الأحزاب الكردية ، وغياب الشفافية ...

^{الأحزاب الكردية ، وغياب الشفافية ...
من أخطر الإنتقادات ، التي توجه للأحزاب الكردية في روج أفا ، هي حالة إنعدام الشفافية فيها ، سواء أكانت هذه الشفافية ، داخلية في الحزب الواحد ، بين رأس الهرم وقاعدته ، أو كانت خارجية بين الحزب ككل ، والجمهور الذي تدعي تمثيلها له ، عبر المناداة بحقوقه ، والسعي لتحقيق مطامحه ، ولعل هذا الأمر كان غير ذي بال ، لو أن هذه الأحزاب كانت منتخبة من قبل الشعب ، مفوضة للحديث باسمه ، أما وأنها غير ذلك ، فإنها لاتملك حق التنازل أو التفريط ، عن أي حق كفلته الشرائع والأعراف الدولية له ، مهما كان بسيطا ، وإلا عد ذلك إجحافا بحقه ، وخيانة لدماء أبنائه من الشهداء ...
إنطلاقا من هذا المبدأ ، كان على جميع أحزاب الحركة الكردية في روج أفا ، أن تضع الشعب الكردي في صورة المفاوضات ، التي خاضتها مع شتى أطراف الأزمة ، وأن تطرح إلى العلن ، المناقشات التي خاضتها ، وبنود الإتفاقيات التي توصلت إليها أو وقعتها معهم ، عبر وسائل الإعلام المرئي والمسموع ، بعقد الندوات التلفزيونية ، والمؤتمرات الجماهيرية ، للتعرف على نبض الشارع ، وحصول أي قرار يتخذ على شرعية الشعب ، وتأييده له ، كونه المعني الأول والأخير به ، فهو صاحب الشأن ، حيث فيها سيحدد مستقبله ومصيره ...
بعض الأمثلة لتتوضح فكرة المنشور أكثر :
١ - إنسحاب الحكومة السورية من المنطقة الكردية في بداية الأزمة ، لم يكن عفو الخاطر ، بل كان بإتفاق مع حزب الإتحاد الديمقراطي ، لكن ماهي بنود هذا الإتفاق ؟
٢ - الحزب المذكور وبتفرعاته الكثيرة لاحقا ، ذهب لقاعدة حميميم الروسية عدة مرات ، كما زارت وفوده العاصمة دمشق مرارا ، فمالذي أثمرت عنه تلك الزيارات ؟
٣ - قسد دخل في تحالف دولي واسع ضد تنظيم الدولة ، لكن السؤال هو : مقابل ماذا ياترى ، خضنا حربا بالوكالة ؟
٤ - في الأونة الأخيرة ، تجري عملية إعادة المنطقة تدريجيا لحضن الدولة برعاية روسية ، فيما الشعب منشغل بالعدوان التركي ، ألا نستحق معرفة التفاصيل ؟
٥ - الأنكسة أيضا إنخرط في تحالفات ، مع مايسمى بمجموعات المعارضة ، ومن ورائها تركيا ، لكن مالذي قدم لها بالمقابل من الطرفين ، لقاء هذا التحالف ؟
٦ - مالذي قدمته حكومة إقليم كردستان للأنكسة ، خلال سنين الأزمة من ضمانات ، لقاء مكوثها في تركيا ؟
٧ - لماذا لايحرز التقارب الكردي الكردي تقدما ، ومن المسؤول عن وضع العصا في العجلة ؟
٨ - ماهي حيثيات إحتلال المدن الكردية تباعا ، وهل للكردي دور مشين فيها ؟ أم أن الموضوع لايتعدى مسألة نظرية المؤامرة ؟ ...}