى . ولكنه بقايا آخرين. فلو انهم أخذوا الطعام واصلحوا السفرة ثم اعادوها اليها لأكلنا ، اما ان ناكل بعد انتهاء الجميع من الطعام مباشرة ، فقد اصبح بقايا ولا يمكن أن نأكله. واستطرد قائلا: وبقينا على جوعنا إلى ان يسر الله الطعام في موضع آخر.
يمكن استخلاص معنى حكيم من هذه الحكاية...أكل الفتات ليس من شيم الكرام ، والأ مر نفسه في تبعية يكون المرء فيها ببغاء ، ومرددا لما يُملى عليه باسم السياسة او اي شيء...!
قيمة الانسان في كرامته ..!