1 قراءة دقيقة
الانتماء إلى جماعة ،عرقيا أو دينيا أو سياسيا أو...

محمد قاسم


الانتماء إلى جماعة ،عرقيا أو دينيا أو سياسيا أو... لا يعطي المرء تميزا اكثر من التعريف به بالقول: هذا ابن الأسرة- او العائلة - او العشيرةد او الاثنية ( والعرقية) ...الفلانية ( تعريف يعتمد على الوجود والانتماء الطبيعي في الانسان).
وفي حالة الانتماء الاختياري، كالانتماء إلى جماعة سياسية ( حزب مثلا) أو الانتساب لعقيدة ( دينية أو طائفية أو مذهبية ...) ففي الانتماء فيه يبدو بُعدان :
١- بعد اجتماعي يمثل بيئة الشخص الاجتماعية ، وهذه تفرض عليه -بحكم الانتماء والتربية ...-عناصر مؤثرة وقوية احيانا، في اختياراته هذه. وهو يتحمل - اولا واخيرا- مسؤولية اختياره تجاه نفسه ، وتجاه الناس ، و تجاه رب الناس- لمن يؤمن به-.( وان قضية الإيمان بشكل عام، والايمان بالله بالذات، قضية بالغة الأهمية والشعور بالمسؤولية ). لماذا؟!
ببساطة: لأنها قضية شغلت البشرية منذ وجودها الأول. ومن ثم فكل مُنكر له يعيش في وسط من يؤمن به؛ منذ والديه، ومرورا بأفراد عائلته، وبالجيران، والمجتمع الذي ينتسب اليه عموما، وفضلا عن ذلك،تراث طويل وغني من المعطيات ...الخ فإن لم يحسن الاختيار اولا، وحسن التصرف ثانيا...
فانه سيربك بيئة الثقافة الاجتماعية التي يعيش فيها ، و قد يورث ذلك توتّرات لها مردود سلبي.
فان كان لا بد ان يعتنق الالحاد ، فهذا خياره وهو مسؤول عنه... لكن من المهم ان يفصل بين عناصر(ودوافع) نفسية في اعتقاده ، وبين العناصر العقلية (الواعية التي يفترض انه بنى اعتقاده عليه)، فيتصرف بطريقة تستبقيه على قناعته، وتترك المختلفين معه على ماهم عليه كاحترام.(أي توفير علاقة احترام متبادل).
اما ان يحاور حول ذلك فهذا حقه ،كما هو حق الآخرين، وهنا نلاحظ أن القرآن ينظم ذلك، بالقول :"وجادلوهم بالتي هي احسن" وهذ قاعدة ذهبية في الحوار، يفترض أن يقبل بها كل من يعتمد العقل في رؤاه ، اما الذي ينساق الى هوى وانفعالات.،.فليس مؤمنا بالمعنى الصحيح، لا بالدين، ولا بالالحاد ( هنا يأتي دور التقليد الاعمى، وما أسوأه تأثيرا في حياة الفرد، وعلى العلاقات الاجتماعية ،لاسيما في العلاقات السياسية).
جرعات ملائمة من التفكير ، تجنب المرء والمجتمع الذي ينتمي اليه، كثيرا من هزات واضطرابات ... هم جميعا في غنى عنه.!

تم عمل هذا الموقع بواسطة