الاسلحة لعبة دولية تدفع الشعوب المستضعفة ضريبتها:
لا أدري ما تنتجه شركات منتجة للاسلحة بأنواعها ، منذ تلك الفردية، ومرورا وأكبرها وأكثرها قدرة على الفتك والتدمير ...
فقط الاحظ بعضها التي تستخدم في حروب و في استعراضات ، وفيما تبثه وسائل الإعلام المختلفة تحت عنوان تعريف بها ،
وأكثرها إعلان عنها ، و دعاية لها لإغراء المشترين .
وأكثر المشترين هم من دول العالم الثالث لقتل شعوبهم بها ، والاحتفاظ بالسلطة - كما يظنون- لكن مهمتهم اذ تنتهي لا تفيدهم تلك الأسلحة في شيء . (زعماء دول الربيع العربي وغيرها امثلة صارخة) .
شهوة السلطة تجعل طلابها في غفلة ، يدرك طبيعتها بائعوا الأسلحة، تماما.
أو تستور للقيام بحرب مع الجيران ، تحت عنوان دفاع أو استرداد أراض ( وهي لعبة في رسم الخرائط الدولي. عموما ، منها خارطة سايكس بيكو) أو الدفع نحو عدم الاستقرار .. بحجج تبدو كأنها مشروعة ، هي ليست سوى حركات دُفعوا اليها ، لتحقيق مآرب لأصحاب هذه الشركات.
وهذه الشركات في تناغم مع انظمة بلدانها وحكامها ، إن لم يكونوا هم شركاء فيها -.
ومن عناصر ذكائها أنها تسهم بجزء من مواردها فيما يوحي بروح انسانية، وتعزيز نظام ديموقراطي يدغدغ رغبة الجميع في ممارسة نمط من الحياة الحرة. وهي حرية مبالغ في فرديتها ، توفر البيئة المشروعة ثقافيا ، لإغراق الناس فيما يلهيهم من الشهوات الجنس ، والخمر والمخدرات وألعاب قمار في صيغ غزيرة وجذابة - لاسيما للاعمار الصغيرة ومستويات جهالة وحماقة و انحراف...- وما نعلم وما لانعلم ، جميعا يعطل طاقاتهم المفكرة ، و يدفعهم نحو انماط حياة تهدر فيهم ، القيمة والقوة الانسانية السامية ( تغليب الاحساس بالمادة على الشعور بالمعاني والنبض الروحي في الإنسان.!).
ونتساءل:
لا يستطيع المرء - فردا وجماعة - أن يفعل شيئا مؤثرا في الواقع، أحيانا. لكن:
ألا يمكنه أن يحاول معرفة ما يجري
- او على الاقل - معرفة بعض منه، و في ملامحه الرئيسة، لاتخاذ موقف يشعره بدور ما في هذه الحياة التي يعيش جزءا منها؟!
يقول الكورد:
Mùyek ù Mùyek di be rihek
شعرة على شعرة تنتج لحية.
فلا نستهين بقليل يمكننا التأثير به ايجابيا .!
يبدو ان للجهالة والاستسلام لايحاءاتها نشوة ، تخدر الجاهلين ، او على الاقل يعيشونها بأحاسيسها الصماء!
البشرية إلى أين؟!.
في اليوتيوب هناك فيديوهات فيها حوارات في حديقة (هايد بارك) في لندن. تستحق المتابعة ،لما فيها من عناصر ثقافية مختلفة .
وعلى الرغم من أنها ذات طيغى فردية في سياق عام للقوى المتنفذة عالميا ، يقال ان خميرتها في بريطانيا .!
يبقى التفاعل بصورة ما ، ولو نظريا ، خير من سلبية نسيجها الاستسلام للمصير يُبنى على أحط ما في الإنسان من شهوات ولذائذ حسية .!