1 قراءة دقيقة
الأكراد أيتام الجبال


الأكراد أيتام الجبال

آذاد عنز 

رهانات خاسرة في الشمال، أكراد خاسرون في شمال خاسر أبداً، لا الشمال يسعف الكردي ولا الكردي يسعف الشمال، أي خسارة مضاعفة خسارة تجر خسارة وهكذا إلى أن تتراكم الخسارات بصحبة الرهانات الخاسرة التي أثقلت عاتق الكردي اليتيم وظهره، أيتام التاريخ وأيتام الجغرافيا وأيتام الله أيضاً، سحق الأكراد في مهاباد وعلقت المشانق لتحمل أجساد الضعفاء عالياً لا لشيء بل لأنهم أكراد هكذا ببساطة أنت كردي لا يحق لك الحياة وهزم الأكراد في كركوك رئة الكردي وائتلف شيعة العراق وسنتها على رغم الصدع بينهم الذي وصل إلى عنان السماء على إجهاض أحلام هؤلاء اليتامى بل أبعد من ذلك عندما أبرم ولي الخراب والدمار في إيران ميثاق الربح والانتصار مع التركي راعي أحلام السوريين المبددة على رغم الشقاق بينهم على مطاردة قوت رزق الكردي وعيشه ليبرم أكراد العراق ميثاق الخسارة مجدداً ويبقى شمال العراق خاسراً بأكراده إلى أبد الآبدين، أما في الشمال السوري فملّت حنجرة الكرديّ من الصراخ لتشارك حنجرة شريكه العربي وهي تهتف للجيش الذي نسب نفسه حراً ليحرر التراب والهواء والماء والعباد وأسواق التوابل ولكن لم يحرر نصف فرسخ وبقي الهواء غريقاً في جدل النسيان وبقيت التوابل رهينة وراء القضبان ليبقى الطعام فاسداً بمذاقه، و بعيداً عن ذلك فقد رمى هذا الجيش بنفسه إلى حضن التركي الذي نسب نفسه سلطان السُنة السلطان الأكثر كذباً وصاح بلسان طويل بأنه لن يسمح وندد مراراً ورسم بالفرشاة خطوطه الحمراء إلى أن جفت علب الطلاء الأحمر من اللون وتحايل على آمال وأحلام وضحكات الأبرياء بحجة الخلاص إلى أن شبع ومل تراب سورية من الدم حدّ التُخمة فغرقت بالدماء ولم يبق للسوري إلا الذل والرضوخ، رهانات خاسرة للتركيّ في عمق الشمال السوري فتمت عملية البيع بنجاح بينه وبين الروسي فأجاز الروسي أن يشرب التركي الدم الكردي في أقداح الفودكا، أقداح خصصت للدم لا للفودكا، إنها مقايضة التراب بالتراب والدم بالدم، دماء لم تكن رخيصة يوماً بل مجانية وأرواح مجانية أيضاً، فتوجهت آلة الدمار التركية حاملة على ظهرها أدوات مأجورة لسلطان السنة ممن سموا أنفسهم أحراراً إلى عفرين الكردية لطحن الأكراد بذريعة الإرهاب و الانفصال، لصوص جاؤوا لسرقة الزيتون من عفرين، وهناك أيضاً سُحقت مدينة كوباني عن بكرة أبيها بتهمة الردّة، نعم أكراد مرتدّون عن الدين والدنيا في رقعة جغرافية و انفصاليون وإرهابيون في رقعة جغرافية أخرى فيكفي لك حتى تحطن الكردي أن تلبسه قميص الردة أو الإرهاب أو الانفصال، آلة سلطان النفاق والخداع أمطرت زيتون عفرين بوابل من النيران مستتر وراء أغصان الزيتون، أيحق للص الزيتون أن يسمي عملية الطحن متخفياً وراء أغصانه؟ المقاتلة الكردية هي من يحق لها أن تسمي ردع آلة الدمار التركية بالزيتون، الزيتون زيتونها والأغصان أغصانها وهي تُسمي ما تشاء، رصاصة الكرديات كافية لإشعال القيامة برمتها وهي تعقد لفافة تبغها كرديات يسعفن التبغ إلى رئات خاوية من الدخان، كرديات يكتبن بالرصاص إنها حرب التبغ والرصاص، جبل ليلون يصفق لجبال كرداغ آباء الكرد ورعاة أرواحهم الذين لم يبخلوا يوماً على الكرد بالوقاية من الويلات، جبل ليلون سيبقى حزيناً إلى أن تحمله مقاتلة كردية بجدائلها بعد أن تبلل الجدائل في نهر عفرين الأحمق.

تم عمل هذا الموقع بواسطة