1 قراءة دقيقة
استغفال الشارع الكوردي...

شمس عنتر


استغفال الشارع الكوردي...


في الخطوة الأولى تم إجراء غسيل مخ لفئة الشباب والنساء بقصد تشويش الدماغ ليسهل انقياده ويقبل بأشياء تتعارض مع مبادئه ويتم اختلاط الحقائق مع الأوهام ودخلوا عن طريق اقدس كلمة للكوردي....كوردستان ورفعها شعارا في بداية تشكلهم وما لبثوا أن تراجعوا عنها لرفع شعارات طوباوية بعيدة عن فكر الشارع الكوردي ومن هنا تبدا رحلة الاستغفال. ...
فعقل الشارع الكوردي كان بالنسبة لهم وعاء فارغ تم تعبئته بما يخدم مصالحهم.
فغاب العنفوان وتحول الشارع إلى قطيع يسوده الخوف وجرى تفتيت نسيج المجتمع وظهرت نزعات جديدة غريبة عن مجتمعنا ، جرى تحطيم هيبة الأسرة وتفتتها وجرى تبديل الأداور بعنجهية وجهل واستغلال تعطش المرأة للحرية ، وكان الخنوع لسلطة الأمر الواقع هو فقط الإفلات من العقاب فقد تفننت بالترهيب والوعيد ،حتى أصبح أفراد الأسرة الواحدة يخافون من بعضهم ،و
الإعتقال التعسفي، الخوف من التعذيب، النفي ،التهجير،
وكلما ضاقت عليهم الاحداث لجاؤا إلى التخطيط للالهاء.
بواسطة المسيرات والمهرجانات ورفع اللافتات المزركشة وابتداع مناسبات لا تخطر على بال الشياطين، واستقدام الناس من كل مكان لخلق تجمعات للإحاء بالشعبية الواسعة ، فرغم ضنك العيش وضيق الناس أنما المبالغة في الصرف على هذه المناسبات تجري على قدم وساق ، وربط كل انجاز بالقائد الذي لايمت بالشارع باي صلة فقد عاش وترعرع هناك ونحن هنا مجبرون على تقديسه والصلاة له وكل من رفض السجود له خائن اردوغاني فاسد .
في كل زاوية صورة للقائد في الاماكن العالية لتظهر العلاقة الفوقية بينه وبين الأفراد،
وكل مناسبة هي للنداء بحياة القائد حتى اذا كانت خروجا للاستسقاء وطلب المطر يجب أن يرفع الصوت بحياة القائد السجين.
كل هذه الممارسات جعل المجتمع ينكفئ على ذاته والفرد يصاب بحالة اغتراب داخلي فاقد الإنتماء ،اصبح على هامش الحياة خارج حدود الحرية.
نمى البغض لهذه السلطة وانكر الإنسان الكوردي نفسه ،وانكر مواقفه ، واصبح همه تأمين لقمة عيشه، المغموسة بالمهانة والقبول بهذه السلطة.
الهروب يسّري بفكر الفرد هنا يفكر به مع كل لقمة خبز...ومن بقي
حاول كسر هذه الأغلال والتعبير عن نفسها واظهار معاناتها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.....وغيرها .
اليوم يعيش كورد سوريا بأكثر مرحلة شائكة مبنية على التحديات. التهديدات تطال وجوده وكل دماء شبابه التي سالت على كل ذرة من الأرض السورية هي في البازارات السياسية.
المخاطر من أشدها على القضية الكوردية .
والمنعطف أكثر من خطير مما يتطلب وعي تاريخي وسياسي والنظر إلى المستقبل بعيون واعية.
 فالكورد في سوريا ما يزالون في حالة تشخيص للازمة ويرد كل طرف اسباب التراجع للطرف الآخر وتبادل الاتهامات والتخوين على اشده....والخوف يكبر ويكبر....

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏يبتسم‏‏



تم عمل هذا الموقع بواسطة